كل ما يجري من حولك

قطر تستعرضُ قدرتَها على التحمل وتقول إنها تسعى لاتفاق مع الدول العربية

459
وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يتحدث خلال مؤتمر صحفي في روما في الأول من يوليو تموز 2017. تصوير: اليساندرو بيانكي - رويترز.
متابعات| رويترز:
أعلنت قطر يوم الثلاثاء عن زيادة كبيرة في إنتاج الغاز الطبيعي المسال تشير إلى أنها مستعدة لنزاع طويل مع جيرانها الخليجيين لكنها قالت إنها تبذل كل ما في وسعها للتوصل إلى اتفاق.

ويجتمع مسؤولون من السعودية والإمارات ومصر والبحرين يوم الأربعاء لمناقشة ما إذا كانت ستواصل العقوبات التي فرضتها على قطر التي اتهمتها الدول الأربع بدعم الإرهاب وتوطيد علاقتها مع خصمهم الإقليمي إيران.

وتنفي الدوحة الاتهامات وسلمت إلى الكويت التي تتوسط في حل الأزمة ردها على 13 طلبا سيدرسه اجتماع الأربعاء.

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحفي في الدوحة “ما قدمته دولة قطر من إبداء حسن نية ومبادرة طيبة أن يكون هناك حل بناء وحل وفق الحوار.. نعتقد أن هذا ما يكفي للقيام بالواجبات من جهتنا”.

وقال “تحقق كثير من التقدم على هذا الصعيد (مكافحة تمويل الإرهاب)… لكن بالطبع هناك دائما مجال للتحسن” ووصف العقوبات بأنها “إجراءات غير قانونية ضد دولة قطر تحت شعار مكافحة الإرهاب”.

وقطعت الدول الأربع علاقاتها الدبلوماسية ووسائل المواصلات مع الدوحة في نزاع أثار القلق في الشرق الأوسط وخارجه.

وتخشى الدول الغربية احتمال أن يؤثر النزاع، إن استمر طويلا فضلا عن الاضطراب السياسي، على سلاسل الإمدادات في منطقة حيوية بالنسبة لإمدادات الطاقة.

وفي المؤتمر الصحفي نفسه قال وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل إنه يشعر بأن الدوحة تحلت بضبط النفس في الخلاف الذي نشب في الخامس من يونيو حزيران.

وقال “نأمل أن يرد الآخرون بنفس الروح”.

وتقول قطر إنها مستعدة للوفاء بأي مطالب “معقولة”.

لكن الإمارة الخليجية قد تحجم عن تنفيذ شروط منها إغلاق قناة الجزيرة التلفزيونية وإغلاق قاعدة عسكرية تركية وهما طلبان تعتبرهما الدوحة اعتداء على السيادة القطرية.

واتخذت الحكومة القطرية ما بدا أنه استعراض للقوة يوم الثلاثاء عندما أعلنت شركة قطر للبترول المملوكة للدولة عن خطط لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال بنسبة 30 في المئة. وسيكون التأثير الفوري للقرار زيادة تخمة المعروض في السوق التي تشهد منافسة أيضا من جانب استراليا والولايات المتحدة وروسيا.

وقال سعد الكعبي الرئيس التنفيذي للشركة يوم الثلاثاء إن الشركة ستزيد إنتاج الغاز من حقل الشمال العملاق، الذي تتقاسمه مع إيران، بنسبة 20 بالمئة بفضل مشروعات تطوير جديدة.

وفي أبريل نيسان رفعت قطر حظرا فرضته ذاتيا على تطوير حقل الشمال، أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، وأعلنت عن مشروع جديد لتطوير القطاع الجنوبي من الحقل وزيادة الإنتاج في فترة تتراوح بين خمس وسبع سنوات.

وقال الكعبي خلال مؤتمر صحفي في الدوحة إن إنتاج المشروع الجديد سيرفع طاقة إنتاج الغاز المسال في قطر بنسبة 30 بالمئة إلى 100 مليون طن من 77 مليون طن سنويا.

وسيكون للقرار تداعيات دولية.

وفي ظل تكاليف الإنتاج المنخفضة وقرب منشآت الغاز الطبيعي المسال القطرية من المشترين في أوروبا وآسيا فإن الخطوة القطرية قد تجعل من الصعب على المنتجين الأمريكيين بيع الغاز المسال بأسعار تنافسية وقد تجد المشاريع التي ما زالت بحاجة إلى التمويل صعوبة في العثور على مستثمرين.

وحتى الآن تقتصر صادرات الغاز المسال الأمريكية على شركة واحدة هي تشينيير إنرجي لكن هناك مشاريع مقترحة طاقتها الإجمالية نحو 150 مليون طن سنويا.

وقال السفير السعودي في السودان علي حسن جعفر في مؤتمر صحفي إنه يأمل في انتهاء أزمة الخليج “خلال الساعات القادمة” مع رد قطر على المطالب.

وأضاف أن بلاده تأمل أن يعود المسؤولون في قطر إلى صوابهم وأن السعودية تسعى للاستقرار في منطقة الخليج وفي المنطقة العربية ككل محذرا من أنه في حالة عدم تلبية المطالب فإن الرياض ستدافع عن أمنها واستقرارها وسوف تتخذ إجراءات أخرى.

* المسألة الإيرانية

وتسببت تخمة المعروض من الغاز الطبيعي المسال في انخفاض الأسعار. وتراجعت الأسعار الفورية في آسيا أكثر من 40 في المئة هذا العام إلى 5.50 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية وبنسبة 70 في المئة من ذروتها في 2014.

وحتى الآن يقدم معظم الغاز الطبيعي المسال بموجب عقود طويلة الأجل بين المنتجين والمستهلكين لا تتيح مرونة تذكر وفي الكثير من الحالات تمنع المستوردين أيضا من إعادة بيع الشحنات.

وفي إشارة إلى تلميحات بأن الدول الأربع قد تطلب من الشركاء التجاريين الاختيار بينها وبين الدوحة قال الكعبي إن عمليات الشركة لن تتأثر بالأزمة.

وقال إن قطر للبترول ستواصل عملها وللشركات التي لا تريد العمل مع الشركة حق الاختيار مضيفا أن قطر للبترول ستجد شركاء أجانب للعمل معها.

ويقول محللون إن خطوة زيادة الإنتاج ترجع جزئيا إلى احتدام المنافسة في سوق الغاز المسال.

وقال أوليفر ساندرسون محلل الغاز في تومسون رويترز “يتعلق الأمر أيضا بعزم إيران زيادة الإنتاج في حقل بارس الجنوبي مما يعني إمكانية أن يزيدوا الإنتاج من جانبهم من الحقل (حقل الشمال) دون الإخلال بالتوازن الجيولوجي للحقل”.

ويقول بعض الخبراء إنه في حين تتهم دول خليجية قطر بالتعاون مع إيران فإن إجراءاتهم العقابية قد تدفع الدوحة صوب مزيد من التعاون مع طهران في إنتاج وتصدير الغاز من الحقل المشترك.

وقال رضا مصطفوي طبطبائي رئيس شركة إنيكسد التي مقرها لندن وتعمل في مجال معدات النفط والغاز بالشرق الأوسط “أصبحت قطر بحاجة إلى دعم إيران أكثر من أي وقت مضى. لا أعتقد أن بوسع قطر زيادة الإنتاج دون التعاون مع إيران إذا استمر الوضع (السياسي) كما هو الآن في المدى الطويل.”

وأضاف قائلا “قد يُطلب أيضا من شركات النفط الكبرى الاختيار بين العمل مع قطر أو السعودية والإمارات ومصر وإلا واجهت عقوبات. لهذا السبب لا أعتقد أن تطوير هذا المشروع من قبل قطر في الوقت الحالي سيكون سهلا كما كان من قبل وذلك سياسيا لا ماليا.”

وقال الكعبي إنه لا يوجد تعاون مع إيران في أي مشروع في حقل الشمال لكن توجد لجنة مشتركة تجتمع سنويا لمناقشة تطوير الحقل.

وقال أجاي سينغ الاستشاري المتخصص لدى شركة اليابان للتنقيب عن النفط والمسؤول التنفيذي السابق بقطاع الغاز في شل “تكلفة إنتاج الغاز المسال في قطر من بين الأقل في العالم. اتبعت قطر سياسة حصيفة تمثلت في تعظيم القيمة من أسعار السوق في أنحاء العالم.

“بالنسبة لقطر الغاز المسال هو كل شيء.”

 

You might also like