تفاصيل ما حدث من الشيخ القشيبي.. من بداية الإشكال حتى الاشتباك ثم القبض عليه
قبائلُ سنحان وبلاد الروس تؤكد وقوفَها إلى جانب الأجهزة الأمنية لتحقيق الاستقرار ومنع الجريمة
على خلفية الاستيلاء والاعتداء على أرضية حكومية مخصّصة لبناء مدرسة في الحثيلي.. وقتل مدير التفتيش بأشغال صنعاء ومرافقه وإصابة (7) ورفضه الانصياع لتوجيهات المحافظ ووساطات المشايخ بتسليم نفسه قبل اقتحام منزله بالقوة
متابعات..|
في جريمة بشعة هزّت الشارعَ اليمني، لقي المهندسُ نبيل صالح الدودحي – مديرُ إدَارَة التفتيش في مكتب الأشغال العامة بمحافظة صنعاء، مصرعَه يوم الأحد، بالإضَافَة إلى مقتل أحد مرافقيه وجرح آخر، على يد مسلحين تابعين للشيخ مختار القشيبي، أثناء قيامهم بتأدية عمله في منطقة الحثيلي بصنعاء.
وقال لــ “صدى المسيرة” حميد عاصم – وكيل محافظة صنعاء: إن استشهادَ المهندس نبيل الدودحي – مدير إدَارَة التفتيش بأشغال صنعاء، بالإضَافَة إلى استشهاد أحد مرافقيه وإصابة آخر، يأتي على خلفية قيام أحد مشايخ بلاد الروس بمحافظة صنعاء يدعى مختار القشيبي، بالبسط والاعتداء بقوة السلاح على أرضية تابعة للدولة ضمن المخطط العام ومحجوزة لبناء مدرسة حكومية في منطقة الحثيلي؛ كونها منطقةً محرومةً من الخدمات ولا توجد فيها مدارس، حيث قام الجاني القشيبي الذي يرأس حزبَ العمل اليمني، في الشروع بالبناء داخل هذه الأرض تحت قوة السلاح، ضارباً عرض الحائط كًلّ التوجيهات الصادرة من السلطة المحلية بعدم الاعتداء والبناء، الأمرُ الذي دفع المهندس إسماعيل المقالح – الوكيل المساعد لمحافظة صنعاء للشئون الفنية ومدير عام مكتب الأشغال بالمحافظة، بتكليف المهندس الشهيد نبيل الدودحي ومعه مجموعة من المرافقين، بالنزول واتخاذ الإجراءات القانونية حيال هذا الاعتداء وإزالة البناء والاستحداثات في هذه الأرضية المخصصة لبناء مدرسة حكومية عليها.
وأوضح وكيلُ محافظة صنعاء، إلى أن اللجنة المكلفة بإزالة البناء باشرت مهامها وقامت بإزالة ثلاثة أعمدة، وفور الانتهاء توجهت اللجنة التي يرأسُها المهندس الدودحي مدير إدَارَة التفتيش، برفقة الطقم “هيلوكس” المرافق لها والآليات والشيول التابع لمكتب الإشغال بالعودة إلى مقر عملها، وقبل أن وصولَها قام المدعو القشيبي ومرافقيه المسلحين بملاحقتهم واعتراضهم بسيارته في جسر دار سلم ووضعها أمام الطقم الذي كان يستقله شهيد الواجب الدودحي، قبل أن ينزلَ من سيارته شاهراً سلاحة “الآلي” صوب رأس موظف الأشغال الدودحي الذي ينتمي إلى منطقة العود بمحافظة إب، مما أرداه قتيلاً وإطلاق النار صوب اثنين جنود يتبعون الأشغال كانوا على متن الهيلوكس أحدهم جندي فارق الحياة ينتمي إلى محافظة ريمة، والآخر لا زال في المستشفى.
ولفت حميد عاصم، إلى أن مديرَ أمن محافظة صنعاء، وجّه فور الجريمة، بالقبض على القتلة مختار القشيبي ومرافقيه، إلا أن أنه رفض الانصياع للجهات الأمنية وكذا الوساطات التي تدخلت مباشرة لتسليم نفسه، الأمر الذي أدى إلى استخراج أوامر قهرية من النيابة العاصمة وتعزيز أطقم أمنية من أجل اقتحام منزلة، وعند وصول تلك التعزيزات باشر مسلحو القشيبي ومرافقيه بإطلاق النار صوب رجال الأمن والدخول معهم في اشتباكات، مستخدمين كًلّ أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة، منوهاً إلى أن القشيبي ظلّ يتمترس داخل منزله، وامتنع عن القبول بطرح وآراء المشايخ الذين توافدوا إلى منزله، ومنهم الشيخ فارس الكهالي – وكيل محافظة صنعاء، والشيخ محمد الحبّاري، وغيرهما ممن رفض القشيبي رفضاً قاطعاً لكل محاولاتهم إقناعه بتسليم نفسه إلى مبنى المحافظة من أجل إنهاء التوتر، وقد تمكنت الأجهزة الأمنية في فرض سيطرتها واقتحام منزله عند الساعة العاشرة من صباح أمس الأول الثلاثاء.
من جانبه قال العميد مجاهد الطيري – مدير أمن محافظة صنعاء، بأن قسم شرطة دار سَلْم تلقّى بلاغاً ظهر الأحد المنصرم الموافق 11 يوليو الجاري يفيد بواقعة الاعتداء على موظفي مكتب الأشغال من قبل عصابة مسلحة بقيادة الشيخ مختار القشيبي الذي كان على متن سيارة صالون برفقة 8 مرافقين مسلحين، وذلك على خلفية قيام موظفي الاشغال برئاسة مدير التفتيش نبيل الدودحي بإزالة الاستحداثات في الأرضية التي اعتداء عليها الجاني، قبل أن يقوم أحد حراسة الأرضية بإبلاغ القشيبي بذلك وملاحقتهم إلى شارع الخمسين واعتراض السيارة الهيلوكس التي كان يقودُها المهندس الشهيد الدودحي ومعه الموظفون التابعون له، ومباشرتهم جميعاً بإطلاق النار، ما أدى إلى استشهاد اثنين وجرح اثنين آخرين كانَا على متن الهيلوكس التابع للأشغال.
وأوضح لــ” صدى المسيرة” مدير أمن صنعاء، بأن القشيبي لاذ بالفرار بعد ارتكابه الجريمةَ إلى قريته في بلاد الروس، ما دفع الجهات الأمنية إلى اللجوء للنيابة وإصدارة أوامر قهرية بالقبض عليه، ولكنه عاد مغربَ يوم الاثنين إلى منزله في منطقة بيت بوس وبرفقته عشرات المسلحين من بلاد الروس على متن 12 سيارة، بعدها تم إرسال مدير قسم شرطة دار سلم ومدير البحث في القسم لإبلاغه بالقبض القهري وضرورة تسليم نفسه، لكنه رفض ذلك، قبل أن يتم إرسالُ حملةٍ أمنية كبيرة من الأمن العام لمحاصرة منزله.
ولفت العميد الطيري، إلى أن القاتل القشيبي رفض الانصياعَ لكل المشايخ في المحافظة والوساطات قبل تنفيذ عملية الاقتحام وعلى رأس تلك الوساطات محافظ محافظة صنعاء الشيخ حنين قطينة الذي تواصل به هاتفياً لإقناعه بتسليم نفسه، بالإضَافَة إلى الوساطات التي وصلت إلى منزله وعلى رأسهم الشيخ فارس الكهالي ومحمد الحباري وكيلا المحافظة، والشيخ أحمد الصماط والشيخ يحيى الكول والشيخ أحمد فرحان مدير مديرية بلاد الروس.
موضحاً أنه صدرت التوجيهاتُ للحملة الأمنية باقتحام المنزل عند حوالي الساعة الثانية من فجر الثلاثاء وباشر خلالها مسلحي القشيبي الذي يقدر عددهم بالعشرات إطلاق النار صوب رجال الأمن، ما أدى إلى مقتل اثنين من المسلحين التابعين للقشيبي وإصابة 7 آخرين واعتقال 81 مسلحاً قاوموا السلطات الأمنية.
وأشار مديرُ أمن صنعاء، إلى أن مختار القشيبي تمكّن خلال الاشتباكات وقبل اقتحام المنزل من الفرار إلى منزل الشيخ أحمد عبدالحق فرحان – مدير مديرية بلاد الروس، وقد توجهت الحملة الأمنية بعد اقتحام منزل القشيبي صوب منزل الشيخ فرحان عند حوالي الساعة التاسعة والنصف من صباح أمس الأول الثلاثاء وقد استطاع مديرُ مديرية بلاد الروس إقناع القشيبي ومرافقيه المتورطين بالقتل من بتسليم أنفسهم؛ حفاظاً على حياتهم وعدم مواجهة السلطات الأمنية التي تحاصر المنزل، قبل أن يتم القبضُ عليه ومباشرة التحقيق معه الذي لا يزال جارياً حتى اللحظة في إدَارَة البحث الجنائي بمحافظة صنعاء.
وقال العميدُ مجاهد الطيري، بأن المدعو القشيبي دفع بمجاميع مسلحة من قبيلته في بلاد الروس بعد فراره من منزلة والاختباء بمنزل مدير عام المديرية صباح الثلاثاء، بقطع الطريق العام والرئيسي المؤدي من العاصمة صنعاء إلى ذمار وإب وتعز وبقية المحافظات، في محاولة منهم للضغط على السلطات الأمنية والحكومية بعدم اعتقال القشيبي، الأمرُ الذي دفع بحملة كبيرة من قوات الأمن المركزي إلى التحرك الفوري بإنهاء هذا التقطع قبل أن يفر المسلحون والتمترس في الجبال والتحصينات المواجهة للطريق العام.
وكان مشايخُ وقبائل العود بمحافظة إب طالبوا في وقت سابق بسرعة إلقاء القبض على القاتل مختار القشيبي ومرافقيه وتقديمهم للعدالة لينالوا العقاب الرادع والعادل، وحتى لا تخرج الأمور عن السيطرة ويترتب عليها مواقف سلبية لا تخدم كًلّ الأطراف، حد قولهم.
وكشفت هذه الجريمة البشعة والنكراء بحق موظفين حكوميين عزل كانوا يؤدون واجبهم بكل تفانٍ وإخلاص، مدى التناقض الذي يحمله مرتكبُ الجريمة مختار القشيبي، ففي الوقت الذي يقوم بقتل الأبرياء بدم بارد وفي وضح النهار، فهو يرأس حزباً سياسياً تم إشهارُه رسمياً في شهر يوليو من العام 2013 تحت اسم “حزب العمل اليمني” ومن أهدافه الالتزام بالدستور والقوانين النافذة والمُؤَسّسات الدستورية في إطار الممارسة الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي وحقوق المواطنة المتساوية التي كفلها الدستور ولا يقتصر على فئة عمرية أو مناطقية أو مذهبية أو عرقية وإنما يمثل كافة أَبْنَاء اليمن.
بدورهم أكدت قبائل محافظة صنعاء وعلى رأسها قبائل سنحان وبلاد الروس وقوفَها إلى جانب الأجهزة الأمنية لتحقيق الأمن ومنع الجريمة، بعد يوم من إلقاء القبض على القاتل مختار القشيبي وعصابته.
وقال مصدر محلي بمحافظة صنعاء، إن قبائل صنعاء وعلى رأسها قبائل مديريتي سنحان وبلاد الروس تؤكد وقوفها إلى جانب الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية لتحقيق الأمن ومنع الجريمة وضبط المجرمين أياً كان انتماؤهم.
وبحسب المركز الاعلامي بمحافظة صنعاء، فقد نفت تلك القبائل ادعاءات بعض وسائل الإعلام بوقوفها إلى جانب القشيبي، ضد الأجهزة الأمنية والقانون، داعية في الوقت نفسه لتحقيق شفاف في القضية.
ولفتت قبائلُ صنعاء، إلى أن محاولات بعض وسائل الإعلام، تجيير القضية إلى قضية سياسية ومحاولة الزج بالقبائل لتحقيق أغراض شخصية محاولات قبيحة وغير مسؤولة، مطالبةً الجميعَ إلى الوقوف بحزم لتحقيق العدالة وفرض القانون.