تعميق الخلاف الخليجي.. هل يعجّل بالحلّ السياسي يمنياً؟
باهتمام بالغ، وترقب شديد الحذر، يتابع قطبا صنعاء (المؤتمر الشعبي وأنصار الله) مسارات الأزمة السياسية الخليجية بين دول وإرهاصاتها، من نافذة يمنية متطلعة إلى تحقيق اختراق إضافي في صفوف التحالف الذي دخلت حربه في اليمن وحصاره عليها العام الثالث على التوالي.
إنسيابية مريحة
وخلافاً لموقع الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، وموقفهما من الأزمة الخليجية، يبدو فريقا صنعاء قادرين على التحرّك بحرية في أرجاء الملعب السياسي بين حلفاء «عاصفة الحزم»، والانتقال بانسيابية مريحة من منطقة لأخرى، وبما يمكنهما من اقتناص الفرصة، وتحقيق نتائج استثمارية تبدو، بالنسبة لفريقَي صنعاء، إيجابية.
غرفة عمليات
مصادر سياسية رفيعة في صنعاء كشفت، لـ«العربي»، عن تكثيف شركاء جبهة صنعاء مشاوراتهم في أمسيات رمضانية، وجلسات نقاش مطولة، مشيرة إلى تشكيل ما يشبه غرفة عمليات لمتابعة مستجدات الأزمة الخليجية ورصدها وتحليلها، ومن ثم دراسة الأبعاد والمآلات، وبحث إمكانية تحقيق أفضل النتائج السياسية، ضمن أهداف أولية مشتركة عامة تتمحور حول إيقاف غارات «التحالف»، ورفع الحصار الإقتصادي والإعلامي والسياسي، وإعادة حركة الطيران إلى مطار صنعاء الدولي.
تقريع مهذّب
واللافت أن موقف صنعاء جاء متدرجاً وموحّداً في حالته الأولى، متضمناً تقريعاً مفعماً بالتشفي الضمني، إذ اعتبر رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، صالح الصّماد، عشية 5 يونيو، أن ما يحصل من تباينات واختلافات بين من وصفها بدول «العدوان» يأتي في سياق «وصاية النظام السعودي في المنطقة وسعيه إلى إخضاع دول المنطقة لهيمنته».
كأس انتهاك السيادة
وفيما يعدّ تحريضاً لقطر على مقاومة «هيمنة السعودية»، وإحراجاً لها عبر محاولة التقريب والموائمة بين الحالة اليمنية والقطرية، نصح الرئيس الصّماد «دول المنطقة بالتّحرر من الهيمنة السعودية الأمريكية، والحفاظ على مصالح شعوبها واستقلالية قرارها»، وعلى طريقة «فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين..»، لم يخلو حديث الصّماد من تعريض سريع بقطر، بسبب مشاركتها في عمليات التّحالف ضد اليمن، مذكّراً، بـ«التّحذيرات المتكرّرة لمآلات العدوان على اليمن وموافقة كثير من الدّول عليه، واشتراك بعضها فيه»، وفيما يعدّ إسقاطاً سياسياً للأحداث المتشابهة، يقارب رئيس «سياسي صنعاء» بين الحالة القطرية والحالة اليمنية، مشيراً إلى «ما مثله تدخل قوات التحالف في اليمن، من خرق للقانون الدولي، وانتهاك سيادة دولة مستقلة وتدمير مقدراتها»، لافتاً كذلك إلى «ما حملته التّحذيرات من وقت مبكّر من تجرّع دول أخرى في الإقليم والعالم من نفس الكأس».
تصفية حسابات قديمة
وعلى ذات المنوال، ذهب حزب «المؤتمر الشعبي العام» إلى تصفية حساباته مع دولة قطر وقناة «الجزيرة»، والتي يتّهمها بـ«العمل على التّحريض ضد الأنظمة الوطنية، وإثارة الفتن والحروب الطائفية والمذهبية والمناطقية في الدول الشقيقة ومنها اليمن، واحتضانها لعناصر تنظيم الإصلاح (الإخوان المسلمين)، والدّفع بهم إلى إثارة القلاقل وإشاعة أعمال الفوضى، وإشعال الفتن الداخلية بين أبناء الوطن الواحد»، وذلك في إشارة لما عرف بـ«ثورات الربيع العربي» عام 2011، والتي مثّلت الشّرارة الأولى لإخراج حكومة المؤتمر ونظام الرئيس السابق صالح من السّلطة.
..وتحذيرات مبكّرة
وفيما اعتبر «المؤتمر» مقاطعة قطر خطوة ايجابية متأخّرة، اعتبر الأزمة الخليجية «امتداداً لحالة فوضى ما سمي بالرّبيع العربي، الذي تولّت دعمه دولة قطر، وحذّرت منه الجمهورية اليمنية، التي عانت دولة وشعباً، من تلك الفتنة في وقتها قبل أن تجد نفسها تحت نيران العدوان الظالم والفاجر، والذي شارك فيه كلّ الأشقاء المتصارعين حالياً، والذين أوغلوا في إراقة دماء اليمنيين واعتبروا اليمن ميدانا للقتل المجاني لهم».
محاربة الإرهاب بوقف عمليات «التحالف»
كما لم يعفِ «المؤتمر» السعودية وبقية دول «التحالف» من تهم دعم ورعاية الإرهاب، معتبراً أن «إعادة الاستقرار والأمن وإيقاف الفوضى والصّراعات في المنطقة، ومواجهة مخاطر الإرهاب وتنظيماته فيها، لن يتأتى إلا من خلال إيقاف العدوان الذي يشنّه التحالف بقيادة السعودية ضد الشعب اليمني وفك الحصار عنه»، مشيراً كذلك إلى أهمية «إنهاء الصراعات في سوريا وليبيا عبر عملية حوار سياسي تعيد للمنطقة أمنها واستقرارها، ثم التوجه لمواجهة الارهاب، عبر تجفيف منابعه الفكرية، والسياسية، والإعلامية، والمالية، وتبني قوانين دولية لمعاقبة الدول والأنظمة التي تدعم وتمول الإرهاب بأي شكل من الأشكال».
أمطري حيثما شئتِ
وفي تعليقه على التطورات في الخليج، يعتقد، حسين العزي، عضو المجلس السياسي لـ«أنصارالله»، أنّ نتائجها ستعود بالفائدة على اليمن، مشبّهاً الأزمة القطرية بسحابة ماطرة: «يا هذه السّحائب أمطري حيثما شئتِ فإن خراجك راجع ليمننا المحاصر وشعبنا المظلوم»، حسب ما كتب على حسابه في «تويتر»، متوقعاً أنّ «الظالمين إلى زوال».
دهاء سياسي
وفي حديثه لـ«العربي»، يرى الناشط السياسي، عادل النزيلي، أنّ أطراف صنعاء «تعاملت مع أزمة قطر الخليجية بدهاء سياسي إحترافي، وبكلّ حكمة واقتدار»، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ بيان «المؤتمر وقف مع الخطوات المتّخذه ضد قطر كموقف رسمي»، فهو اعتبر كموقف سياسي أن «قطر جزء من كلّ»، وأنّ محاولة «إخراج أحد دول العدوان من الحرب، وإنهاء تمويلها للإرهاب مكسب وطني».
..ورؤية إستراتيجية
ويعتقد النّزيلي، في موقف وأحاديث «أنصار الله» عن الأزمة القطرية، نوعاً من التأجيج للصّراع القطري الخليجي، وهو أداء سياسي «يحسب سياسياً لأنصار الله»، ولا يرى خلافاً بين قطبَي صنعاء، في هذه القضيّة، فمواقفهما – حسب النزيلي – تأتي «ضمن رؤية استراتيجية لتعميق الخلاف الخليجي- الخليجي، بسبب عدوانهم الظّالم على اليمن»، وعلى قاعدة أنّ الخلاف الخليجي «خطوة نحو التّعجيل بالحلّ السياسي، وإنهاء العدوان في اليمن».
إنسيابية مريحة
وخلافاً لموقع الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، وموقفهما من الأزمة الخليجية، يبدو فريقا صنعاء قادرين على التحرّك بحرية في أرجاء الملعب السياسي بين حلفاء «عاصفة الحزم»، والانتقال بانسيابية مريحة من منطقة لأخرى، وبما يمكنهما من اقتناص الفرصة، وتحقيق نتائج استثمارية تبدو، بالنسبة لفريقَي صنعاء، إيجابية.
غرفة عمليات
مصادر سياسية رفيعة في صنعاء كشفت، لـ«العربي»، عن تكثيف شركاء جبهة صنعاء مشاوراتهم في أمسيات رمضانية، وجلسات نقاش مطولة، مشيرة إلى تشكيل ما يشبه غرفة عمليات لمتابعة مستجدات الأزمة الخليجية ورصدها وتحليلها، ومن ثم دراسة الأبعاد والمآلات، وبحث إمكانية تحقيق أفضل النتائج السياسية، ضمن أهداف أولية مشتركة عامة تتمحور حول إيقاف غارات «التحالف»، ورفع الحصار الإقتصادي والإعلامي والسياسي، وإعادة حركة الطيران إلى مطار صنعاء الدولي.
تقريع مهذّب
واللافت أن موقف صنعاء جاء متدرجاً وموحّداً في حالته الأولى، متضمناً تقريعاً مفعماً بالتشفي الضمني، إذ اعتبر رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، صالح الصّماد، عشية 5 يونيو، أن ما يحصل من تباينات واختلافات بين من وصفها بدول «العدوان» يأتي في سياق «وصاية النظام السعودي في المنطقة وسعيه إلى إخضاع دول المنطقة لهيمنته».
كأس انتهاك السيادة
وفيما يعدّ تحريضاً لقطر على مقاومة «هيمنة السعودية»، وإحراجاً لها عبر محاولة التقريب والموائمة بين الحالة اليمنية والقطرية، نصح الرئيس الصّماد «دول المنطقة بالتّحرر من الهيمنة السعودية الأمريكية، والحفاظ على مصالح شعوبها واستقلالية قرارها»، وعلى طريقة «فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين..»، لم يخلو حديث الصّماد من تعريض سريع بقطر، بسبب مشاركتها في عمليات التّحالف ضد اليمن، مذكّراً، بـ«التّحذيرات المتكرّرة لمآلات العدوان على اليمن وموافقة كثير من الدّول عليه، واشتراك بعضها فيه»، وفيما يعدّ إسقاطاً سياسياً للأحداث المتشابهة، يقارب رئيس «سياسي صنعاء» بين الحالة القطرية والحالة اليمنية، مشيراً إلى «ما مثله تدخل قوات التحالف في اليمن، من خرق للقانون الدولي، وانتهاك سيادة دولة مستقلة وتدمير مقدراتها»، لافتاً كذلك إلى «ما حملته التّحذيرات من وقت مبكّر من تجرّع دول أخرى في الإقليم والعالم من نفس الكأس».
تصفية حسابات قديمة
وعلى ذات المنوال، ذهب حزب «المؤتمر الشعبي العام» إلى تصفية حساباته مع دولة قطر وقناة «الجزيرة»، والتي يتّهمها بـ«العمل على التّحريض ضد الأنظمة الوطنية، وإثارة الفتن والحروب الطائفية والمذهبية والمناطقية في الدول الشقيقة ومنها اليمن، واحتضانها لعناصر تنظيم الإصلاح (الإخوان المسلمين)، والدّفع بهم إلى إثارة القلاقل وإشاعة أعمال الفوضى، وإشعال الفتن الداخلية بين أبناء الوطن الواحد»، وذلك في إشارة لما عرف بـ«ثورات الربيع العربي» عام 2011، والتي مثّلت الشّرارة الأولى لإخراج حكومة المؤتمر ونظام الرئيس السابق صالح من السّلطة.
..وتحذيرات مبكّرة
وفيما اعتبر «المؤتمر» مقاطعة قطر خطوة ايجابية متأخّرة، اعتبر الأزمة الخليجية «امتداداً لحالة فوضى ما سمي بالرّبيع العربي، الذي تولّت دعمه دولة قطر، وحذّرت منه الجمهورية اليمنية، التي عانت دولة وشعباً، من تلك الفتنة في وقتها قبل أن تجد نفسها تحت نيران العدوان الظالم والفاجر، والذي شارك فيه كلّ الأشقاء المتصارعين حالياً، والذين أوغلوا في إراقة دماء اليمنيين واعتبروا اليمن ميدانا للقتل المجاني لهم».
محاربة الإرهاب بوقف عمليات «التحالف»
كما لم يعفِ «المؤتمر» السعودية وبقية دول «التحالف» من تهم دعم ورعاية الإرهاب، معتبراً أن «إعادة الاستقرار والأمن وإيقاف الفوضى والصّراعات في المنطقة، ومواجهة مخاطر الإرهاب وتنظيماته فيها، لن يتأتى إلا من خلال إيقاف العدوان الذي يشنّه التحالف بقيادة السعودية ضد الشعب اليمني وفك الحصار عنه»، مشيراً كذلك إلى أهمية «إنهاء الصراعات في سوريا وليبيا عبر عملية حوار سياسي تعيد للمنطقة أمنها واستقرارها، ثم التوجه لمواجهة الارهاب، عبر تجفيف منابعه الفكرية، والسياسية، والإعلامية، والمالية، وتبني قوانين دولية لمعاقبة الدول والأنظمة التي تدعم وتمول الإرهاب بأي شكل من الأشكال».
أمطري حيثما شئتِ
وفي تعليقه على التطورات في الخليج، يعتقد، حسين العزي، عضو المجلس السياسي لـ«أنصارالله»، أنّ نتائجها ستعود بالفائدة على اليمن، مشبّهاً الأزمة القطرية بسحابة ماطرة: «يا هذه السّحائب أمطري حيثما شئتِ فإن خراجك راجع ليمننا المحاصر وشعبنا المظلوم»، حسب ما كتب على حسابه في «تويتر»، متوقعاً أنّ «الظالمين إلى زوال».
دهاء سياسي
وفي حديثه لـ«العربي»، يرى الناشط السياسي، عادل النزيلي، أنّ أطراف صنعاء «تعاملت مع أزمة قطر الخليجية بدهاء سياسي إحترافي، وبكلّ حكمة واقتدار»، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ بيان «المؤتمر وقف مع الخطوات المتّخذه ضد قطر كموقف رسمي»، فهو اعتبر كموقف سياسي أن «قطر جزء من كلّ»، وأنّ محاولة «إخراج أحد دول العدوان من الحرب، وإنهاء تمويلها للإرهاب مكسب وطني».
..ورؤية إستراتيجية
ويعتقد النّزيلي، في موقف وأحاديث «أنصار الله» عن الأزمة القطرية، نوعاً من التأجيج للصّراع القطري الخليجي، وهو أداء سياسي «يحسب سياسياً لأنصار الله»، ولا يرى خلافاً بين قطبَي صنعاء، في هذه القضيّة، فمواقفهما – حسب النزيلي – تأتي «ضمن رؤية استراتيجية لتعميق الخلاف الخليجي- الخليجي، بسبب عدوانهم الظّالم على اليمن»، وعلى قاعدة أنّ الخلاف الخليجي «خطوة نحو التّعجيل بالحلّ السياسي، وإنهاء العدوان في اليمن».