أطراف العدوان .. النفاق الممتعض ..!!
بقلم / عبدالله الصعفاني
مستفز جداً هذا التواطؤ المتبادل وهذا النفاق الممتعض بين دول العدوان الخليجي على اليمن وبين الأمريكيين .. وحتى لو جاء في سياق التحالف الذي يعزز الثراء بين نخب إنتاج السلاح الأمريكي والأوروبي وبين مستهلكيه من قتلة إخوانهم فإنه لا يلغي مقامات الإندهاش من تناقضاته .
* في إبريل الماضي قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حديثه إلى الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان ونشرته صحيفة نيويورك تايمز بأن على السعودية وجيرانها الخليجيين الاعتراف بأن أكبر التهديدات التي يواجهونها لا تأتي من إيران وإنما من مشاعر عدم الرضا من أنظمتهم.. وبحسب ما ذكره أوباما فإن نفور السكان وبطالة الشباب والأيديولوجيات الهدامة تمثل بعضاً من مظاهر الاضطراب المحتملة بتلك الدول .
* ولعل أوباما كان يقر واقعاً ويستشرف ما حدث من قتل للمصلين الشيعة في القطيف وما أعقبه من احتجاجات ضاقت بذات الفكر الذي يقتل ويجز رؤوس العشرات في كل مذبحه في سياق ذات الدور الذي تلعبه نفس أيديولوجيا التطرف والتعصب داخل السعودية وخارجها ، ومع ذلك فإدارة أوباما مستمرة في تواطؤها ونفاقها الممتعض مادام ذلك يسحب إلى خزائن الأمريكي المتوحش مئات المليارات من الدولارات .
* ولو لم يكن النفاق الأمريكي لأهل العدوان السعودي ممتعضاً لما رأينا شقاً إيجابياً في الموقف الأممي الأخير لليمن المتمثل في الشهادة العادلة لنهاية خدمة جمال بن عمر في اليمن وهو يؤكد أن العدوان أجهض اتفاقاً يمنياً في مراحله الأخيرة ، بالإضافة إلى دعوة بان كي مون في كلمة الأمم المتحدة في مسخرة مؤتمر الرياض إلى تمديد الهدنة والدعوة إلى مؤتمر جنيف والتعهد بالوقوف الأممي في نفس المسافة من جميع الأطراف .
* يريد الأمريكيون أن يستنزفوا خزائن الخليج بما يبيعونه من سلاح قتل اليمنيين ، وبدأوا التسويق للقبة الحديدية التي لا تعني شيئاً أمام استراتيجية اليمنيين في مواجهة العدوان بل والرد عليه بأبسط الإمكانيات ، ويريد الفرنسي بيع طائراته التي لن تضيف شيئاً إلى مائتي طائرة أمريكية تدمر اليمن في صورة عبثية ، لكن الغرب ليس غبياً بحيث لا يفكر بحقيقة أن العدوان الهمجي لم يحقق من أهدافه شيئاً يعيد هادي أو يقضي على تلاحم اليمنيين وقدرتهم على المواجهة المسنودة بالثقة بالله .
* يدركون أيضاً أن الحروب بالوكالة لم تبعد بشار الأسد عن رأس النظام في سوريا ولم تلغِ كون حزب الله يبقى الرقم الأكبر في لبنان وأن استعداء شعوب سوريا والعراق ولبنان واليمن سيدفعها نحو إيران التي صار الاتفاق النووي الغربي معها هدفاً عاماً وخاصاً لأوباما وإدارته .
* ومهما تكاثرت الوجوه القبيحة التي تروج للعدوان وترحب به ها نحن نراها تتساقط أمام أنوار حقائق ما يمكث في الأرض بدليل هذا التخبط الذي تحول إلى بحث مضن عن قطعة أرض لبناء قاعدة انطلاق بأحصنة طروادة من أروقة الصراع على غرف وأجنحة فنادق الدفع المسبق وما يرافق ذلك من مآلات الخيبة وتحول انفعالية الفنادق إلى انفعالية المواقف والخنادق فيما لا تزال الأيادي العليا والسفلى مجلودة بالهزائم الأخلاقية التي تتوالد مع كل غارة من غارات القتل والتدمير ومع كل تجدد لسؤال الشعب اليمني لماذا يقتلوننا ولماذا يتواطأ معهم بعض أبناء جلدتنا بكل هذا الصلف .
* إيماءه
* نهار انتشار خبر اسقاط إحدى طائرات العدوان في ضواحي العاصمة صنعاء كان العم أحمد ابن السبعين عاماً هو من يفوز بفرصة القبض على قائد الطائرة الذي شارك في تدمير وقتل اليمنيين منذ قرابة الشهرين .. ما لفت نظري أن هذا الشيخ المسكون بأخلاق اليمني الكريم أراد فقط من رغبة القبض على الطيار القاتل أن يقول له وهو يمسك بلحيته البيضاء : ستون يوماً من القتل والتدمير الذي لم يستثن امرأة أو طفلاً .. يا ألف سبحان الله عليك !!!