كل ما يجري من حولك

تفاصيل مثيرة: هكذا يجند الموساد عملاءه

697

متابعات

تنطلق أجهزة الاستخبارات الإسرائيليَّة من افتراض وجوب زرع عملاء لها في كل المؤسَّسات في الدول العربية، من أجل الحصول على المعلومات التي يُمكن على أساسها اتِّخاذ القرارات السياسيَّة والعسكريَّة المناسبة.

وبحسب المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب، تتَّخذ الاستخبارات الإسرائيليَّة النظريَّة القائلة بأنّ لدى كلّ إنسان نقاط ضعف، من هنا أهمية انطلاق التفتيش عن ضعاف النفوس وتجنيدهم. وتُضيف: تخضع عمليَّة الإيقاع بهؤلاء والسيطرة عليهم لخطوات معقَّدة. من هذا المنطلق، أجاد رجال الموساد استخدام هذه النظريَّة وأخذوا يجرِّبون كل السُبل لتجنيد عملاء لهم في كل مكان، فمَنْ كان يبحث عن المال وجد ضالته لديهم، ومَنْ كان يسعى وراء نزواته أرسلوا إليه النساء لإغرائه، ومن ضاقت به الحياة في بلده أمَّنوا له عملاً وهميًا يقوده في النهاية إلى مصيدة الجاسوسيَّة، من دون أنْ يدري.

وفي هذه الأيّام، كشفت صحيفة (هآرتس) العبريّة النقاب عن أنّ جهاز الموساد الإسرائيليّ (الاستخبارات الخارجيّة) يتخذ منذ عدّة سنوات أساليب جديدة لتجنيد ضباط موهوبين داخل صفوفه، حيث يختارهم باختبارات عامة تحمل ألغازًا معقدة إنْ استطاعوا حلّها يمكنهم أنْ يكونوا ضمن طواقم الجهاز. وقبل ذلك، نشر الموساد إعلانًا تجاريًا في الصحف العبريّة عن حاجته لنجّارٍ.

وتابعت الصحيفة قائلةً إنّه مع مطلع الشهر الماضي أيّار (مايو) نشر الموساد على موقعه إعلانًا للتجنيد داخل صفوفه وبداخل هذه الإعلان وضع لغزًا ودعا كل المعنيين بمحاولة حلًه للقبول والعمل في صفوف الجهاز الذي يعتبر الأعرق لدى الكيان الاسرائيلي، ويأتي هذا الإعلان مشابهًا لإعلان سابق نُشر في العام الماضي بذات الطريقة، ولكنّ الناشر كان جهاز الأمن العّام (الشاباك الإسرائيليّ).

وتابعت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة قائلةً للصحيفة العبريّة إنّه في العام الماضي بدأ الموساد باستخدام الألغاز كبوابة يمكن من خلالها تجنيد ضباط جدد في صفوفه، حيث فوجئت قيادة الجهاز من عدد التوجهات ومن انبروا لحلّ هذا اللغز وممّن استطاعوا حلّه بكل سهولة، الأمر الذي دفع قيادة هذا الجهاز لاتخاذ قرار باعتبار هذه هي طريقة ناجعة التجنيد الجواسيس الموهوبين.

علاوةً على ذلك، أشارت (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن المصادر عينها، إلى أنّ اللغز معروض كرمز المنظمة ويتضمن خطا تشفيريا، يظهر في أسفل الإعلان رابط يجب الدخول إليه لحلّ اللغز، وهو ما علقّت عليه جهات مختصة في جهاز الموساد بأنّ هذا اللغز أصعب من اللغز في السنة الماضية.

ولفتت المصادر أيضًا إلى أنّه في السنة الماضية، عشية ما يسمى “يوم الاستقلال الـ 68″، اتخذ الموساد خطوة استثنائية ونشر إعلانًا بخط تشفيري لتجنيد الموظفين للعمل في مجال السايبر، وتضمن الإعلان الذي ظهر فيه شعار الجهاز مدمجًا كان يبدو للوهلة الأولى غير ذي أهمية من الحروف والأرقام، وكان بعضها مشددًا.

ونقلت المصادر ذاتها أنّ الإعلان الخاص الذي نشره الموساد حظي باستجابة منقطعة النظير، ودخل أكثر من 25 ألف متصفح إلى موقع الموساد في محاولة منهم لحلّ اللغز. وأشارت إلى أنّه فشل معظم المشاركين بسبب صعوبة اللغز، في المقابل، نجح مئات الأشخاص في التوصل إلى مرحلة جعلت من وسعهم إرسال سيرتهم الذاتية إلى الموساد ومن بينهم تم العثور على بعض “الموهوبين” الذين نجحوا في حل اللغز.

يشار إلى أنّ هذه الطرق في التجنيد تاريخيّة وتمّ استخدامها من قبل عدة جيوش قبل ذلك، حيث استخدمت أثناء الحرب العالميّة الثانيّة عندما نشرت الاستخبارات البريطانيّة إعلانًا للعثور على مَنْ ينجح في حلّ الألغاز للموهوبين ليحاولوا حل آلة إنجما (Enigma Machine)، آلة تشفير ذكية تابعة للنازيين، وعليه فقد نجح أحد المشاركين، عالم الرياضيات، آلان تورنغ، في حل الإنجما، وساعد هذا النجاح في التغلب على هتلر والنازية.

إلى ذلك، من الأهمية بمكان الإشارة إلى أنّ العديد من كبار قادة الاستخبارات في الكيان الإسرائيلي يُشدِّدون على أنّ المعلومة الاستخباراتيَّة تمثِّل في الحقيقة جزءً أساسيًا من النظريَّة الأمنيَّة الإسرائيلية. وفي هذا السياق، يقول رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيليّ (أمان) الأسبق شلومو غازيت إنّ توافّر المعلومات الإستخباراتيَّة الدقيقة منح الجيش الإسرائيليّ القدرة على توجيه ضرباتٍ قاسيةٍ وخاطفةٍ للجيوش العربيَّة والمقاومة الفلسطينيَّة، وهذا ما أدَّى إلى تقليص فترات الحروب مع الدول العربيَّة، الأمر الذي سمح بعودة الحياة الطبيعيَّة إلى مسارها في إسرائيل بسرعةٍ كبيرةٍ.

من ناحيته يقول الخبير الأمني الإسرائيلي أمير أورن، من صحيفة (هآرتس) العبريّة إنّ قدرة إسرائيل على الحصول على استخبارات ممتازة مكَّنتها من الاحتفاظ بجيشٍ نظاميٍّ صغيرٍ، بحيث أنّه لا يتُم استدعاء قوات الاحتياط إلّا في حال شُنَّت حرب هجوميَّة على الدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.

المصدر: رأي اليوم

 

You might also like