كل ما يجري من حولك

باحثون: لا جدوى من الصراخ على الأطفال؛ الأسباب، والنتائج والحلول

521

باحثون: لا جدوى من الصراخ على الأطفال؛ الأسباب، والنتائج والحلول

متابعات| الوقت التحليلي:

قد يقول الأهل عند قراءة هذا العنوان أن الكلام يختلف كثيرا عن الواقع وأن أطفالي عنيدين وصعبي المراس ولا يمكنني ضبطهم وجعلهم ينصتون إلي إلا عن طريق الصراخ، إلا أن هذا الحل غير مجدي على الإطلاق وفقا لدراسات إجتماعية كشفت مؤخرا أن الآباء الذين يستخدمون الصوت المرتفع في تربية وتهذيب أطفالهم يسببون لهم الكآبة.

من جهة أخرى كشف العلماء أن الصراخ يحفز مشاعر الغضب ويتسبب بخلل عاطفي، ومن خلال اتباع هذا الإسلوب تصبح شخصية الطفل قلقة خائفة دائما من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة، وتفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم الانجاز، وقد ينتج عن اتباع هذا الأسلوب طفل عدواني يخرب ويكسر اشياء الآخرين لأن الطفل في صغره لم يشبع حاجته للحرية والاستمتاع بها.

وكشف مجموعة من الأخصائيين أن استخدام كلمة “لا” مع الطفل قد تفقد مفعولها السحري بعد مدة قصيرة، السبب أن الطفل يصبح منيعا ضدها، مما يضطر الآباء للصراخ مرات ومرات، حتى يتمكنوا من إجبار الطفل على الإنصياع لأوامرهم، لهذا ينفذ الأطفال أوامرهم فقط بسبب الخوف والتهديد.

ومما تقدم نجد أنه لابد من طرح مجموعة من الحلول التي تساعد الآباء في فهم شخصية أطفالهم بشكل أفضل، خاصة عندما يعلمون كيف يفكر أطفالهم وكيف ينطرون لأمور.

في البداية لابد من التواصل مع الأطفال بنفس أطول، ومحاولة التعرف على مشاكلهم والإسهام في حلها عوضا عن الصراخ وكيل الشتائم حتى لا يستسلموا للتشاؤم والكآبة، فعلى سبيل المثال في حال لم يكن طفلك يستمع إليك، لابد من أن تقوموا بالتقرب منه أكثر وفتح حوار معه والاستماع إليه، فكل طفل بحاجة إلى 15 دقيقة على الأقل يوميا للتواصل مع والده ووالدته، كما أنَّه بحاجة إلى الإحساس بتعاطفهم مع مشاكله ودموعه، وفي حال اتبعت هذه الخطوة ستلاحظ الفرق في سلوك طفلك بعد أسبوع فقط.

الأمر الثاني الذي يجب على الأهل مراعاته هو عدم إشعار الطفل بأن ما تطلبه منه يفرض قسرا عليه، فالأطفال سينفذون ما تطلبوه منهم في حال شعروا بأنك تحترم رغباتهم وخياراتهم، فبدلا من قول أنت محروم من اللعب إن لم ترتب غرفتك، يمكنك إعطاء الطفل خيار جدولة مهام يومه حسب رغبته بدلًا من ذلك، عندها سيكون لديه حافز أقوى للالتزام بالمهام التي فرضها هو على نفسه.

أمر آخر جدا مهم، بعض الأهالي يطهرون غضبهم وانزعاجهم في حال شاهدو أطفالهم يلعبون في بركة ماء أو أيديهم مليئة بالتراب، أو يرسمون على الجدران، الأهل يرون ذلك خرقاً للقواعد، ولكن إن نظرت للأمر من وجهة نظر الطفل، فسترى أنَّه يشبع رغباته في المغامرة والمرح، لذلك إن لم يكن الطفل يعرض نفسه للمخاطرة، فلا بأس ببعض الخروج عن المألوف والمخالفات البسيطة.

صحيح أنه يجب على الآباء إعطاء أطفالهم هامشا من الحرية، ولكن يجب إيقافهم في حال تجاوزوا الحدود والقواعد التي يفرضها آبائهم عليهم، فمثلا ممكن أن يتجاهل الطفل القواعد عن طريق الرفض المباشر، أو عن طريق التجاهل ومتابعة لعبه دون اهتمام، وهذا أمر يجب التعامل معه بحزم، فالأطفال سينصاعون لتنفيذ طلبات الوالدين، إن جربوا مرات أنَّ يتخطوا الحدود ولم يتمكنوا، يجب على الأم أن لا تسمح للطفل باستفزازها، وأن تحاول فهم وجهة نظر طفلها في رفض الالتزام، وأن تصر على أنَّ هناك قوانينَ لا يمكن التغاضي عن وجودها، وليس من السهل اختراقها.

وهناك موضوع آخر مهم في هذا المجال ألا وهو اختيار السن المناسبة لتعويد الأطفال الإعتماد على أنفسهم، فبعض الأهالي يجهون اللوم لأطفالهم وهذا أمر خطير، فمثلا الطفل في الخامسة من عمره لا يستطيع تنظيف نفسه جيدا، وهو بحاجة إلى التشجيع لا إلى اللوم إن لم يفعل، والأطفال الأكبر سنًّا ينتظرون عبارات الثناء والمديح من الأهل على محاولاتهم الاعتماد على أنفسهم.

أما الموضوع الأخير الذي يجب على الآباء مراعاته هو تبديلهم كلمة “لا” بـ”نعم”، حيث أن وقع الكلمة الأخيرة على ذهن الأطفال مؤثر جدا ويعزز ثقتهم بأنفسهم، فهي تعطيهم انطباعا أنَّهم يحققون ما يريدون، وتوحي لهم بالمعاني الإيجابية، على العكس من كلمة “لا”، التي تحمل في طياتها كل المعاني السلبية والمحبطة لهم، لذلك لابدَّ من محاولة إعادة صياغة الطريقة التي يُطلَب بها من الطفل الامتناع عن فعل شيء ما، بحيث لا تحتوي الجملة على تحدّي الطفل بـ”لا”.

You might also like