كل ما يجري من حولك

السعودية والعباءة الأمريكية!!

524

 

بقلم : علي مسعد العمري

هل من الممكن ان المملكة العربية السعودية وامثالها الخروج من تحت العباءة الأمريكية التي هي المصدر الاول لأمان دول الخليج والحامي لها من ايران والعراق والدول التي تحسبها معادية للنظم الخليجية والسعودية بالخصوص ؟؟

انا اعتقد ان هناك توجه لذلك من قِبل المملكة العربية السعودية في ظل حكم الملك سلمان ابن عبدالعزيز في هذه الفترة بالذات ، وخاصة ان الملك سلمان بقراره الاخير وتحريك عاصفة الحزم وتجييش الدول التي ساندتها في عاصفة الحزم ضد اليمن بدون الرجوع الى امريكا يُعتبر تقدم نوعي وكسر للقواعد والبروتوكول المتفق عليه بين الدول التي كانت تعيش ولا زالت تحت كنف امريكا .

المملكة ربما من خلال ما اقدمت عليه قد كسرت حاجز الخوف اسوة بالربيع العربي الذي كسر حاجز الخوف وخرج ضد زعماء دكتاتوريين رغم ان الخوف جعل من تلك الشعوب ترزح تحت ذلك الخوف المصطنع والوهمي لسنين طويلة حتى اكتشفوا ذلك ومن ثم اكتشفتها المملكة للخروج عن طوع امريكا والذي قد يمهد للربيع العربي في المملكة استكمال مشواره والذي سيكون برعاية امريكية التي حمت عرش المملكة ولعقود طويلة حسب المفهوم المتعارف لدى الجميع .

الكثير من المحللين السياسيين تداولوا هذه الفكرة من خلال ما ذكرنا آنف ومن خلال غياب الملك سلمان عن حضور كامبديفد وكذلك من خلال مصافحة ولي العهد لأوباما عندما وضع يده اعلى من يد اوباما رغم انه كان بحسن نية من اوباما الا انه اعتبر مؤشر سياسي للجميع على ان يد المملكة ستصبح فوق يد امريكا من الآن وصاعدا .

هناك تحليلات كثيرة وكبيرة ان اقدمت المملكة على الخروج عن طاعة امريكا التي لا يمكن ان تستغني الدولتين عن بعض لعدد من الاسباب اولها صناعة النفط الذي تملكه السعودية ، وصناعة السلاح الذي تملكه امريكا والهيمنة المطلقة لأمريكا في المنطقة لان امريكا تملك اوراق كثيرة لا تستطيع المملكة ان توازيها وقد تكون المملكة استعجلت بطريقة ما او تقدم على خطوة غير مدروسة لان القرارات كانت مستعجلة ولم تؤخذ الوقت الكبير حتى يتدارس ويتخذ قرار مبني على قوة توازي قوة امريكا في المنطقة وانما نشوة القوة التي احست بها المملكة بسبب عاصفة الحزم التي قادتها ضد اليمن وشعبه .

امريكا لديها اوراق كثيرة واهمها الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان وورقة الارهاب وهذا كفيل ان امريكا تستطيع ان تخضع اي دولة ولو كانت المملكة لأن سلاح النفط لم يعد مجدي مهما ان المملكة قد استطاعت ان تدمر اكبر دولتين منافستين في انتاج النفط وهي ( ليبيا والعراق ) الا ان هناك بدائل ومصادر مختلفة تستطيع امريكا ان تعوض اي نقص للبترول السعودي .

ورغم ان امريكا لن تسكت في اعتقاد الكثيرين لو ان المملكة اصرت على الخروج من بيت الطاعة لأي امر كان وستدفعها الثمن مضاعف ولن تستطيع المملكة مواصلة التحدي ان لم تحسب حساب خطوتها الجريئة ، لان لها ملفات كثيرة وكبيرة فيما ذكرنا واولها ملفات الحقوق والحريات وحق الراي والانتخاب وغير ذلك الملفات المهمة ، ومن ثم امريكا بتأنيب عليها جيرانها وشعبها وستصبح المملكة محاصرة سياسياً وبدون ما تدفع امريكا ولا سنت احمر .

والله من وراء القصد .

You might also like