ملوك الخليج.. تطبيعٌ مع الكيان الإسرائيلي وقمعٌ للداخل حفظاً لعروش خاوية
متابعات| الوقت:
يُكشف يوما بعد آخر النقاب عن مظهر جديد من مظاهر التطبيع الصامت بين الأنظمة الخليجية والكيان الإسرائيلي، هذا ومن المتوقع وبسبب التطورات الأخيرة التي سبقت ولحقت زيارة دونالد ترامب إلى السعودية أن تتزايد هذه المظاهر بشكل مضطرد بمباركة ورعاية رسمية من هذه الأنظمة.
أما جديد هذا الملف فهو ما كشف عنه تقرير إسرائيلي للصحفي آساف جيبور، نشر على موقع صحيفة ميكور ريشون یوم الأحد، يتناول التقرير معلومات عن مظهر جديد للتطبيع على مستوى العائلات المالكة الخليجية، وهو التطبيع من خلال السياحة العلاجية في الكيان، إلى جانب فتح مشاريع اقتصادية لتوطيد الروابط وتعزيز فرص الذهاب والإياب أكثر مستقبلا.
يقول التقرير أن شريحة كبيرة من الأمراء والأثرياء وأصحاب النفوذ في الدول الخليجية باتت تعتبر الكيان الإسرائيلي وجهة مهمة من أجل تلقي العلاج والخضوع لعمليات جراحية، أما الطريق الذي يسلكونه فهو قبرص ومن هناك يتجهون إلى تل أبيب حيث تكون جهات إسرائيلية معينة بانتظارهم لاستقبالهم وترتيب برنامج سفرهم الذي يضم سياحة ترفيهية وعلاجية في أكثر الأحيان.
ويؤكد التحقيق أن هذه الجهات الإسرائيلية معنية بشكل رسمي أن تهتم بزوار الكيان من أمراء وأثرياء الخليج وأن تؤمن لهم الاستشفاء في مستشفيات الكيان، وفي هذا الإطار كشف الصحفي المعروف بعلاقاته ومعلوماته عن وصول أميرة من العائلة المالكة البحرينية مؤخرا إلى مطار بن غوريون في تل أبيب قادمة من قبرص، حيث تم نقلها إلى مستشفى “رمبام” الكائن في حيفا مباشرة، حيث خضعت لعملية جراحية وفترة نقاهة. لتعود بعدها الأميرة التي تبلغ 50 عاما إلى البحرين عبر نفس المسير السابق.
ويؤكد التحقيق على أن عددا كبيرا من الأمراء والأميرات من الخليج يصلون إلى أرض الاحتلال لتلقي العلاج (بسبب السمعة الطبية الجيدة للكيان في المجال الطبي) حسب ذكر جيبور.
كما أشار التحقيق إلى وجه آخر من التطبيع المنتشر في الدول الخليجية، وذلك عبر الشركات الإسرائيلية التي تعمل في الأسواق العربية بحرية تامة تحت عناوين أمريكية. مؤكدا أن شركات الكيان هي جزء لا يتجزأ من الشركات الأمريكية المنتشرة حول العالم، وهذا الأمر يعرفه الخليجيون ويغضون الطرف عنه بشكل واضح.
إذا هي مسألة مدروسة وبرعاية رسمية على أعلى المستويات، وليست مجرد حديث عن حالات استثنائية وفي الخفاء كما كان يعتبر البعض. وهذا الأمر يدخل في سياق التطبيع المرحلي وبالتدريج من خلال كسر العوائق والحدود الواحد تلو الآخر، لتصل الأمور إلى مرحلة يصبح من الممكن تعميم هذا الأمر على المجتمعات الخليجية كافة.
هنا يستوقفنا سؤال مهم جدا، وهو ما أكد عليه التقرير من زيارة لأميرة من آل خليفة خلال المدة الأخيرة لتلقي العلاج والعودة إلى البحرين، ففي وقت يتسول آل خليفة أبشع وسائل التعذيب والقمع بحق شعبهم الأعزل، يقوم أمراؤهم وأثرياؤهم بالقيام بزيارات للكيان الإسرائيلي في خطوة لا بد يراد منها تعزيز العلاقات فيما بين النظام الخليفي وحكومة العدو، والهدف هو تأمين الدعم الإسرائيلي لتوجهات آل خليفة أمام المجتمع الدولي. حيث أن هذا النظام يشتري سكوت العالم من خلال شبكة علاقات ومصالح اقتصادية يقدمها للدول التي تدعي الحضارة والدفاع عن حقوق الإنسان.
وفي نفس السياق وتأكيدا على أن الأمور باتت جاهزة لتدخل مرحلة العلنية، نعود لما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الثلثاء عن العرض الخليجي لاستئناف عملية التسوية مع الكيان، وهذا العرض أتى قبيل زيارة دونالد ترامب للسعودية، وتبعه الرسالة التي حملها ترامب لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو.
وبحسب الصحيفة فإن العرض الخليجي يتضمن تطبيعا كاملا مع الکیان الإسرائيلي وإقامة علاقات مباشرة في مقابل تجميد الأخيرة جزئيا البناء في المستوطنات، والسماح بحرية التجارة في قطاع غزة. أما عن سبب طلب التجميد الجزئي للستيطان فيعود لإيجاد منفذ ومدخلية لهذه الأنظمة تقنع من خلالها شعوبها بأهمية هذه الخطوة وضرورتها.
إذا فقد دخلت الأنظمة الخليجية بالفعل مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية مع كيان الاسرائیلي، ولكن ورغم ذلك يبقى الرهان على شعوب هذه الأنظمة ومنها الشعب البحريني لإسقاط هذه المشاريع التآمرية، بل ولإسقاط هذه العروش الخاوية التي ربطت نفسها ومصالحها بل وبقاءها بأسيادهم الأمريكيين والصهاينة.