كل ما يجري من حولك

الإرهـابُ يضربُ مصر مرة أخرى.. هويته وأهدافه

532

متابعات| شفقنا:

بالامس ، وقبل يوم من بداية شهر رمضان المبارك ، شهدت مصر جريمة دموية ذهب ضحيتها الاطفال والنساء والرجال الامنون العزل من الأقباط الأرثوذكس المصريين على يد جماعة تكفيرية ارهابية تزعم انها تعمل على تاسيس “خلافة على منهاج النبوة” على ارض الكنانة.

هذه الجريمة البشعة التي قُتل فيها 28 شخصا واصيب 24 اخرين بينهم اطفال اعمارهم اقل من عامين ، وقعت عندما كان الضحايا في طريقهم من محافظة بنى سويف إلى محافظة المنيا لزيارة دير بصعيد مصر وهم يستقلون حافلة ومركبتين أخريين ، فكمن لهم مسلحون ملثمون استخدموا ثلاث عربات دفع رباعي ، فاوقفوا الحافلة والمركبتين وقاموا باطلاق الرصاص على الضحايا دون رحمة.

الهجمات التي تستهدف الاقباط المصريين ارتفعت وتيرتها منذ شهر ديسمبر كانون الأول الماضي ، اسفرت عن مقتل وجرح المئات منهم ، وآخرها الهجومين اللذين وقعا قبل شهر ونصف الشهر على كنيستين قبطيتين اوقعتا 45 قتيلا وتبنتهما “داعش”.

هذا السيناريو الاجرامي الهادف الى ضرب النسيج الاجتماعي المصري تحت ذرائع واهية بهدف دفع مصر للوصول الى حال الدولة الفاشلة ، وهو نفس السيناريو الذي نفذه التحالف الصهيوني الامريكي العربي الرجعي في العراق وسوريا وليبيا واليمن ، بواسطة الجماعات التكفيرية وفي مقدمتها “داعش” والقاعدة.

كان بالامكان وأد الفتنة الطائفية في العراق وضمان عدم سريانها الى باقي البلدان العربية الاخرى ، لو لم تقع المراجع الدينية والسياسية في العالم العربي في فخ الدعاية الطائفية التي روجت لها الجماعات التكفيرية في العراق ، والتي نجحت في اظهار ما يجري في العراق من جرائم ضد الانسانية امام الراي العام العربي على انها دفاع شرعي يقوم به اهل السنة امام الشيعة الذين يحاولون القضاء على الوجود السني في العراق ،وهو ما ساهم في تقوية شوكة الجماعات التكفيرية عبر رفدها بالمقاتلين والسلاح والمال.

الجماعات التكفيرية والجهات التي تقف وراءها نجحت في مد اذرعها من العراق الى سوريا واليمن وليبيا واليوم الى مصر ، ولكن بذرائع مختلفة ، مثل محاربة العلويين في سوريا والزيدية في اليمن والاقباط في مصر والمرتدين في ليبيا ، بينما الهدف الاول والاخير من كل هذه الذرائع الواهية هو ضرب جيوش هذا البلدان ، وضرب امنها واستقرارها وصولا الى تجزأتها.

كنا نتمنى على المراجع الدينية في مصر وغيرها من البلدان العربية ان تستنكر الجرائم البشعة التي ارتكبتها الجماعات التكفيرية في العراق ضد اتباع اهل البيت عليهم السلام وضد المسيحيين في العراق منذ عام 2003 ، وكشف حقيقة هذه الجماعات التكفيرية للراي العام العربي ، حتى يتم اغلاق اي منفذ للتعاطف معهم في المجتمعات العربية ، كما يتم الان ادانة واستنكار الهجمات التي تنفذ ضد الاقباط المصريين الابرياء ، فضحايا هذه الجماعات في العراق وسوريا واليمن وليبيا ، هم نفس ضحايا هذه الجماعات في مصر اليوم.

ان على الجميع اليوم ان يدرك ان كل الجماعات التكفيرية في العالم العربي والعالم اجمع ، تحمل عقيدة واحدة ومرجعيتها الدينية واحدة وتعاليمها واحدة ، وجرائمها مدانة مهما كانت جغرافيا هذه الجرائم ، فليس من المنطقي ان يتم تبرير اجرام هذه الجماعات في العراق وسوريا واليمن لان ضحاياها هم من الشيعة والعلويين والزيديين ، ، فيما يتم ادانة جرائم هذه الجماعات في مصر وليبيا لان ضحاياها من المسلمين السنة او الاقباط.

للاسف الشديد مازالت الحكومات العربية تدور في دائرة مغلقة فيما يخص مكافحة الارهاب ، كما شاهدنا قبل ايام خلال القمة العربية الاسلامية الامريكية التي عقدت بالرياض بحضور الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، عندما تم توجيه البوصلة ، بضغط امريكي و”اسرائيلي” ، نحو ايران وحزب الله وحماس ومحور المقاومة ، على انها تمثل الارهاب الذي يجب ان يُكافح من قبل المشاركين في تلك القمة ، في تغطية واضحة للارهاب التكفيري الصهيوني الذي يضرب المنطقة والعالم.

للاسف شارك في تلك القمة قيادات من بعض الدول الاسلامية من ضمنها مصر ، التي ضربها الارهاب التكفيري الاعمى بعد تلك القمة مباشرة ، وهو ما يؤكد ان الارهاب الذي يضرب مصر ليس ذلك “الارهاب” الذي تحدث عنه ترامب ومضيفوه في قمة الرياض ، بل هو الارهاب الذي يتبنى القراءة المشوهة والمتطرفة للاسلام والذي ضرب في الوقت نفسه بريطانيا والفليبين واندونيسيا وتايلندا.

 

You might also like