استعداداً لتصعيد وشيك: اجتماعُ مسؤولي الأمن القومي للدول الحليفة لسوريا
كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني عن مبادرة روسية إيرانية لعقد أول اجتماع لمسؤولي المجلس الأعلى للأمن القومي للدول الحلفاء لسوريا في محاربة الإرهاب.
وسينعقد اللقاء في العاصمة الروسية موسكو على هامش الاجتماع الأمني الدولي، الذي يعقد بمشاركة مسؤولين من أكثر من 70 بلداً.
ولدى وصوله إلى موسكو، انتقد شمخاني السعودية من دون أن يسميها قائلاً: إن «بعض الدول المعروفة بماضيها السيئ في دعم الإرهاب واستخدام أموال النفط حولت المنطقة إلى ترسانة للأسلحة الغربية ونشرت العنف في المنطقة».
ويأتي تعليق شمخاني بعد اختتام الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته بالمنطقة والتي شملت السعودية وكيان الاحتلال الاسرائيلي.
ونقلت وكالة «سانا» السورية عن شمخاني، تأكيده أن أمن الشعوب والدول يرتكز على تعزيز مشاركة الشعب في تقرير مستقبله وانتخاب الأنظمة والآليات السياسية، واستطرد قائلاً «لذلك، فإن إيران تعتقد أن تخزين الأسلحة لا يجلب الأمن أبداً» في إشارة إلى صفقات السلاح التي وقعها ترامب مع السعودية خلال زيارته إلى الرياض.
كما شدد المسؤول الإيراني على ضرورة استمرار المشاورات والتعاون المكثف بين الدول المهمة وصاحبة القرار في الأمن الدولي (في إشارة إلى إيران، روسيا والصين) بهدف تقليص المخاطر والأزمات الأمنية في إطار إستراتيجية إحلال السلام والاستقرار في العالم. وقال شمخاني مؤكداً: إن «العالم بحاجة اليوم وأكثر من أي وقت آخر إلى الابتعاد عن المواقف والممارسات التي تتسم بالعنف والتطرف». وأشاد بالاجتماع الذي تستضيفه روسيا، مبيناً أنه سيكون مثمراً لتعزيز الأمن ولاسيما على صعيد مكافحة الإرهاب.
ووفقاً لوكالة «سانا»، سيلقي شمخاني كلمة في اجتماع موسكو الدولي، يبين فيها الظروف الأمنية والتطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة ويستعرض إستراتيجيات وخبرات إيران لإيجاد أرضيات التصدي المشترك لظاهرة الإرهاب.
وفي طهران، بحث مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري مع مساعد وزيرالخارجية التركي سدات أونال الجهود المبذولة والمطلوبة لإيجاد حل للأزمة في سوريا وسبل تذليل العقبات التي تواجه ذلك. وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان، أن جابري أنصاري وأونال أكدا خلال لقائهما في العاصمة الإيرانية، «ضرورة الحوار الإقليمي لتعزيز عملية المباحثات في العاصمة الكازاخية أستانا لتسوية الأزمة السورية واستمرار المشاورات الثنائية بين البلدين في هذا المجال».
وخلال الأشهر الماضية، استضافت أستانا أربعة اجتماعات حول الأزمة في سوريا، كان آخرها في الثالث والرابع من الشهر الجاري، والذي شهد توقيع ممثلي كل من روسيا، إيران وتركيا على مذكرة حول إنشاء أربع «مناطق لتخفيف التوتر» في كل من إدلب وأجزاء من حماة، اللاذقية و حلب ، ريف حمص الشمالي، غوطة دمشق الشرقية ، والمنطقة الجنوبية من سوريا.
ويأتي اجتماع مسؤولي الأمن القومي للدول الحليفة لسوريا بموسكو، في لحظة حساسة إقليمياً تعقب زيارة ترامب إلى الرياض ومساعيه لمواجهة إيران.
وذكرت مواقع إعلامية معارضة أن السعودية والولايات المتحدة اتفقتا، خلال زيارة ترامب إلى الرياض،على إستراتيجية مواجهة ما سمته، التمدد الإيراني في المنطقة، بما في ذلك مواجهة الإستراتيجية الإيرانية في سوريا.
ونقل موقع صحيفة «زمان الوصل» المعارض عن مصادر لم يحدد هويتها، أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز اتفق مع الرئيس الأميركي على ضرب ما وصفته «الأجنحة الإيرانية في المنطقة»، لافتةً إلى أن مواجهة إيران في سوريا كانت ضمن إحدى التفاهمات السعودية الأميركية.
وكانت واشنطن قد مهدت لهذه التفاهمات بالاعتداء على موقع سوري في محيط منطقة التنف أقصى شرق سوريا. وبررت وزارة الدفاع الأميركية الاعتداء بأنه استهدف قافلة لقوات متحالفة مع ايران. ومؤخراً، كثفت واشنطن من حملة دعائية تتحدث عن مساعي طهران وحلفائها لشق ممر بري عبر البادية الشامية يصل إيران والعراق وسوريا.
وفي هذا السياق، أعلنت جماعات من ميليشيا «الجيش الحر» أمس الأول إطلاق معركة «بركان البادية»، ضد قوات الجيش السوري وحلفائه في البادية. وأوضح مدير المكتب الإعلامي لـما يسمى «جيش أحرار العشائر» محمد عدنان، أن جميع جماعات ميليشيا «الحر» العاملة في منطقة البادية ستشارك بالمعركة، التي تشمل بادية محافظة السويداء، إضافة لبادية محافظة حمص، رافضاً الكشف عن أي معلومات إضافية.
المصدر: سوريا الآن