«المجلس الجنوبي»: السعودية ستعرقلُ عملَنا بخطوات كبيرة

وأصدر هادي، إثر اجتماع استثنائي لمستشاريه، في مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، بياناً أذاعته قناة «اليمن» الرسمية التي تبث من الرياض وجاء فيه: «يرفض الإجتماع رفضاً قاطعاً ما سمي بالمجلس الإنتقالي الجنوبي كونه يتنافى مع المرجعيات الثلاث المتفق عليها محلياً ودولياً والمتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216».
وتابع أن «مثل هذه الأعمال تستهدف مصلحة البلد ونسيجه الإجتماعي ومعركته الفاصلة مع الإنقلابيين… وهذه الأعمال لا تخدم إلا الإنقلابيين ومن يقف خلفهم»، ودعا «كافة من عملوا لإنشاء هذا المجلس الإنتقالي ومن يقف خلفهم إلى مراجعة مواقفهم»، وحثهم على «الانخراط الكامل في إطار الشرعية وتوحيد الجهود لتحقيق تطلعات شعبنا».
واستطرد: «يؤكد الإجتماع على وحدة الهدف الذي لأجله قامت عمليات التحالف العربي، عاصفة الحزم وإعادة الأمل، لإنهاء الإنقلاب واستعادة الدولة وبسط سيطرتها على كافة التراب اليمني»، ودعا «كل المسؤولين وغيرهم ممن ذكرت أسماؤهم ضمن المجلس الإنتقالي الجنوبي إلى إعلان موقف واضح وجلي».
ووصف الكيان المعلن بـ «الكيان المناطقي» بقوله: «يشكر الإجتماع كل من أعلن موقفه من كيانات مناطقية لا تخدم المصالح الوطنية العليا… يوصي الإجتماع باتخاذ الرئيس الإجراءات الكفيلة بتعزيز التوافق والسير صفاً واحداً لإنجاز المهمة الأساسية لإنهاء الإنقلاب، وإيقاف أي أعمال تتنافى مع المرجعيات الثلاث وتؤثر سلباً على سير معركتنا مع القوى الإنقلابية».
نائب رئيس «المجلس السياسي الجنوبي»، هاني بن بريك، ردّ سريعاً على بيان الرياض قائلاً: «لم نستشر أحداً والقادم يتبع». وكان تيار «تاج» أعلن من لندن تأييده إعلان عدن، كما فعل ذلك شيخ مشائخ يافع العشر، عبد الرب النقيب، الذي ورد اسمه ضمن قائمة قيادة «المجلس الجنوبي»، لتتوالى بعد ذلك سريعاً بيانات التأييد والمباركة.
وأعلنت الوجوه المحسوبة على الرئيس الجنوبي السابق، علي سالم البيض، تأييدها تشكيل المجلس، في حين سرت أنباء عن تأييد الرئيس الجنوبي السابق، علي ناصر محمد، له، إلا أن الأخير سرعان ما نفى ذلك عبر مصدر مسؤول في مكتبه، مؤكداً أنه كان وما زال مع مشروع الدولة الفدرالية من إقليمين وفقاً لمخرجات المؤتمر الجنوبي الأول.
محافظ حضرموت الذي أيّد، من جهته، إعلان المجلس، دعا، في بيان صدر عنه بالمناسبة، إلى «حل الدولتين: شمال وجنوب». وجاء في بعض سطور البيان: «نود هنا الإصطفاف في لحمة واحدة بقلب رجل واحد بجانب هذه القيادة لهذا المجلس ومن معها من المكونات والتشكيلات التي ستلحق هذا التكوين القيادي، وهي المجلس الإستشاري من النخب والمرجعيات الكبرى والمجلس العسكري الذي يمثل قيادات ضباط وصف في جنود القوات المسلحة الجنوبية والأمن».
وشدد البيان على «شرعية» الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي «نعترف بوجوده ونعلن أنه هو الأب والحكم في قيادة دفة البلاد وتحقيق رفع المظالم التي لحقت بالجنوب طيلة 26 عاماً، ويشكل هذا المجلس نقطة التقاء لكافة الجنوبيين في كل بقاع بلادنا الحبيبة…». وتابع: «ومن هنا نؤكد على مطلبنا الرئيس في تحقيق إقليمين، إقليم للشمال وإقليم للجنوب، لدولة اتحادية فيدرالية بقيادة المشير الركن عبد ربه منصور هادي».
كما طالب بيان محافظ حضرموت «أبناء الشمال بتفّهم حاجة الجنوبيين إلى كيان مستقل» بقوله: «نطالب إخواننا في المحافظات الشمالية بأن يعوا مطالبنا وموقفنا هذا، والذي من خلاله نطالب بوقف الحرب وسفك الدماء والدخول في مفاوضات مباشرة مع من هم على الأرض؛ والدخول في مرحلة البناء والتعمير والعيش بسلام إن شاء الله بهذا الخطاب السياسي المفتوح المحددة معالمه لرفع الظلم والاستبداد والهيمنة».
واستطرد البيان: «كما أننا نعلن وقوفنا الكامل مع عاصفة الحزم والأمل من خلال دول مجلس التعاون والدول المشاركة فيها، ونطالب منها ومن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الاستجابة لهذا الموقف الجديد الذي يُعطي رؤية واضحة لإعلان وقف الحرب و المفاوضات، وإعلان دولة اتحادية من إقليمين، وإيقاف طوابير تجار الحروب واستنزاف مقدرات البلاد».
وكان لافتاً ضم «المجلس السياسي الجنوبي» سعودياً من أصل يمني، هو الأمير عبد الهادي علي شايف، كعضو فيه. وشغل الأمير منصب عضو مجلس إدارة في العديد من الشركات، ويعد شخصية أكاديمية بارزة، وهو خريج قسم الإقتصاد من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1970م.
شعبياً، أطلقت الألعاب النارية في عدن ويافع وشبوة وحضرموت، وخرجت عشرات السيارات في شوارع عدن احتفالاً بالمناسبة.
ولكن يبقى السؤال الكبير: ماذا بعد؟ وهل سيؤدي إشهار «المجلس الجنوبي» إلى دق طبول الحرب في عدن بين «حلفاء الأمس… فرقاء اليوم».
لاشك في أن بيان عدن، وبأسمائه الكبيرة، سيشكل منعطفاً هاماً في مسار العملية السياسية في اليمن برمتها. فخيارات الرئيس هادي لإجهاض المجلس تعتمد في الأساس على جهود السعودية التي سعت بكل قوّة الى إفشال إشهار المجلس بعد اعتذار الزبيدي عن الذهاب إلى الرياض للمشاركة في مناقشات اللجنة الثلاثية الخاصة، وسعيها لاحقاً عبر شخصيات في الداخل إلى إقناع الزبيدي بتأجيل إعلان المجلس لأن ذلك سيؤثر على جهود «التحالف» في الجبهات، بحسب مصادر مطلعة.
يعلم طرفا الصراع في عدن بتعقد المشهد السياسي، وفشل كافة محاولات رأب الصدع بين الجانبين.
الرئيس هادي سيسعى إلى الضغط بكل قوّة على عدد من الأسماء التي تضمنها بيان الإشهار لإعلان خروجها من المجلس، فيما يتجلى الدعم الإماراتي العلني لخطة الزبيدي في حملة إعلامية واضحة قادتها وسائل إعلام إماراتية، وعبر تصريحات رسمية وشبه رسمية لقيادات رفيعة في الدولة، بينهم نائب وزير الخارجية.
مصادر في المجلس قالت، لـ«العربي»، إن «الزبيدي ومن ورائه تأييد شعبي كبير، وبدعم إماراتي، ألقى الكرة في ملعب الشرعيّة ولسان حاله: يدأك أوكأتا وفوك نفخ»، مؤكدة أن «الشرعية ومن ورائها أطراف سعودية قوية وفاعلة وأحزاب سياسية يمنية ستقوم باتخاذ خطوات عملية كبيرة، ربما ستكون لها تبعاتها، لعرقلة عمل المجلس الجنوبي».