كل ما يجري من حولك

التغلغل السعودي في إدارات الدولة: «أبو متعب» نموذجاً

665
 
 

تستدرك السعودية الواقع المفروض باستخدام أوراق أخرى إلى جانب الدعم العسكري الذي تساند به فريق هادي

 
 
 متابعات| العربي| عصام القدسي:
بعد أكثر من عامين على التدخل السعودي في اليمن، لمساندة ما يسمى «الشرعية» متمثلة بالفار عبد ربه منصور هادي، تكشفُ الوقائع على الأرض أن تنافس دول «التحالف» على الهيمنة، يزداد يوماً بعد آخر. وهو ما حول المملكة العربية السعودية من «منقذ»، بنظر البعض، إلى المهيمن على أجزاء واسعة من المؤسسات العسكرية والأمنية في البلد، ليس فقط بنظر مناوئيها. وهذا ما يزيد من تخوف عسكريين يمنيين من تحول مؤسسات البلد إلى تابع يخضع لقيادات أجنبية.
اليوم، وفي ظل التطورات الحاصلة، وعدم تمكن المجتمع الدولي من مقاربة الأطراف المتحاربة والوصول إلى نقطة البداية في عملية الحل السياسي في اليمن، وثبوت أن مسألة الحسم العسكري باتت أمراً أصعب من أي وقت مضى، تستدرك السعودية الواقع المفروض باستخدام أوراق أخرى إلى جانب الدعم العسكري الذي تساند به فريق هادي، عن طريق اللجوء إلى «قرصنة» المؤسسات العسكرية، كما يشكو البعض، من خلال تعيين مشرفيها العسكريين في مفاصل المؤسسات العسكرية التابعة للمناطق التي تخضع لسيطرة قوات هادي.
وبدأت السعودية منذ مدة، ومن أجل زيادة التغلغل في أعماق الدولة اليمنية، بزرع مشرفين عسكريين وأمنيين في المؤسسات، في المناطق العسكرية بدرجة رئيسية، خصوصاً المنطقة العسكرية الثانية في محافظة حضرموت، ومنها مدينة سيئون ومطارها الجوي الذي يعتبر حالياً الثاني بعد مطار عدن الدولي.
تؤكد مصادر مطلعة في حديثها إلى «العربي» سعي السعودية إلى تثبيت هيمنتها على المؤسسة العسكرية في المناطق «المحررة»، عن طريق الكثير من الوسائل والأساليب، وتحاول أن تفرض رأيها في كل ما يجري في تلك المؤسسات، من خلال هؤلاء المشرفين العسكريين.
وتذكر المصادر أن من يتولى زمام الأمر في المنطقة العسكرية الثانية يدعى «أبو متعب»، بل هو «الحاكم العسكري الفعلي هناك، هذا الرجل قائد عسكري سعودي، كلف بمهمة الإشراف العام على المنطقة، وهو من يقوم بتوجيه الأوامر العسكرية، ولا يتم تنفيذ أي أمر إلا من خلاله».
وتضيف المصادر أن السعودية ربما «بناء على تجارب الأحداث التي مرت وتمر بها البلاد، قد وجدت أن هذه طريقة ضرورية للحفاظ على مصالحها ووجودها، لذلك سعت جاهدة إلى زيادة قدراتها اللوجستية والاستخباراتية من خلال جنود سعوديين، لا قيادات عسكرية يمنية، حرصاً على أن لا تعبث الظروف وتطرأ الخيانات. وبهذه الخطوة تظن أنها تقوم باستمالة عملاء لها قادرين على رسم خططها وأهدافها ما بعد المرحلة الحالية».

كذلك تكشف المصادر أن مهمة القائد العسكري السعودي الملقب بـ«أبو متعب» لا تتوقف عند الإشراف العسكري فحسب، بل هو معني بكل الأمور، خصوصاً بما يتعلق بالجانب الإغاثي والدعم العسكري واللوجستي وعلاج جرحى الحرب، لافتة إلى أنه «في فترة ليست بالبعيدة تقدم أكثر من ثلاثين جريحاً عسكرياً من الجنود الذين شاركوا خلال هجوم القاعدة على معسكر الأمن المركزي والشرطة العسكرية، وهؤلاء تم بتر أيديهم، وطلبوا تركيب أياد صناعية، إلى قائد المنطقة الثانية، صالح مطيمس، ولم يتمكن الأخير من إصدار أوامر بعلاجهم، إلا بعد موافقة المشرف أبو متعب».
وتوضح المصادر أن «أبو متعب» يتولى المهمات المتعلقة بالأمور التالية:
1- ملف جرحى الحرب.
2- إعادة تأهيل المعسكرات.
3- تقديم الدعم اللوجستي.
4- ملف المساعدات الإنسانية والإغاثية.
5- مرتبات الجنود والقادة.
6- الحرب على تنظيم «القاعدة».
7- الأنشطة الرياضية.
إذاً، يبدو أن المملكة العربية السعودية، إلى جانب عدم ثقتها التامة بحلفائها في الداخل وفي «التحالف»، باتت تدير ملف التدخل في اليمن على قاعدة بناء الأرضية المناسبة، استعداداً لمرحلة ما بعد الحرب، وهي تعتقد اليوم أن أمر تقديم الدعم لطرف من الفرقاء لا يغني عن البحث خلف بناء العلاقة الطيبة مع مختلف مفاصل الإدارة اليمنية، أفقياً وعامودياً، لضمان أي تطورات على مساري الحرب أو الطبقة السياسية الحاكمة.

You might also like