كل ما يجري من حولك

السعوديّة تستدرجُ الولايات المتحدة إلى معاداة إيران

512

 السعودية تستدرج الولايات المتحدة إلى معاداة إيران

تطرقت صحيفة “كوميرسانت” للدور الذي تلعبه السعودية مع الإدارة الأمريكية الجديدة، لدفعها نحو بناء تحالف ممكن أن تنضم إليه إسرائيل وتركيا، موجه ضد إيران حليفة روسيا.

جاء في المقال:

أعلنت السلطات السعودية أنها ستواصل العمل بقوة لإلغاء قانون جاستا المعتمد من قبل الكونغرس الأمريكي، والذي يسمح لأقارب ضحايا هجمات 11سبتمبر-أيلول بمقاضاة الرياض “لدعمها الإرهاب الدولي”. ولقد أكد ذلك نائب وريث العرش السعودي الأمير محمد بن سلمان عقب اجتماعه مؤخرا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، والذي شكّل نقطة تحول في العلاقة ما بين الحليفين.

الولايات المتحدة والسعودية تعملان على توحيد القوى لتحجيم إيران في المجال العالمي، وتقويض نشاطها التجاري في أسواق الطاقة الرئيسية، بما يشمل الصين.

الهجوم على طهران التي تربطها علاقات وثيقة مع موسكو، يضع روسيا في موقف حرج عشية بدء زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني.

 

ارفعوا أيديكم عن الرياض

الفضيحة التي اندلعت في علاقات الولايات المتحدة مع السعودية، على خلفية رفع أقارب  ضحايا 11/ سبتمبر- أيلول، دعوى جماعية باسم 800 قتيل و1500 جريح، إلى المحكمة الفدرالية في مانهاتن يطلبون تعويضا قيمته 6 مليار دولار. ويتهم فيها المدعون السلطات السعودية بدعم تنظيم “القاعدة” الإرهابي-الدولي، والذي نظم أعضاؤه أكبر هجوم إرهابي في تاريخ الولايات المتحدة.

” قادت السعودية لعبة مزدوجة، وحاولت أن تظهر في عيون الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، كدولة تسعى لمكافحة تنظيم “القاعدة” والإرهاب، بيد أنه فعليا يعمل أشخاص يمثلون السلطات السعودية على تقديم الدعم المادي الملموس لتنظيم “القاعدة”، كما جاء في نص دعوى أقارب الضحايا .

ومع  ذلك، يمكن أن تبقى دعوى الضحايا هذه  “غير مسموعة” من قبل إدارة الرئيس ترامب الجديدة ، بسبب انتهاجها إعادة ترميم العلاقة مع الرياض. هذه العلاقة التي تضررت بشدة في عهد سلفه باراك أوباما. والدعم المتكشف حديثا من الولايات المتحدة، سوف يعطي السعودية الفرصة، وليس فقط  لإنهاء دعوى الضحايا المرفوعة بحقها، بل أيضا يزيد وبشكل كبير من حظها في تأكيد زعامتها الإقليمية، في المواجهة مع الخصم الجيوسياسي الرئيسي –إيران.

 

كيفية استعادة المملكة

دونالد ترامب يعمل على إظهار أن الراعي الرئيس للإرهاب في العالم، هو إيران. ولقد بدأ ترامب إعادة التفكير جذريا بدور طهران منذ اليوم الأول لتربعه على مقعد الرئاسة، وإعلانه عن أولوياته في خطاب تنصيبه رئيسا للبلاد. وشكلت زيارة نائب ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن في منتصف شهر مارس /آذار الجاري خطوة هامة نحو استعادة العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية . ووصف بيان السلطات السعودية هذا اللقاء بأنه “نقطة تحول تاريخية”، ودونالد ترامب – “صديقا حقيقيا للمسلمين. وبدوره، أكد بيان صحفي صادر عن البيت الأبيض نية الإدارة الأمريكية  في “تعزيز وتطوير العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية” . “شهر العسل” الجديد  في العلاقات بين واشنطن والرياض ساعد في نشوئه وجود اثنين من الشخصيات الرئيسية  في إدارة ترامب، والتي عملت مطولا مع المملكة العربية السعودية. وزير الدفاع جيمس ماتيس عمل عشرات السنين على  توقيع العقود وتعزيز العلاقات التقنية والعسكرية مع دول الخليج . أما وزير الخارجية الجديد ريكس تيلرسون، و قبل أن ينضم إلى وزارة الخارجية، كان رئيسا لشركة النفط العملاقة “إكسون موبيل”.  ماتيس وتيلرسون يقفان ضد أي شروط مقيدة لبيع السلاح الأمريكي للسعودية. 

 

التلاحم ضد إيران

للتغلب على الانعزال المتبادل الذي ساد العلاقة الأمريكية – السعودية خلال العام الماضي فرضه تطابق الأهداف الرئيسية في السياسة الخارجية لكلا البلدين. وهو –احتواء تنامي النفوذ العسكري والسياسي والاقتصادي الإيراني في الشرق الأوسط،  والمناطق المجاورة. تغير السلطة في البيت الأبيض يعطي القيادة السعودية فرصة جديدة للبدء وبمساعدة الولايات المتحدة ، في احتواء الدور الإيراني في سوريا، اليمن، لبنان، العراق والعالم الإسلامي ككل.

كما نفخت الرياض بدورها “نفسا جديدا ” في العلاقة بين البلدين، عبر عزوفها عن انتقاد الخطوات الأولى للرئيس ترامب في الحد من تدفق الهجرة من الدول الإسلامية ، والتي أثارت عاصفة من السخط في العالم الإسلامي. السلطات السعودية اقتربت أكثر من فريق ترامب ” كما أوضح للصحيفة أستاذ كلية التاريخ والعلوم السياسية والقانون في الجامعة الحكومية للعلوم  الانسانية. غريغوري كوسانش. حيث أكد الخبير أن هذا الوضع يسمح للرياض في ظل الإدارة الجديدة في البيت الأبيض  بالاحتفاظ بدور المورّد الأكبر للسلاح إلى السعودية التي هي بأمس الحاجة إلى ذلك في ظروف المواجهة المتنامية مع إيران.  

ومن جهة أخرى،  فإن المملكة تحصل على إمكانية زيادة إشراك واشنطن في الصراعات في سوريا واليمن، في محاولة لاستخدام القوة العسكرية الأمريكية لأغراضها الخاصة. وهناك مسألة أخرى، وهي أن  الرياض – سوية مع الولايات المتحدة  ستعمل على الحد من النفوذ الإيراني في العراق ، الدولة التي تعتمد على طهران وبقيت بعيدا عن الجبهة الناشئة المعادية لإيران .
موسكو لن تسلم طهران

تفعيل السعودية سوية مع الولايات المتحدة تحالف جديد مناهض لإيران، وضع روسيا أمام موقف شديد الصعوبة عشية زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني ومحادثاته مع الرئيس فلاديمير بوتين.

بالإضافة إلى الولايات المتحدة و المملكة السعودية قد ينضم إلى هذا التحالف الناشئ كل من إسرائيل وتركيا. ولكن،  “أخذا بعين الاعتبار الدور المحوري الذي تلعبه طهران في سوريا، وتحالفها مع روسيا، فان القيادة الروسية تعكس في موقفها هذا أن الضغط على إيران سيكون محفوفا بعواقب سلبية أكثر بكثير مما يصوره السعوديون وشركاؤهم”. كما قال للصحيفة كبير المستشرقين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، والذي أوضح بأن العلاقة “بين موسكو وطهران تحمل مواصفات التحالف تقريبا، وزيارة الرئيس روحاني إلى موسكو يجب أن تؤكد ذلك”.

You might also like