صحف عربية تحذر من خطورة “احتضان” الغرب للجماعات المتشددة
متابعات| BBC:
ركزت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية علي ردود الأفعال المنددة بالهجوم الذي وقع بمحيط البرلمان البريطاني يوم الأربعاء الماضي.
واعتبر كُتّاب أن الهجوم يؤكد التحذيرات التي أطلقتها بعض الدول بشأن مخاطر الجماعات المتطرفة، مشيرين إلى تحذير مصر من خطورة “احتضان بعض العواصم الغربية” لتلك الجماعات.
كما رأى بعض الكتاب أن الهجوم يسعى إلي “جر بريطانيا إلى مستنقع المواجهة”.
“تحذيرات” عربية للغرب
ترى البيان الإماراتية أن هجوم لندن “يؤكد أن اجتثاث هذه الآفة الشريرة، يجب أن تكون أولوية قصوى على أجندة العالم المتمدن”.
احتضان بعض العواصم الغربية الجماعات والفصائل المتشددة ودفاعها عنهم سيؤذي الغرب بأكمله…الربط بين “الإرهاب والدين الإسلامي يمثل ربطاً خاطئاً وسوف تدفعون في الغرب ثمناً غالياً
وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أن هذا الهجوم “يؤشر في درجة ما، إلى أن الأمة التي ينسب الإرهابيون أنفسهم إليها، مستهدفة من قوى الشر العكسي الظلامية الهوية، الإرهابية في ممارستها، المتطرفة في أفكارها”.
وتُذَكِّر صحيفة الأهرام المصرية في افتتاحيتها بالرؤية المصرية التي تقول بأن “احتضان بعض العواصم الغربية الجماعات والفصائل المتشددة ودفاعها عنهم سيؤذي الغرب بأكمله”.
وتشير الصحيفة إلى أن مصر نبَّهت مراراً إلى أن “الإرهاب لا دين له ولا وطن”، وحذَّرت من أن “الربط بين الإرهاب والدين الإسلامي يمثل ربطاً خاطئاً وسوف تدفعون في الغرب ثمناً غالياً”.
وتدعو الأهرام إلى “مقاومة هذا الخطر المحدق بالجميع” من خلال “توحيد جهود المجتمع الدولي كله، والتنسيق الأمني والمعلوماتي، وصولاً إلى تطويق هذه الظاهرة العالمية، بعيدا عن الانتهازية السياسية، والمصالح الضيقة لبعض الأطراف في الغرب”.
في السياق ذاته، تقول الخليج الإماراتية إن هجوم لندن جاء “ليؤكد التحذيرات التي أطلقتها دول مختلفة متأثرة بالإرهاب، من مخاطر التنظيمات المتطرفة، والخلايا الإرهابية التي تعمل في أكثر من مكان”.
وتدعو الصحيفة إلى “تنسيق شامل، وحقيقي بين الدول المتضررة من الإرهاب، لضمان أمن البشرية، وتأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة”.
المسلمون “ضحايا الإرهاب”
ترى صحيفة القدس العربي اللندنية أن “المسلمين هم ضحايا هجمات الإرهاب، على شاكلة عملية لندن، مرتين: الأولى بسبب أن المجرم الذي نفّذها قام بها باسم منظمة تدّعي العلاقة بالإسلام، والثانية لأنهم طرف أضعف في المجتمع البريطاني وسيكونون هدفاً، كما رأينا، لتحميلهم وزر الجريمة”.
يضرب الإرهاب العاصمة البريطانية، ذلك أن المملكة المتحدة لا تعتبر ومنذ وقت طويل رأس حربة أو صاحبة قرار في أي شأن دولي، وربما ما يرجح ما نقول به هو أن الحادث نفسه الذي استهدف مقر البرلمان البريطاني لم يكن عملا إرهابيا مخططا له على مستوى عال من حيث أن التنفيذ كان فردياً”
ويسرد عماد الدين أديب في الوطن المصرية ست نتائج لهجوم لندن، قائلاً إنها “رسالة من تنظيم داعش يوم وساعة انعقاد مؤتمر يضم كل القوى الدولية والإقليمية المعادية لتنظيم الدولة الإسلامية، الذى انعقد تحت شعار هزيمة داعش”.
ويرى أديب أن ذلك الهجوم سيؤدي إلى “تدعيم وجهة نظر الأحزاب اليمينية في أوروبا التي تعادي العرب والمسلمين”.
ويقول رجب أبو سرية في الأيام الفلسطينية إن أحداً لم يكن يتوقع أن “يضرب الإرهاب العاصمة البريطانية، ذلك أن المملكة المتحدة لا تعتبر ومنذ وقت طويل رأس حربة أو صاحبة قرار في أي شأن دولي، وربما ما يرجح ما نقول به هو أن الحادث نفسه الذي استهدف مقر البرلمان البريطاني لم يكن عملا إرهابيا مخططا له على مستوى عال من حيث أن التنفيذ كان فردياً”.
“جر بريطانيا إلي المواجهة”
يقول عبدالناصر سلامة في المصري اليوم إن “هناك جهة ما تسعى إلى جرّ السلطات البريطانية إلى مستنقع المواجهة مع أطراف بعينها”.
ويشير الكاتب إلى احتمالية أن بريطانيا “قد تكون مستهدفة من بعض أجهزة العواصم التي تسعى إلى إثنائها عن سياسة احتواء هذه الجماعات، لذا فإن هذه العملية تحديداً سوف تظل غامضة إلى حد كبير، على خلاف العمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا وألمانيا”.
ولا يستبعد سلامة أن يكون هجوم لندن “بمثابة بداية لهذا النوع من العمليات المخابراتية القذرة التي تسعى إلى مزيد من استعداء العالم الغربي على منطقة الشرق الأوسط، أو على الدول الإسلامية تحديداً، وعلى الجاليات المسلمة هناك بشكل خاص”.
تسليم المسلمين كأسرى لأجندة الإسلاميين سيهزم بريطانيا
ويدعو أحمد أبو دوح في العرب اللندنية إلى “حصار البيئة التي خلقها الإخوان المسلمون في بريطانيا وتصفيتها”، حيث يرى أن “تسليم المسلمين كأسرى لأجندة الإسلاميين سيهزم بريطانيا”.
ويرى الكاتب أن “ما يحدث اليوم في بريطانيا على وجه الخصوص هو نتاج البيئة التي خلقها التنظيم على مدار عقود، خصوصا في لندن التي يتخذ التنظيم الدولي (للإخوان) منها قاعدة انطلاق عالمية”.
ويقول الكاتب السعودي مشاري الزايدي في الشرق الأوسط اللندنية إن هجوم لندن “يشير لعمق الخطر الإرهابي ‘المتأسلم’ الذي يتهدد قارة أوروبا والغرب كله”.
ويضيف الزايدي أن “الخطر على الغرب مركب ومتعدد، فنسبة المواطنين من المسلمين تزداد، وعليه فإن علاج المعضلة الفكرية للجماعات المتأسلمة الإرهابية، التي تفرخ هؤلاء القتلة، لم يعد أمراً يخص المسلمين وحدهم”.