مؤتمر برلين يوثق “جريمة الحرب المنسية على اليمن”
متابعات |
بقلم: ستيفان تولكسدورف برلين، 5مارس2017
(مجلة نويه زوليداريتيت الألمانية (سبأ)-
عقد يوم الأحد الموافق 25 فبراير2017 مؤتمر في برلين تحت عنوان “جريمة الحرب المنسية على اليمن”. الهدف من المؤتمر إثبات الحقيقة المروعة حول الإبادة الجماعية الجارية في اليمن حتى يتسنى المساعدة في إنهائها. مثَّل كل من إلكه فيمن وستيفان تولكسدورف معهد شيللر الدولي. وفيما يلي ملخص للمؤتمر. بعد أن استمع الضيوف إلى النشيد الوطني لليمن وتلاوة رائعة لآيات من القران الكريم، قال عبداللطيف الوشلي في كلمة الافتتاح أن البلد يعاني من حصار تام من قبل التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية. والمواد الغذائية غير كافية في البلد.
كما دمرت مقاتلات التحالف الحديثة المزودة بأنظمة أسلحة دقيقة المدارس والمستشفيات. أضف إلى ذلك أنه تم استهداف الموانئ الحيوية في البلد. يعاني المدنيون في ظل صمت دولي وهذا ما دعا إلى تسمية هذه الحرب بـ “الحرب المنسية”. يهدف المؤتمر إلى تغيير هذا الواقع. وعلى المشاركين فيه والعالم التذكير بضحايا هذه الحرب.
كان الدكتور فيرنر داوم، دبلوماسي ألماني سابق متقاعد في الوقت الحالي، أول المتحدثين. قال داوم الذي عاش ست سنوات في اليمن: ” لم يؤثر فيَّ شعب قط مثلما أثر بي الشعب اليمني: شعب منفتح وفخور ببلده بدون غطرسة وهادئ في أصله”.
وقال داوم: “وفيما يتعلق بفترة الاشتراكية القومية، لا يمكن ليمني أبدا أن يتخيل ماذا كانت تعني الاشتراكية القومية. ففي العام 1945، بدأت محاكمات نورمبرغ ضد أكبر المسؤولين عن جرائم الاشتراكية القومية”. كان الأمر يدور حول “جريمة العدوان” وتابع قائلا: “منذ العام 1945، وأي حرب هجومية غير مبررة تعتبر جريمة حرب، عقوبتها الإعدام. وهذا ما يجري اليوم في اليمن: هذه الحرب غير مبررة. والمسؤولون في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مجرمي حرب.
وأكد على أن الوضع الإنساني المروع في اليمن سيئ للغاية. والأسوأ من ذلك تدمير التراث الثقافي في اليمن حيث قال: “التراث الثقافي الذي تم تدميره لا يمكن استبداله.
وبتدمير السعوديين لسد مأرب دمروا تاريخ عمره 3 آلاف عام بكل بساطة.” وتحدث داوم أيضا عن التغطية الإعلامية للحرب على اليمن: “نسمع دائما أن الموضوع هو صراع يدور بين المملكة العربية السعودية وإيران. وليس هناك أي دليل واحد على ذلك…إذا لم يتم نشر أخبار ما يدور في الواقع، فهذا أمر له أسبابه.
عالميا، لم يعد هناك ضمان لحرية الصحافة، لم يعد هناك ضمان ليس لأن الحكومات الديكتاتورية لم تعد تسمع بحرية الصحافة، بل لأن هناك مناخ سائد ليس فيه سوى حقيقة واحدة فقط.” بعد ذلك تحدث المؤرخ فرانسيس فوكوياما، الذي كتب عن “نهاية التاريخ” وعن نشأة مملكة دين علماني على الأرض، لا يمكن أن يشكك في وجودها.
واختتم بالكلمات التالية: “حتى وإن لم تحدث تغطية إعلامية لهذا المؤتمر، آمل أن نتمكن في هذه التجربة من كشف الغطاء عن الحقائق.” وتلى ذلك كلمة إلكه فيمن وستيفان تولكسدورف. التي تضمنت الكلمة الترحيبية لرئيسة معهد شيللر الدولي، هيلجا زيب ـ لاروش، التي تقدم للمشاركين في المؤتمر التطلعات المستقبلية والمتفائلة والنشاطات لمعهد شيللر بالنسبة لليمن.
وأكدت السيدة فيمن في كلمتها أن اليمن يعاني من واقع مرعب. كما تطرقت إلى الصراع الدائر في الولايات المتحدة الأميركية بسبب المواجهات بشأن الـ 28 صفحة التي تم نشرها من تقرير أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وقانون جاستا في العام الماضي. كلاهما له علاقة مباشرة بدور المملكة العربية السعودية.
كما بينت أيضا أي دور سيكون لليمن في طريق الحرير الجديد (مجموعة من الطرق المترابطة كانت تسلكها القوافل والسفن التجارية) كجسر يصل بين آسيا وأفريقيا.
وعرضت بعض الأفلام والرسومات لهذه الطريق، أعدها كل من أولف زاندمارك وحسين عسكري، وقدمت القرار، الذي تم اقتراحه على ضوء أعمال فؤاد الجعفري في اليمن وتم اعتماده في مؤتمر معهد شيللر في برلين ، الذي عقد يونيو2016.وفي الختام، قدم منظمو المؤتمر مقاطع من أفلام حول الوضع في اليمن، التي تم توزيعها أيضا على المشاركين في أقراصDVD بعنوان الحرب المنسية. كما يمكن مشاهدة هذه الأفلام الوثائقية على اليوتيوب.
بعد عرض الصور المؤلمة والمزعجة، أكد السيد الوشلي على ضرورة وقف هذه الجرائم فورا.” قليل من الأمل”، كان هذا هو عنوان التقديم لحسين شرف. حكى قصة أمل، الفتاة اليمنية الصغيرة، التي أحبت الطائرات وكانت تحلم بأن يأتي يوم تطوف به العالم وتُحيي الناس جميعا. وعندما كانت تمشي في الشارع كما هي عادتها، لمشاهدة الطائرات قصفت الطائرة منزلها. توفي والدها فورا وتوفي كل من والدتها وأخوها الصغير فيما بعد في المستشفى الذي لا يوجد فيه أدوية ولا كهرباء.
قال شرف: “انطفأ آخر ضوء في حياتها. ما يزال هناك مستقبل طويل في انتظار الفتاة. يسكنها حب كبير. ولكن، جُرح جسدها وعائلتها ومشاعرها وكرامتها وكذلك حقها في الحياة.” وواصل قائلا: “ما يزال هناك جزء من أمل على قيد الحياة يجب إنقاذه. اسم أمل يعني الأمل. الأمر الذي ما يزال باقيا. كل الأطفال في اليمن هم أمل.”
وحول تأثير الحرب على إمدادات المياه، تحدث الدكتور طه الوشلي، الدكتور الباحث في مجال هندسة إمدادات المياه في معهد اليونسكو للتعليم في دلفت الهولندية. حيث قال: 15.4 مليون من 27.8 مليون من سكان اليمن، الدولة الأشد فقرا من بين دول شبه الجزيرة العربية، لا يحصلون في الوقت الحالي على المياه النقية ولا على خدمات الصرف الصحي. 7 مليون منهم بحاجة ماسة إلى الغذاء. وبحسب احصائيات الأمم المتحدة، حصدت هذه الحرب أرواح 10 آلاف شخصا، 60 بالمائة منهم كانوا ضحايا الغارات الجوية. يموت أو يجرح يوميا حوالي 75 شخصا. وكنتيجة لانهيار إمدادات المياه، انتشر وباء الكوليرا، وحتى الآن هناك 12700 حالة مصابة بهذا