كل ما يجري من حولك

ماذا أراد سماحة السيد قوله بحديثه عن ترامب.. لسنا قلقين، بل متفائلون جدا؟

420

4343583201989536

 متابعات: بانوراما الشرق الوسط| أحمد الشرقاوي:

“إن مجيء ترامب إلى الحكم لا يحمل جديدًا بالنسبة لنا، لأنه كشف حقيقة الإدارة الأميركية العنصرية المجرمة سفاكة الدماء والمتآمرة على شعوبنا.. لسنا قلقون، بل متفائلون جدًا، لأنه عندما يسكن في البيت الأبيض رجل أحمق، فهذه بداية الفرج للمستضعفين في العالم”.. (سماحة السيد حسن نصر الله).

اخترت هذا النص من خطاب سماحة السيد الذي ألقاه في إطلالته الأخيرة يوم الأحد، لأنطلق منه في استشراف طبيعة المرحلة المقبلة، حيث يتبين من كلام سماحته أن عداء أمريكا للشعوب المستضعفة هو من الثوابت التي لا تتبدل ولا تتغير في السياسة الأمريكية، والتي اتسمت بحقيقتها الإجرامية والتآمرية على أمتنا العربية والإسلامية ممثلة اليوم بالنموذج الإيراني الراقي بصفة خاصة، لأن المستهدف في نهاية المطاف كان ولا يزال هو الإسلام المحمدي كعقيدة ثورية تقوم على أركان ثلاثة:

1. الولاء لله ورسوله والذين آمنوا بدل الولاء لأمريكا والعمالة لـ”إسرائيل” كما هو حال معظم الأنظمة العربية وعلى رأسها “النظام السعودي” المنافق الذي يدعي الزعامة العربية والإسلامية زورا وبهتانا، ويزعم بالخطاب حرصه ودفاعه عن الطائفة السنية المظلومة، هذا في ما عمله من الباطن يؤكد أنه ألحق الأدى بالطائفة السنية الكريمة أكثر بكثير مما نال الطائفة الشيعية أو غيرها، لا لشيئ سوى لأن كل من لا يعتنق عقيدة نبيهم الدجال محمد بن عبد الوهاب يعتبر مشركا حتى لو نطق بالشهادة وأقام بقية الأركان.

2. نصرة المستضعفين من الشعوب المحتلة كالشعب الفلسطيني، وتلك التي تعاني الظلم تحت وطأة أنظمة فاسدة، مستبدة، عميلة، خانت عهد ربها وأمانة شعوبها وتعمل فقط لضمان بقاء عروشها، فلا تقيم وزنا للإنسان الذي خلقه الله حرا وأراده أن يعيش كريما في الدنيا، ولا تهتم بقضايا الأمة ومصيرها، بل تقف بكل ما أوتيت من قدرة وقوة في صف أعداء الأمة لإجهاض أي محاولة للتقارب والوحدة بين المسلمين.

3. إقامة أنموذج حضاري إسلامي متميز، يعيد للأمة أمجادها ويضعها في مصاف الأمم الرائدة في مجال العلوم والتكنولوجيا والثقافة كما كانت في الماضي من خلال إسهاماتها القيّمة في بناء الإنسان الذي هو الركيزة الأساس لمشروع النهضة.

لهذا تصنف إيران على رأس قائمة الاستهداف من قبل القوى الصهيو – غربية التي أشد ما تخشاه هو نجاح هذا العملاق في إحياء الأمة وإعادتها لموقعها ودورها الطبيعي الذي خلقها الله من أجله، فتصبح كما كانت أحسن أمة أخرجت للناس، وهذا هو هدف الثورة الأساس، أي أن يتحول الإسلام المحمدي الثوري والجهادي بالمفهوم الإيجابي للجهاد الذي يعني بذل الجهد والعمل بموازاة الحق في الدفاع عن النفس كلما اقتضت الضرورة، إلى رافد للأمة يحملها من جحيم الظلمات التي أركست فيها لعصور طويلة إلى فضاءات الأنوار الجميلة ليعيش الإنسان تجربته الأرضية في جنة الدنيا قبل جنة الآخرة.

*** / ***

والسؤال الذي يطرح في سياق حديث سماحة السيد هو: ماذا باستطاعة الرئيس ترامب فعله ولم يفعله الرئيس أوباما مثلا، لهزيمة إيران ومحورها؟..

ما من شك أننا نشهد اليوم تحولا في طبيعة الصراع من حرب دينية مقدسة ومعلنة نظّر لها ثعلب السياسة الأمريكية هنري كيسنجر لتذمير الأمة الإسلامية وفشل في إشعالها الرئيس أوباما بسلاح الإرهاب، إلى حرب جديدة يراد لها أن تتخذ من البعد “القومي” عنوانا للمرحلة القادمة في مواجهة إيران وفق ما بدأ يظهر من مؤشرات..

لكن قول سماحة السيد بـ”أننا لسنا قلقون بل متفائلون جدا”، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مصير رؤية ترامب الجديدة سيكون الفشل الذريع لا محالة، ولن تشكل بحال من الأحوال نفس الخطورة التي اتسمت بها سياسة أوباما في المرحلة الماضية، لذلك رأينا سماحة السيد يشكر الرئيس ترامب على غبائه، تماما كما فعل الإمام الخامنئي قبل أيام، ما يؤكد أن للقائدين نفس القراءة الدقيقة لطبيعة المرحلة القادمة.

ومرد ذلك في اعتقادي، أن الرئيس أوباما، وبرغم ما يقال عن ضعفه، إلا أنه كان أذكى وأخطر رئيس عرفته الويلات المتحدة في تاريخها على الإطلاق، وذلك لسببين على الأقل:

* الأول، أنه درس تجربة بوش في العراق وأفغانستان، ووصل إلى خلاصة حاسمة ونهائية مفادها، أن القوة العسكرية الجبارة تستطيع تدمير بلد وإعادته إلى العصر الحجري واحتلاله بسهولة ويسر، لكنها لا تستطيع كسر إرادة شعبه لإخضاعه، وهذا بالضبط ما حصل في العراق وأفغانستان.

* الثاني، أن نتائج حروب التحرير في المنطقة وعلى رأسها خلاصة حرب تموز 2006، تؤكد أن سر انتصار مقاومة الشعوب على القوى المحتلة الغاشمة، برغم اختلال ميزان القوة، يكمن في العقيدة الجهادية التي كانت المحرك للمواجهة والضامن الأساس للانتصار دائما وأبدا.. وهذا ما يقوله التاريخ ورأيناها واضحا جليا من خلال التجربة كسنة من سنن الله في الخلق.

وعلى هذا الأساس، وضع أوباما استراتيجيته الشيطانية ليواجه العقيدة الإيمانية الجهادية لدى محور المقاومة بعقيدة جهادية “مماثلة” تشكل “الضد النوعي” لها، ليتحول الصراع من حرب صليبية ضد الإسلام إلى حرب “إسلام ضد الإسلام” كما تبين خلال السنوات الستة الماضية، ولا نشك في أن اليهود والبريطانيين هم من يقفون وراء هذه الاستراتيجية الجديدة، والتي تقوم على أساس “الفتنة” من منطلق فرق تسد التي عمل بها الاستعمار البريطاني قديما من جهة، ومن منطلق مقولة “لا يفل الحديد إلا الحديد” التي يؤمن بها الصاغة اليهود، حيث أسسوا اعتقادهم هذا على ضوء تجربتهم الطويلة والمريرة مع الهكسوس (زمن يوسف عليه السلام) والفراعنة (زمن نبوخذ نصر) وخلال البعثة المحمدية وما تلاها من حروب إسلامية وصولا إلى ما حصل معهم في أوروبا زمن الفاشية والنازية.

وبسبب معرفتهم بأسرار القوة الخفية الكامنة في عقيدة الجهاد كمحرك ومحفز للشعوب المسلمة في مواجهتها لأعدائها، واطلاعهم الواسع على النصوص الإسلامية من قرآن وحديث نبوي شريف، كانوا يدركون أن أمضى سلاح يمكنهم مواجهة المسلمين به هو “الفتنة” التي حذر منها الله ورسوله، ومنها دخلوا لصياغة استراتيجيتهم الخبيثة لضرب المسلمين بعضهم ببعض من منطلق مقولة “اتركوهم يذبحون بعضهم بعضا” ما دام مفتاح هلاك المسلمين هو “الفتنة الدينية”.. وهذا ما كان بالفعل فسقطت الأمة لجهلها وغبائها في الفخ.

لكن أبت ألطاف الله إلا أن تفشل الفتنة حين قيّد لأدوات المشروع من المضللين من أبناء الأمة رجال أشداء وضعوا أرواحم بين يدي ربهم طلبا للشهادة وتحدوا الموت من أجل أن تحيا الأمة، فنصرهم الله نصرا مبينا، ورأينا بأم العين كيف سقطت في سورية أرض الجهاد أحلام أمريكا وأوهام “إسرائيل” ومنيت “السعودية” وتركيا وقطر بالخيبة والمذلة.

ومرد هذا الانقلاب في الصورة الذي لم يحسب له أوباما ورهطه وأذنباه الحساب الدقيق، يعود لحقيقة قرآنية مفادها، أن الجهاد لا يمكن أن يكون عنوانا لحرب مقدسة إذا لم يكن نابع من عقيدة إيمانية راسخة كما هو حال الوجدان الديني لدى محور المقاومة، وأن من قالوا من الباحثين الإسلاميين أن “الغنيمة” هي المحرك للجهاد، أخطؤوا القراءة والتقدير، بدليل أن التكفيريين المرتزقة الذين جندهم محور التآمر من كل أصقاع الأرض ضد رجال الله الشرفاء في محور المقاومة هزموا شر هزيمة وانتهى بهم الأمر إلى مزبلة التاريخ في الدنيا وكلاب الجحيم في الآخرة برغم مليارات الدولارات التي استثمرت للترويج لـ”جهادهم”.

وقد لاحظنا في حرب أوباما “المقدسة” تحالفا دينيا هجينا قام بين الإسلام السياسي السلفي الرجعي بشقيه الوهابي والإخونجي والقوى الصهيونية والصليبية ضد الإسلام المحمدي الذي يمثله الوجدان الروحي الشيعي المتكتل في ما أصبح يعرف بمحور المقاومة، إلا أن هذا التحالف الشيطاني فشل فشلا ذريعا في تحقيق أي من أهدافه المعلنة ضدا في كل التوقعات الموضوعية التي تتخذ من منطق القوة المادية معيارا للنصر والهزيمة، وتأكد لمن كان على بصره غشاء وعلى بصيرته غشاوة أن انتصار محور المقاومة هو التجسيد الواقعي لوعد السماء بنصر المؤمنين من جند الله المخلصين، وأن لا أحد في هذا العالم يستطيع إعلان الحرب على الله لإطفاء نور الإسلام المحمدي الصحيح الذي ارتضاه دينا لعباده.

نقول هذا لأنه لو كان انتصر الإرهاب وسقط محور المقاومة في سورية لانتهت الأمة إلى الأبد، ولأصبح الإسلام دينا تاريخيا ينتمي لمعتقدات الماضي، ولتأكد للعالم أنه دين ابتدعه رجل بدوي اسمه محمد في القرن السادس الميلادي، حين نقل تعاليمه عن اليهودية والمسيحية كما يقول بوقاحة اليهود وبعض المستشرقين في الغرب، وهذا ما تؤكده أيضا الأكاديمية الملكية الإسبانية في تعريفها للإسلام.

وكون مجيء ترامب للحكم لا يحمل جديدا بالنسبة لمحور المقاومة كما قال سماحة السيد، فهذا يعني أن الصراع لم ينتهي برحيل إدارة أوباما الفاشلة، بل سيتخذ بعدا جديدا من خلال استراتيجية مغايرة تستبعد الإرهاب كسلاح نظرا لخطورته على من وظفه، وتتخذ من البعد القومي “اليهودي – العربي – التركي” حصان الرهان الجديد للنيل من إيران “الفارسية” التي تحولت اليوم إلى عنوان للمواجهة الجديدة، وبالتالي، لن نعود لسماع الأسطوانة المشروخة حول إيران الرافضية والمجوسية، بل سيتم التركيز إعلاميا على إيران الفارسية التي تسعى لإحياء إمبراطوريتها القديمة من خلال احتلال الدول العربية.

وهذا يعني، أن ظاهر الصراع وإن اتخذ هذه المرة من البعد “القومي” عنوانا سياسيا، إلا أن الباطن سيظل دينيا بامتياز، لأن المستهدف في حقيقة الأمر هو أنموذج الإسلام المحمدي الذي تحمل مشعله الثورة الإيرانية في المنطقة والذي تعتبره “إسرائيل” خطرا وجوديا عليها، وتعتبره الويلات المتحدة خطرا استراتيجيا على أمنها القومي ومصالحها الاستعمارية في المنطقة.

*** / ***

المعلومات المتداولة اليوم تؤكد أن “السعودية” عميلة واشنطن وتل أبيب، أرادت التأقلم مع مرحلة ترامب الجديدة بإعلانها الانخراط في الحرب على الإرهاب الذي فرخته ودعمته بعد أن فشل في استهداف “الشيعة” كما خطط له في البداية، وبدأ يخبط خبط عشواء فيقتل السنة والمسيحيين والناس أجمعين، وانقلب على رعاته في أمريكا وأوروبا وتركيا و”السعودية”، بل وتتوقع “إسرائيل” ايضا أن يستهدفها لخلط الأوراق في المنطقة بهدف جلب المزيد من “الجهاديين” سعيا منها لصب مزيد من الزيت على نار الفتنة، وقد رأينا الفتوى الأخيرة التي بثها التنظيم على ‘اليوتوب’ حيث دعا لقتل “علماء” بارزين مثل مفتي “السعودية” والقرضاوي والعريفي والقرني والجعفري ويغيرهم من مشايخ السلفية التكفيرية (الوهابية والإخونجية) والطائفة السنية الكريمة كمفتي العراق وسورية، في تطور خطير يوشي بقرار التنظيم الانتقال إلى العمل السري ونقل الفوضى إلى عقر دار الدول التي كانت تدعمه وعلى رأسها “السعودية” التي دفعت لترامب 48 مليار دولار كي لا يضعها ضمن قائمة الدول الممنوع على مواطنيها دخول الويلات المتحدة الأمريكية ويركز على إيران باعتبارها “راع الإرهاب العالمي الأول”.

هذا التطور يؤكد ثلاثة أمور أساسية:

* الأول، حقيقة قرآنية مؤداها، أن كل من أشعل الفتنة بين المسلمين إلا وأركس فيها وانقلبت عليه عواقبها وأصابته تداعياتها، وهذا أمر لا مفر منه لأنه قضاء الله وقدره جعله من سننه في الخلق وحذر من خطورته، وهذا ما يقوله التاريخ أيضا.. ليذوق المجرمون والمنافقون من نفس كأس السم التي سقوها لشعوب سورية والعراق ولبنان واليمن وليبيا ومصر وغيرها.

* الثاني، لا أحد في العالم يعرف كيف يستطيع ترامب صياغة استراتيجية جديدة تقوم على محاربة الإرهاب في الوقت الذي يخلط فيه بين المقاومة الشريفة والمشروعة التي تدعمها إيران والإجرام التكفيري الذي تدعمه “السعودية” لهزيمة إيران.. هذه معضلة لا حل، لذلك رأينا الوزير لافروف ينصح الإدارة الأمريكية بضرورة التفريق بين الإرهابيين وبين المقاومة وعلى رأسها حزب الله الذي يحارب الإرهاب في سورية، ورأينا الرئيس اللبناني العماد ميشال عون يؤكد من القاهرة أن لا تعارض بين الدولة وسلاح حزب الله، وأن المقاومة مكملة لجهود الجيش في مواجهة “إسرائيل” ما دام الاحتلال قائما.

* الثالث، أن ترامب لا يملك جيشا نظاميا قادرا على النزول للمنطقة لمحاربة ما أسماه بـ”الإسلام الراديكالي” والذي يعني به المقاومة وإرهاب “داعش” و”القاعدة” و”الإخوان المفلسين”، فالتقارير الأمريكية تؤكد اليوم أن الجيش الأمريكي هو في أسوء حالاته وأضعف جاهزيته القتالية، خصوصا بعد الانقلاب الذي حدث عقب أحداث 11 شتنبر/أيلول 2001 حيث سيطرت قوات الجو على القرار في البنتاغون وتم استبعاد قوات المارينز التقليدية، وبناء جيش جديد يتطلب الكثير من المال والوقت، وتكرار تجربة فيتنام والعراق وأفغانستان لن تأتي بنتائج مغايرة بل ستكون ضربا من الغباء.

والخلاصة الذي يمكن أن نستنتجها من هذا التطور الجديد مفادها، أنه إذا كانت الدول المتآمرة على سورية لم توفر جهدا للنيل من حزب الله بسبب دخوله الحرب على الإرهاب باكرا في سورية، حيث اتهمته بقتل المدنيين الأبرياء، واستهداف الطائفة السنية، وتقويض “الثورة الشعبية السورية”.. وما إلى ذلك من أكاذيب وترّهات، فلماذا قررت الدول العربية وعلى رأسها مملكة الشر والإرهاب اليوم عرض خدماتها على الرئيس ترامب لمحاربة الإرهاب تحت قيادة بلاده؟..

هذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك صوابية خيار حزب الله ودقة بصيرته، وأنه عندما قرر دخول الحرب ضد التكفيريين في سورية كان يحارب باللحم الحي ضد شر مستطير لحماية بلده لبنان والبلدان العربية والإسلامية ويحارب أيضا نيابة عن كل الشعوب المستضعفة في العالم بما في ذلك تلك التي كانت حكوماتها تتآمر مع الإرهاب ضد محور المقاومة..

*** / ***

في الخلاصة، نستطيع الجزم بأننا أمام إدارة أمريكة جديد على رأسها رجل أحمد لا خبرة له في إدارة أكبر دولة في العالم، ولا يمتلك رؤية سياسية واضحة لأمريكا والعالم، ناهيك عن كونه يخبط خبط عشواء ولم يقدم له فريقه استراتيجية محددة للعمل سواء في مواجهة إيران أو الصين اللتان أعلن أنهما عدوتان على رأس أولوياته في المواجهة.

وما يؤكد أننا أمام رئيس أحمق لا يعرف ما يفعله هو المعطيات التالية:

* هزم ترامب أمام القضاء الأمريكي بسبب أول قرار منع الدول الإسلامية السبعة من دخول أراضي بلاده، وهذا يؤكد أنه رجل جاهل وعنصري لا يفقه في القانون وغير مطلع على الدستور الأمريكي ويعرض أمن بلاده ومصالحها لخطر جسيم.

* أقدمت إيران بذكاء وفي الوقت الحرج على إطلاق تجربة لصاروخ باليستي، لاختبار نوايا الإدارة الأمريكية الحقيقية ومعرفة إن كان ترامب سيقوم على تمزيق الاتفاق النووي أم سيتراجع ويعلن الهزيمة.. ففهم الرجل التحدي وأقام الدنيا ولم يقعدها، هدد بالويل والثبور وعظائم الأمور لأنه رأى في التجربة الإيرانية تهديدا لـ”إسرائيل” بالنظر إلى مدى الصاروخ الذي يتجاوز 2000 كلم، وبدأ الحديث عن جنون ترامب وإمكانية أن يقوم بضربة عسكرية لإيران لأنه استنكر كيف أن إيران لا تخاف أمريكا العظيمة (…)..

* لكن عندما أطلقت كوريا الشمالية بعد ذلك صاروخا باليستيا نوويا لم نسمع ترامب يرد بالشكل الذي كانت تتوقعه كوريا الجنوبية واليابان، بل التزم الرجل صمت القبور اللهم إلا من تعليق يعرب من خلاله على تضامنه مع حلفائه كوريا الجنوبية واليابان والتزامه بأمنهما دون أن يوجه أي تهديد يذكر لكوريا الشمالية.

* حاول ترامب الضرب على الوثر الحساس للصين حين اتصل مباشرة برئاسة تايوان ملمحا إلى دعمه لانفصالها، لكن بمجرد أن احتجت بيجين ونشرت صواريخها النووية على الحدود الروسية في اتجاه الويلات المتحدة تراجع ترامب مؤكدا دعمه لوحدة أراضيها.

* أعلن عزمه على التعاون مع روسيا في محاربة الإرهاب ورفع بعض العقوبات عنها، لكن بمجرد أن اجتمع مستشاره للأمن القومي فيلين مع السفير الروسي في واشنطن وتسرب للإعلام حديثه عن رفع العقوبات عن موسكو حتى قامت قيامة الكونجرس فقدم فيلين استقالته ومضى إلى حال سبيله.

هذه مجرد بداية والقادم أعظم، الأمر الذي يؤكد أن ترامب رجل أحمق بالفعل، يقود بلاده كما لو كان يقود إحدى شركاته، لكن من دون حبرة ولا رؤية سياسة واضحة، وفي غياب استراتيجية أمنية وعسكرية مدروسة لمواجهة التهديدات والأخطار التي يقول أنها تهدد مصالح أمريكا في الشرق الوسط و آسيا..

وبالتالي، نحن أمام رجل يقود أمريكا نحو المجهول، وهذا يجعل محور المقاومة متفائل جدا كما قال سماحة السيد، لأن مصيرها أن تعيش الفوضى التي صدرتها لدول المنطقة وستكون السبب في خرابها وتفككها.

You might also like