كل ما يجري من حولك

رجُل مُتمرّد داخل البيت الأبيض

774

متابعات | الميادين / ذا إيكونومست

واشنطن في قبضة الثورة. لا تزال الأجواء قاتمة منذ تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، وسياسته الشبيهة بـقنبلة “مولوتوف”.

اتخذ ترامب قراراً بالانسحاب من اتفاقية التجارة عبر المحيط الهادئ، وطالب بإعادة التفاوض حول اتفاق التجارة الحرة في شمال أميركا، وبناء جدار عازل مع المكسيك، ملاطفاً بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي وروسيا أيضاً، ومتعاملاً ببرودة مع الاتحاد الأوروبي، ومدافعاً عن التعذيب، ومهاجماً للإعلام. وأخيراً قام بمنع مواطنين من سبع دول في منطقة الشرق الأوسط من دخول أميركا بحجة حماية بلاده من الإرهاب.

 

صحيفة “إيكونومست” الأميركية قالت إنّ الفوضى تؤدّي إلى الفشل “و يبدو أنّ السيد ترامب يتخّذ من الفوضى جزءاً من خطته” وعبّرت عن رأيها من خلال الرسم الكاريكاتوري الذي نشرته غلافاً لموقعها الكتروني وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأشارت إلى أنّ وعود ترامب المبالغ فيها خلال حملته الانتخابية وصلت إلى حدّ ثورة جدية تهدف إلى هزّ واشنطن والعالم.

 

وبهدف فهم تمرّد ترامب يجب النظر إلى أسلوبه الغاضب في اللغة التي يستخدمها، وتكمل الصحيفة “في أميركا المنقسمة.. الصراع هو من أصول السياسة…كلما صعّد ترامب في خطاباته ضد أصحاب الرأي الآخر المهذّب اقتنع داعموه أكثر أنّ مرشحّهم سيطرد الخائنين والنخبة الجشعة من واشنطن”.

يعتقد ترامب أنّ بلداناً أصغر من أميركا تحصل على معظم الأرباح فيما الأخيرة تدفع الأتعاب (الفاتورة). وتستطيع واشنطن أن تستغل قدرتها على المساومة للحصول على صفقة أفضل من خلال اصطياد الدول واحدة تلو الأخرى.

 

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الأميركيين الذين يرفضون ترامب هم الأكثر خشية مما قد يفعله لبلدهم، وبدون دعم المواطنين الأميركيين ومشاركتهم، سيفشل نظام التعاون العالمي على حد قول “ذا إيكونومست”.

 

ما العمل إذاً؟ تُجيب الصحيفة بأنّ المهمة الأولى هي الحدّ من الضرر. إمكانية عزل دونالد ترامب أمر صعب. يجب على ترامب أن يقتنع أنّ الحلفاء هم أعظم مصدر لقوة أميركا، وبالتالي يساعدون على جعلها أقوى أمام المنافسين الإقليميين: الصين وروسيا وإيران. إذا أراد ترامب أنّ يضع “أميركا أولاً” يتوجّب عليه أن يقوّي علاقاته وعدم معاملة الحلفاء بازدراء.

 

ماذا لو تم تجاهل النصيحة؟ تقول “ذا إيكونومست” إنّه يتوجب على حلفاء أميركا السعي للحفاظ على المؤسسات المتعددة الأطراف لليوم الذي يلي انتهاء ولاية ترامب، من خلال تعزيز مواردها والحد من النزاعات فيما بينها. كما يجب على الحلفاء التخطيط لعالم بدون القيادة الأميركية. إذا كان أحدهم ينظر إلى الصين كخليفة لأميركا، فهي ليست جاهزة، حتى لو كان ذلك الأمر مرغوباً. ولفتت إلى أنّ البرازيل مثلاً هي قوة إقليمية يجب أن تستعد لمساعدة قيادة أميركا اللاّتينية. وفي الشرق الأوسط، ينبغي على الدول المتصلّبة إيجاد صيغة للعيش بسلام مع إيران.

You might also like