المجزرة الأولى لترامب.. في اليمن
نوعها بعد تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وفي انتهاك جديد للسيادة اليمنية وإعلان انخراط مباشر في الميدان، نفذت قوات من الكوماندوس الأميركيين إنزالاً في منطقة يكلأ في مديرية ولد ربيع (إحدى مديريات قيفة الثلاث) في محافظة البيضاء، أسفرت عن مقتل 41 شخصاً على الأقل، من بينهم القادة في تنظيم «القاعدة»: عبد الرؤوف الذهب، عبد الإله وسلطان الذهب، وست نساء يمنيات، و13 من جنسيات أجنبية ومدنيون آخرون.
في المقابل، اعترفت وزارة الدفاع الأميركية بمقتل أحد جنودها وإصابة ثلاثة آخرين، وأيضاً بتدمير مروحية تابعة للجيش الأميركي «أجبرت على الهبوط اضطرارياً في موقع ثانٍ في المنطقة نفسها، فعمدت القوة المنفذة للعملية الى تدمير المروحية عمداً بعدما أخفقت في الإقلاع». ووفقاً للبنتاغون، أسفرت العملية عن «قتل 14 مقاتلاً من تنظيم القاعدة في اليمن، وحصل الجيش الأميركي على معلومات مهمة تتعلق بالتخطيط لهجمات إرهابية مستقبلية». العملية، التي قال الأميركيون إنها كانت «ناجحة»، شارك فيها وفق مصادر محلية ثلاث طائرات عسكرية وعدد من المروحيات (لم يحدد عددها)، علماً بأن المنطقة توصف بأنها كانت معقلاً سابقاً لعناصر تنظيم «القاعدة». ونقلت المصادر المحلية أنه قتل في العملية طفلة صغيرة تدعى أنوار أنور العولقي، وهي البنت الأخيرة للقيادي في «القاعدة» أنور العولقي (صاحب الجنسية الأميركية) الذي قتل في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار في 30 أيلول 2011 بعد قصف سيارته في محافظة شبوة.
كذلك، نقلت تلك المصادر أن القوات المهاجمة «عثرت على أسلحة وذخائر وعربات عسكرية تحمل شعار المملكة العربية السعودية»، مشيرة إلى أن الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي كان قد قدم في وقت سابق عتاداً عسكرياً كبيراً لـ«القاعدة» في البيضاء بهدف فتح جبهة جديدة لمحاربة قوات «حركة أنصار الله» والمتحالفين معها. أيضاً، كان هادي قد عيّن نائف القيسي محافظاً للبيضاء، وحسن أبكر محافظاً للجوف، وعبد الوهاب الحميقاني مستشاراً له، وعبدالله الزايدي قائداً لجبهة الغيل في الجوف، وكل هؤلاء أدرجتهم الولايات المتحدة في قائمة الإرهاب.
ووفق المصادر المحلية نفسها، تعمّد الطيران الأميركي التحليق على علو منخض، وأطلقت النار على منزل القيادي الذهب ومسجده وغرفة أخرى قرب المسجد، فيما حاول التصدي لإنزال بعض المسلحين الذين قتل عدد منهم، كما أن «الجنود الأميركيين صعدوا فوراً على متن المروحيات، وشوهد بعضهم يحملون أربع جثث».
تأتي هذه العملية في وقت متزامن مع تكثيف الطيران الأميركي دون طيار غاراته التي تستهدف اغتيال عدد من قادة «القاعدة»، فيما يكون الإعلان متأخراً ليومين أو أسبوع بعد كل عملية، وتمثّل هذه العملية استمرارية لسياسة الرئيس السابق، باراك أوباما. كما تتزامن مع عودة الدور الأميركي المباشر في اليمن عبر التنسيق القوي مع الإماراتيين وإنشاء مراكز إدارة مشتركة، بجانب الدور الأساسي في التوجيه للطيران وللبحرية السعودية.
في الوقت نفسه، تتحدث مصادر أخرى عن أن آل الذهب الذين تم استهدافهم في عملية الإنزال، كانوا متحالفين بصورة وثيقة مع هادي، لكنهم هاجموا قوات («الحزام الأمني») وانقلبوا على تحالفهم. ويتشابك مع ذلك الحديث الجنوبي عن «تنسيق واضح بين الأميركيين وقوات التحالف في جنوب اليمن حيث رست سفن حربية أميركية بالقرب من سواحل محافظة أبين ونقلت مروحيات المارينز مارة عبر مناطق أبين ويافع والبيضاء باتجاه يكلأ».
وقالت هذه المصادر إن تلك المناطق تخضع لسيطرة الإماراتيين والتنسيق ضروري لمنع وقوع أي خطأ، مشيرة إلى أن الإمارات عملت خلال الشهور الماضية على استقطاب شخصيات قبلية من البيضاء عبر وسطاء من أبين ومأرب «عملوا بدورهم على جمع المعلومات وتأمين العملية».
في سياق ذي علاقة، نددت «حركة أنصار الله» بقرار دونالد ترامب منع مواطني سبع دول، بينها اليمن، من دخول الولايات المتحدة.
(الأخبار)