قادةٌ عسكريون إمَارَاتيون لـ الجنوبيين: واصلوا المعركةَ إلى المخاء حتى لو تلقوا بأنفسكم في البحر
الإمارات تُجبِرُ المرتزِقة من الجنوبيين على خوض معركتها في الساحل الغربي وتهدّد مَن يرفُضُ بالتصفية
إنسحابُ مجاميعَ من معركة الساحل بعدما رفضوا الأوامرَ بالاستمرار
60 قتيلاً وجريحاً يصلون مستشفيات عدن وسحبُ 30 آليةً مدمَّرة
أنهت قواتُ الجيش واللجان الشعبية، أمس الأربعاءَ، تطهيرَ أطراف سلسلة جبال العُمَري من اتجاه الساحل بعدَ ما تسلّل إليها المرتزقة، في وقت تفيدُ معلوماتٌ خَاصَّــةٌ أن القياداتِ الجنوبيةَ المنخرطة مع العدوان تتعرض لإرهابٍ وتهديداتٍ من قبَل دولة العدوان الإمَارَات، التي توجّه أوامرَ للمرتزقة بالتقدم مهما كان الثمن رغم اكتظاظ مستشفيات عدن بمئات القتلى والجرحى من الجنوبيين الذين سقطوا في معارك باب المندب.
وأفاد مصدرٌ عسكريٌّ أن أَبْطَالَ الجيش واللجان الشعبية نفّذوا عمليةً نوعيةً مباغتةً ضد مرتزِقة العدوان السعودي الأمريكي الذين تسللوا إلى أطرافِ جبال العُمَري من اتجاه الساحل وتمكّنوا من تطهيرِ كافة المواقع، ملحقين بالمرتزقة خسائرَ ماديةً وبشرية جسيمة.
حجمُ الخسائر البشرية التي لحقت بمرتزقة العدوان الذين تم استقدامُهم من محافظات الجنوب أوجدت خلافاً عميقاً بين قيادات المرتزقة والقيادات الإمَارَاتية، بحسب معلومات تشير إلى أنه ورغم الخلافات إلا أن القياداتِ الجنوبيةَ تكتفي لحد الآن بالاعتراض الشفوي للإمَارَاتيين لكنهم ينصاعون أمامَ التهديدات.
يعبّرُ قياداتُ مرتزقة العدوان من أَبْنَــاء الجنوب للقيادات الإمَارَاتية أن معركة ذو باب والمخاء ليست معركتَهم، وأنها كلّفتهم خسائرَ بشريةً غيرَ مسبوقة، بالإضافة إلى الزجّ بهم في مختلف الجبهات الممتدة إلى نجران وجيزان.
وتفيدُ المعلوماتُ أَيضاً أن القياداتِ الجنوبية طرحت على الإمَارَاتيين من دولة العدوان أن عناصرَهم وقياداتهم تتعرض للتصفية المتعمدة إلى جانب مَن يسقط منهم في المعارك.
وقبلَ عدة أيام سقط ما لا يقل عن 40 مرتزِقاً بين قتيل وجريح، وكان بين الجرحى المرتزق العميد عبدالغني الصبيحي بغارة جوية لطيران العدوان الذي لم يصدُر عنه أيُّ تفسير للغارة، إلا أن مصادرَ جنوبيةً أكدت أن الحادثةَ التي تكررت كثيراً تأتي جُزءاً من عمليات التصفية المتعمدة لأطراف جنوبية على خلفية الخلافات القائمة حول المعركة.
وضمن الخلافات مع دولة العدوان الإمَارَاتية، تفيدُ المعلوماتُ، أن قياداتٍ جنوبيةً تقول إن المجاميع الجنوبية وجدت نفسَها في خضم معركة خاسرة ولا تعنيها؛ لأنها تدور في مناطق خارج المناطق الجنوبية، مشيرةً إلى أن الإمَارَاتِ تريدُ من الجنوبيين تأمينَ الساحل وليس شيئاً آخر بما يخدُمُ مخطّطات ومصالح الإمَارَات.
تضيفُ المعلوماتُ أن القيادات الجنوبية في إطار حديثها مع القيادات الإمَارَاتية أبدت تذمراً من ترك العناصر الجنوبية تتكبد الخسائر وتتولى المعارك، فيما المرتزقة في تعز يتقاتلون فيما بينهم حول الأموال الممنوحة من قوى العدوان وحول تقاسُم النفوذ ولا تشارك في المعارك العنيفة في باب المندب المكلفة من الناحية البشرية.
وفيما لا تزالُ قياداتٌ جنوبية خاضعةً للأوامر الإمَارَاتية إلا أن المعلوماتِ تؤكد لـ”صدى المسيرة” من مصادرَ موثوقةٍ، أن أعداداً كبيرة من عناصر المرتزقة رفضت الاستمرارَ في معارك الساحل الغربي وقررت الانسحاب.
أمام هذا القرار هدّدت الإمَارَاتُ المرتزقةَ بالتصفية وقصفهم بالطيران، وطالبتهم بالتقدم باتجاه المخاء مهما كان الثمن، حتى لو أدّى بهم الأمرُ لرمي أنفسهم في البحر، ووعدت بتولّي عملية إنقاذهم في حال فعلوا ذلك.
بعيداً عن تلك الخلافات، تؤكد مصادرُ مطلعةٌ، أن المرتزقة قاموا، أمس الأربعاء، بسحْبِ ٣٠ آليةً، ما بين مدرعات وأطقم عسكرية وكاسحات الغام باتجاه عدن، بعد ما تم تدميرُها خلال معارك الساحل في الأيام الماضية.
كما استقبلت مستشفياتُ عدن، فجر أمس الأربعاء، أكثرَ من 40 جريحاً من المرتزقة وأكثرَ من 20 جثة ممن سقطوا في معارك الساعات الماضية في مواجَهات مع الجيش واللجان الشعبية، في وقتٍ تعُجُّ مستشفياتُ عدن بالمئات من الجرحى الذين باتوا فوقَ طاقتها الاستيعابية بنسبة كبيرة.