بعدما أعلنت، أمس الإثنين، مصادر عسكرية في قوات الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، إحكام سيطرتها على المدخل الشرقي لمدينة المخا في محافظة تعز (جنوب اليمن)، مؤكّدة “دخولها مثلّث مدينة المخا من الجهة الشرقية”، إثر معارك ضارية مع مقاتلي “أنصار الله” وحلفائها، نقل المركز الإعلامي لقوات الرئيس هادي عن مصدر عسكري، اليوم الثلاثاء، قوله إن “المعارك ما تزال متواصلة حتى مساء الثلاثاء على المدخلين الشرقي والشمالي للمدينة”، متحدّثاً عن مواصلة قواتهم “وبغطاء جوي من طيران التحالف العربي، تمشيط مدينة المخا”. وادعى المصدر العسكري تمكن قوات الرئيس هادي من “تأمين طريق المخا – تعز”، و”قطع الإمدادات” عن مقاتلي “أنصار الله” والقوات المتحالفة معها في مديرية موزع، الواقعة تحت سيطرتهم.
في المقابل، تحدّث “أبو طارق”، القيادي الميداني في “أنصار الله”، عن تنفيذ قواتهم “عملية التفاف مباغتة في منطقة الجديد جنوب المخا”، مشيراً إلى تكبيد قوات الرئيس هادي “خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري”. وفي حديثه إلى “العربي”، نفى “أبو طارق” صحة أنباء سيطرة قوات هادي على مدينة المخا، وقال “يسيطرون حالياً على الشريط الساحلي المكشوف والمنبسط مستفيدين من الغطاء الجوي المتواصل من الطيران ومروحيات الأباتشي والإسناد الناري من البوارج في البحر”. ولفت القيادي الميداني في “أنصار الله” إلى إحباط قواتهم “محاولة اختراق وعملية إنزال لقوات الرئيس هادي في منطقة الخضراء المجاورة لميناء المخاء (4 كيلو متر)”، موضحاً أن قواتهم “تتواجد حالياً شرق الشريط الساحلي من منطقة كهبوب وحتى منطقة الجديد والكدحة”.

من جهته، يرى الخبير العسكري، العميد المتقاعد عبد الله عبد القادر، أن العمليات العسكرية لطرفي المواجهات في المخا ستوسّع من رقعة المواجهات متأثّرة بتواجد أطراف النزاع، وسيطرتهم الجغرافية على مديريات محافظة تعز بشكل عام، معتبراً أن كلا الطرفين سيخططان لتحقيق التحام ميداني مع مقاتليهما في أقرب مديريات محافظة تعز، بما من شأنه إحداث كماشة لمحاصرة مقاتلي الطرف الآخر. وفي قراءته لاتّجاهات سير المعارك، لم يستبعد العميد عبد القادر، في حديث إلى “العربي”، لجوء قوات الرئيس هادي للتمدد نحو الشريط الساحلي لمدينة المخا، بعد فشل محاولاتها تحقيق تقدّم ميداني ملموس باتّجاه جبال كهبوب ومنطقة العمري، موضحاً أن كثافة الغارات الجوّية لطيران “التحالف”، وتغطية طيران “الأباتشي” والإسناد النّاري الكثيف من البوارج، عملت على تأمين تقدم قوات الرئيس هادي وسيطرتها “سيطرة آنية” على الشريط الساحلي.
ويستنتج عبد القادر من ذلك أن ظهر تلك القوّات مكشوف للطرف الآخر، إن لم يكن واقعاً تحت سيطرته النارية، كما هي عرضة لمخاطر “النيران الصديقة”. ويعتقد العميد المتقاعد أن مقاتلي “أنصارالله” والقوات المتحالفة معهم سيلجأون في هذه الحالة إلى عمليات الإلتحام المباشر، وجهاً لوجه، مع قوات الرئيس هادي، التي سيشجّعها هذا التمدد في الشريط الساحلي على التّدد أكثر وتحقيق السيطرة التامة، متوقعاً كذلك تسابق طرفي المواجهات على عمليات الإلتفاف والمباغتة للآخر، وهو ما يعني أن المعارك ستتجه نحو تسابق إعلان الإنتصارات إعلامياً، للحفاظ على المعنويات، والتنازع المسلّح على المواقع الجغرافية، بما يعيد رسم خارطة التموضع القتالي لطرفي المواجهات، تمهيداً لجولة لاحقة من المعارك.