زيارة شكلية لولد الشيخ باليمن.. ميدان مشتعل وعمليات نوعية في ذوباب وجيزان
متابعات| البديل| علي جاحز:
لم يظهر بعد أفق أمام الملف اليمني الذي لاتزال أوراقه مبعثرة وسط عاصفة حرب وحصار وأزمة إنسانية خانقة، وبالقدر الذي يزداد الميدان اشتعالا في كل الجبهات، يزداد التحرك الدبلوماسي والسياسي الدولي والإقليمي برودا حتى تحركات المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ وصفت بأنها شكلية ولا تحمل في جعبتها شيئا يمكن التعويل عليه.
وبعد أسبوع من لقائه بالرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي بمدينة عدن، وصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة صنعاء ظهر أمس الأحد، وفيما قوبلت خطته بالرفض من قبل هادي، وصفت زيارته لصنعاء بالشكيلة التي لا تحمل أي جديد.
وقالت مصادر سياسية مطلعة في صنعاء أن زيارة المبعوث الأخيرة لا يُعَول عليها، وأوضحت المصادر في حديث لـ ” البديل ” أن تحركات المبعوث الأخيرة ليست أكثر من تحركات وظيفية لا تهدف ولا تمتلك أي مقومات جدية لتحرك ملف المفاوضات أو حل الأزمة اليمنية، بل يبدو فيها ولد الشيخ موظفا لدى الأمم المتحدة يسعى لإيصال صورة للأمين العام الجديد أنه يتحرك ويمارس دوره كمبعوث دولي، لا سيما مع تزايد الحديث في دوائر دبلوماسية وسياسية عن نية دولية لتجميد مهمته في الملف اليمني.
وبحسب معلومات متداولة فإنه من المقرر أن يقدم ولد الشيخ إحاطتة إلى مجلس الأمن الدولي الأربعاء المقبل، الأمر الذي يجعل زيارته إلى صنعاء تهدف لتقديم صورة عن أدائه أمام مجلس الأمن وصنع مادة لاحاطته المتوقعة عن الملف اليمني بعد فترة من الركود الطويل.
التحركات الأممية التي لا تمتلك أي أوراق ضغط على الأطراف في القضية اليمنية لم تستطع أن تثبت وقف النار في كل الجولات السابقة، وتأتي زيارة ولد الشيخ هذه الأيام بالتزامن مع تصعيد ميداني للقوات الموالية للعدوان في أكثر من جبهة خاصة جبهة باب المندب وجبهة نهم شرق صنعاء، وبحسب المصادر السياسية المطلعة فإن زيارة ولد الشيخ لصنعاء تقرأ بكونها غطاءً جديدا للعدوان وتمنحه مزيدا من الوقت.
على وقع ذلك كان استقبال المبعوث الدولي باردا في صنعاء، سبقه اشتراط حكومة الإنقاذ فتح مطار صنعاء للرحلات قبل استقباله وبحسب المصادر فإن سماح المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ للمبعوث بالمجيء يأتي في سياق تفويت فرصة استغلال رفض استقباله لصالح العدوان والموالين له، في حين لاتزال الأمم المتحدة ومبعوثها يقفون أمام استحقاقات إنسانية يكفلها القانون الدولي وهي فتح مطار صنعاء ورفع الحصار وإلغاء قرار نقل البنك المركزي بكونها تستهدف المواطن اليمني بشكل مباشر في ظل تفاقم الوضع الإنساني.
ميدانيا ، لاتزال المعارك مشتعلة في جبهة ذوباب بباب المندب، وبالرغم من حديث إعلام العدوان السعودي عن تقدمه في تلك الجبهة، حيث أكد مصدر ميداني أن المرتزقة تقدموا في مديرية ذوباب لكن قوات الجيش واللجان الشعبية لاتزال مسيطرة على معظم مناطق ذوباب ولاتزال سلسلة جبال العمري تحت سيطرة قوات الجيش واللجان، نافيا ما يقال عن وصول المرتزقة إلى المخا.
وفي هذا السياق، أفاد المصدرالميداني أن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت أمس من كسر زحف كبير لقوات المرتزقة باتجاه منطقة الجديد شمال ذوباب برغم الغطاء الجوي الاستطلاعي وقصف البوارج، وأضاف المصدر أن المعارك أسفرت عن مصرع العشرات بينهم مرتزقة من الجنجويد، موضحا أنه من بين قتلى العدوان شمال ذوباب عناصر من القاعدة وداعش وشوهدت سيارات الإسعاف تنقل المصابين باتجاه عدن.
وكانت قوات الجيش واللجان قد كسرت أول أمس زحفا كبيرا على أطراف ذوباب وأن المواجهات سقط فيها أعداد من المرتزقة بين قتيل وجريح بينهم قيادات، وبحسب المصدر فإن قائد عمليات الأباتشي في قوات الغزو الإماراتي هادي الراشدي من بين المصابين في تلك المواجهات، منوها إلى أن عدد غير قليل من الآليات التابعة للعدوان جرى تدميرها برغم الغطاء الجوي والبحري.
وعلى صعيد متصل؛ حذرت القوات البحرية والدفاع الساحلي وخفر السواحل اليمنية، بوارج العدوان من استخدام الممر الدولي لقصف أهداف مدنية محملة إياها عواقب استخدام الممر الدولي منطلقا لعمليات عسكرية واعتبر البيان الصادر عن البحرية اليمنية ذلك يشكل خطرا كبيرا على الملاحة الدولية.
البيان الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ هدد بالرد على أي قصف من تلك البوارج تحت أي ظرف، محذرا السفن التجارية من المرور بالمنفذ الدولي دون تشغيل جهاز التعارف الدولي حفاظا على سلامتها.
أما في جبهة نهم شرقي العاصمة صنعاء، فلاتزال المعارك رهن المد والجزر الذي يشكل سمة لها منذ بدايتها قبل عام، وأفاد مصدر عسكري لـ “البديل” أمس أن مجاميع المرتزقة كانوا قد تقدموا على بعض مواقع الجيش واللجان الشعبية في منطقة يام المطلة على مفرق الجوف غير أن قوات الجيش واللجان الشعبية استعادتها بعد ساعات، ولفت المصدر إلى أن قرابة 70 من المرتزقة سقطوا قتلى إضافة إلى عشرات الجرحى خلال معارك اليومين الماضيين في جبهة نهم، وأضاف أن المرتزقة سحبوا 30 جثة من ساحة المعركة صباح اليوم لدفنهم في مقبرة مأرب بعد يوم من سحب 40 جثة أخرى.
وفي حبهة الجوف أفاد المصدر عن نجاح عملية اقتحام نفذتها قوات الجيش واللجان الشعبية لموقع المهاشمة في مديرية خب والشعف، مؤكدا مقتل وجرح أعداد من المرتزقة وأسر آخرين إضافة إلى تعطيل عدد من الآليات وتكبيدهم خسائر فادحة، كما أطلقت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية أمس صليات صاروخية على تجمعات المرتزقة أسفل العقبة بمديرية خب والشعف.
أما في جبهات ماوراء الحدود وتحديدا جيزان، فقد نفذت قوات الجيش واللجان الشعبية أمس الأحد عملية نوعية على عدد من مواقع الجيش السعودي في جيزان شملت معسكر الغاوية الاستراتيجي ومواقع التبة الحمراء، والقمامة، وقائم زبيد، والشبكة والكرس.
وبحسب مصدر في الإعلام الحربي فإن قوة الإسناد في الجيش واللجان مشطت هذه المواقع بالمدفعية والصواريخ قبل اقتحامها مستهدفة الآليات والمخازن وتدمير التحصينات، وأوضح المصدر لـ”البديل” أن قوات الجيش واللجان تمكنت من اقتحام تلك المواقع وقتلت العشرات من العسكريين السعوديين وجرحت آخرين بينهم ضباط يحملون رتبا عالية.
العملية التي يقول المصدر أنه جرى التخطيط لها بإتقان واستخدمت فيها تكتيكات عسكرية متطورة من حيث الإعداد والرصد
والمتابعة والتتبع والتحركات، كان عنصر المفاجئة هو المرتكز الأساسي في نجاحها، لافتا إلى أنها نفذت بنجاح برغم الغارات الهيستيرية التي شنها طيران العدوان على هذه المواقع محاولا إعاقة التقدم وإيقاف الهجوم، وأضاف: شاركت في القصف طائرات الأباتشي على علو منخفظ وبشكل مكثف إضافة إلى طائرات الاستطلاع.
وفي الوقت ذاته؛ أعلنت وحدات الدفاع الجوي في الحدود اليمنية السعودية عن إسقاط طائرة استطلاع سعودية في موقع المصفق بجيزان.