المُخا صامدةٌ أمام العدوان… وولد الشيخ يلتقي خارجية «الإنقاذ»
متابعات| الأخبار:
نفت «حركة أنصار الله» اليمنية دخول القوات الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، إلى مدينة المُخا أو مينائها، ونقلت قناة «المسيرة» التابعة للحركة، عن مصدر عسكري تأكيده أن «ما قام به العدوان في الأسابيع الثلاثة الماضية هو التقدم في الخط الساحلي الملاصق للبحر فقط، والممتد من باب المندب إلى ذباب شمالاً، ثم مناطق الجديد والكدحة التي تفصلها عن المخا أكثر من عشرة كيلو مترات».
وشدد المصدر العسكري على «احتفاظ الجيش واللجان الشعبية بالمواقع الإستراتيجية المطلة على الخط الساحلي، ابتداءً من أقصى الجنوب في كهبوب ثم سلسلة جبال العمري المطلة على ذباب، وكذلك المواقع العسكرية المشرفة على خط الساحل». كما لفت إلى أن «الغارات والتمشيط من الأباتشي والبوارج التابعة للعدوان لم يتوقف منذ 48 ساعة حتى اللحظة، بهدف إحراز تقدم على الخط الساحلي».
وفي وقت متأخر من مساء أمس، أعلنت «القوة الصاروخية» التابعة لـ«أنصار الله» أنها أطلقت «صاروخاً باليستياً على تجمعات الغزاة في باب المندب»، مؤكدة «إصابة الصاروخ هدفه بدقة عالية».
وكان مسؤولون عسكريون وأمنيون في تحالف العداون قد أعلنوا أول من أمس ثم أمس، أن قواتهم سيطرت مع دعم جوي كلياً على مدينة المخا. ونقلت وكالة «رويترز» عن هؤلاء أن السيطرة على المخا ومينائها «يأتي في إطار عملية عسكرية واسعة، بهدف استعادة السيطرة على كامل المدن والمناطق المطلّة على البحر الأحمر». كما قالوا إن «أكبر مشكلة تواجه قوات الجيش والمقاومة هي مئات الألغام التي زرعها الحوثيون قبل انسحابهم من المدينة».
رغم ذلك، عادت مصادر قريبة من هادي لتحصر التقدم في «استعادة مثلث المخا في أطراف المدينة من الجهة الشرقية»، مقرّة بأن «أنصار الله» والقوات الموالية لحكومة «الإنقاذ» في صنعاء لا تزال تسيطر على المواقع الإستراتيجية المطلة على الخط الساحلي.
وأضافت تلك المصادر في حديث إلى مواقع إعلامية، أن قواتهم تمكنت من دخول ذلك المثلث «بعد معارك ضارية مع قوات الانقلاب… وسبق الهجوم قيام قوات الجيش الوطني بالالتفاف بكتيبتين، الكتيبة الأولى التفت شرقاً على منطقة واحجة ووصلت إلى منطقة الخضراء، قرية زيد الخرج وبذلك تمكنت من محاصرة واحجة، فيما الكتيبة الثانية التفت من جهة جبل النار حتى وصلت بعد معسكر الدفاع الجوي».
ولفتت مصادر أخرى إلى أن هذه العملية هي بقيادة نائب رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن أحمد سيف المحرمي، واللواء هيثم قاسم طاهر، وعدد من الألوية العسكرية في المنطقة العسكرية الرابعة، وأن زيارة قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء فضل حسن، أول من أمس، «شكلت دفعة معنوية للقوات المسلحة في التقدم وتحقيق انتصارات».
في المقابل، تحدثت «أنصار الله» عن «انكسار زحوف متوالية لقوى الغزو استمرت 48 ساعة وهي تحاول التقدم باتجاه قرى الجديد والكدحة، جنوبي غرب محافظة تعز»، مضيفة أن أكثر من 300 غارة استهدفت المخا والجديد والكدحة وما جاورها بمشاركة قصف البوارج الحربية طوال اليومين الماضيين. لكنها أكدت «تدمير عدد من الآليات لقوى العدوان ومصرع وجرح العشرات بينهم قيادات ووقوع عدد منهم في الأسر»، راصدة حركة «أكثر من 20 سيارة إسعاف هرعت لتنقل جثث القتلى وجرحاهم إلى عدن».
على الصعيد السياسي، تستمر زيارة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى صنعاء، حيث التقى أمس، وزير الخارجية في «الإنقاذ»، هشام شرف. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن ولد الشيخ بحث مع شرف «جهود حل الأزمة اليمنية، وإنهاء الصراع، وكذلك سبل تعزيز الدفع بالمفاوضات وإنجاحها بما يخدم اليمنيين، ويمكن من التوصل إلى اتفاق سلام مشرف ومرض لكافة الأطراف». وبينما شدد شرف على أن «الشعب اليمني يتطلع إلى… بدء مفاوضات حقيقية وجادة على أسس شراكة سياسية فعالة»، قدّم ولد الشيخ «موجزاً عمّا دار من محادثات مع الوفد الوطني المفاوض»، معرباً عن «أمله في استمرار هذه الجهود ودعم الجميع لها بما يسهل مهمته إلى اليمن».
إلى ذلك، فجّر مسلحون مجهولون، يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم «القاعدة»، أمس، مبنى تابعاً لقوات الأمن التابعة لهادي، في محافظة شبوة. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصدر محلي في شبوة أن «التفجير أدى إلى هدم المبنى بالكامل وتسويته بالأرض، كما خلق حالة من الرعب والهلع في صفوف السكان».