الحوار الذي نريده بعد اسقاط العدوان
د : عبدالعزيز المقالح
يبدو لي، كما يبدو لكل ذي عقل في هذا الوطن أننا قد تعلمنا من أحداث الأيام الماضية السوداء ما لم نتعلمه في الخمسين عاماً الأخيرة من تاريخ هذه البلاد. وأن الدرس الذي تلقيناه لم يكن نظرياً بحال من الأحوال بل كان درساً عملياً قاسياً يحمل في طياته تجربة مكتوبة بالدم والحريق والرماد.
وكما قد تكون الحرب الغادرة عند قوى الشر والعمالة وسيلة لتفكيك وحدة الوطن وتمزيق أوصاله وتخريب مقومات النسيج الوطني فإنها لابد أن تكون عند قوى الخير والشرفاء من محبي هذا الوطن وسيلة لترسيخ مفهوم المواطنة وتجاوز الخلافات والتسابق في تقديم التنازلات من أجل الوطن نفسه ولتتمكن سفينته من أن تمخر عُباب الحياة بعيداً عن الأنواء والأمواج العاصفة.
وهنا يجدر التنويه إلى كم هي قذرة تلك السلطة التي لا يتم الوصول إليها إلاّ على جثة الوطن وجثث المواطنين ويالبؤس سلطة تتنافى مع كل القيم الدينية والأخلاقية والمدنية.