كل ما يجري من حولك

“ذي ويك”: قُــــمْ بإنهاءِ حرب اليمن سيد ترامب!

526
 
متابعات| العربي
رأت مجلة “ذي ويك” أنه من المستحيل أن نعرف ما الذي سوف تكون عليه السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، وبخاصة في شقها المتعلق بمنطقة الشرق الأوسط. ولم تختلف المجلة عن معظم ما يكتب في نظيراتها الغربية من توصيفات طائفية ومذهبية للصراع وهُويته.
وبحسب المجلة الأمريكية، “فإن العديد من المراقبين يتعاملون مع (أحداث) الشرق الأوسط بوصفها صراعاً أو مباراةً صفرية بين القوى الشيعية، من جهة، والقوى السنية، من جهة أخرى، التي يتعيّن على الولايات المتحدة أن تكون فيها غالباّ شديدة الالتصاق بحلفائها السنّة”، إلا أن ترامب قد “وجّه انتقادات إلى المملكة العربية السعودية، حليف أمريكا السنّي، لاعتمادها على الولايات المتحدة المكلف بالنسبة للأخيرة”، كما تعهّد في الوقت عينه بـ”تمزيق اتفاق إدارة الرئيس أوباما مع إيران، القوة الشيعية المهيمنة”.
وأضافت المجلة، في مقال حمل عنوان “قم بإنهاء الحرب في اليمن سيد ترامب”، أنه “إذا كان ترامب يريد إحداث بعض التغيير الإيجابي في السياسة الخارجية الأمريكيّة، فعليه أن يسعى إلى إنهاء الحرب في اليمن”، وإن كانت الحرب في ذلك البلد “لا تحتل العناوين الرئيسية” في الخطابين السياسي والإعلامي داخل الولايات المتحدة، على الرغم من “تورطها المباشر” في مساعدة الجيش السعودي في جهود الحرب والحصار هناك، في إطار صراع ينظر إليه على أنه جزء من “صراع أوسع بين القوى السياسية السنيّة والشيعية على امتداد الشرق الأوسط”.
ولفت المقال، الذي أعدّه مايكل براندن دوغارتي، إلى دور الولايات المتحدة “الجوهري”، و”الذي لا يستهان به” في حرب اليمن، مشيراً إلى المساعدة الأمريكية العسكرية للسعودية، سواء في “تدريب الطيارين”، و”تزويد الطائرات بالوقود جواً”، أو في “تحديد (بنك) الأهداف”. وقال الكاتب إن “القوات الخاصة الأمريكية موجودة على الميدان اليمني”، لأسباب “ظاهريّاً” تتمثّل في “محاربة الجماعات والفروع المحلية التابعة للقاعدة”، إلا أن الولايات المتحدة “وكما هو الحال في سوريا، تجد نفسها ملتزمة بالدفع لسقوط حكومة شيعية (فريق “أنصار الله” و”المؤتمر”)، على حد تعبير الصحيفة، تزامناً مع “عملها على تقليص هامش استفادة تنظيم القاعدة من سقوط تلك الحكومة”.

وتوقّف دوغارتي عند مجريات الحرب في اليمن، وما سمّاه “القصف الروتيني للأهداف المدنيّة”، مثل المستشفيات، ومنشآت الصناعة الغذائية، من قبل قوات “التحالف السعودي”، إلى جانب “التكتيكات الصارمة” التي اتبعها “الحوثيون” في المقابل، شارحاً “الأثر الإنساني الكارثي” جرّاء الحصار وتوقف عمليات الاستيراد بفعل استمرار العمليات العسكرية هناك، مع تشرد ونزوح أكثر من ثلاثة ملايين يمني، ووقوف زهاء 14 مليون يمني عند عتبة “انعدام الأمن الغذائي”، وفق تقارير الأمم المتحدة.
وشّدد دوغارتي على أن واشنطن “لا يجدر بها أن تستمر في مفاقمة الوضع” في اليمن، واصفاً الحرب هناك بـ”غير العادلة” و”غير الأخلاقيّة”، لا سيما وأن شعب ذلك البلد العربي “لا يمثّل تهديداً للولايات المتحدة”. واعتبر الكاتب أن سياسة الإدارة الأمريكية قد أسهمت في خلق حالة من “الاضطراب والفوضى التي أفادت منها الجماعات الإرهابيّة الدوليّة، موضحاً أن “وضع حد للصراع من شأنه أن يسهم في تهدئة التوترات بين المملكة العربية السعودية، وإيران”.
وعمّا يجب على إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، فعله في ما يخص حرب اليمن، دعا الكاتب إلى “الضغط العنيف” على المملكة العربية السعودية من أجل “التخلّي عن دعمها لهادي”، وخفض توقعات الرياض حيال “قدرتها على التحكم بتشكيل وعمل الحكومة التي سوف تعقب الحرب”، منبّهاً إلى أن رفض انصياع السعوديين للمقترح “يجب أن يفضي إلى وقف جميع عمليات الدعم العسكري المقدّم للمملكة العربيّة السعوديّة” في ساحة الصراع في اليمن.
وأردف دوغارتي بقوله إن مستشاري ترامب قد يرون أن “معاملة السعوديين بفتور يعد مشكلة”، بسبب ما تؤدّيه من أدوار، سواء في مواجهة إيران في الشرق الأوسط، أو روسيا في سوق النفط، رغم دورها في “تمويل الجماعات الإرهابيّة في العراق وسوريا”، وفي “تمويل بناء المساجد في أوروبا”، معتبراً أن ترامب أمام “فرصة مثالية لإعادة النظر في شروط العلاقة الخاصة” بين الولايات المتحدة والسعودية، وداعياً الرئيس الأمريكي المنتخب إلى أن يقوم بـ”عقد الصفقة”.

You might also like