كل ما يجري من حولك

فرانس برس: حصارُ “التحالف” يُبقي آلافَ اليمنيين عالقين داخل بلادهم وخارجها

400

متابعات/ فرانس برس

باتت مغادَرَةُ اليمن لمتابعة التحصيل الجامعي في الهند حلماً صعب المنال لعبدِالسلام خالد، في ظلِّ الحصار المفروض منذُ أشهر من “التحالف بقيادة السعودية”، الأمرُ الذي يدفع ثمنَه أيضاً مصابون بحاجة إلى علاج مُلِحٍّ.

وخالد (34 عاماً) هو واحد من آلاف باتوا عاجزين عن مغادرة اليمن؛ بسبب الحصار الذي يفرضه التحالف، وقف حركة الملاحة بالكامل في مطار صنعاء.

ويقول عبدُالسلام خالد المقيم في صنعاء لوكالة فرانس برس، أنه يأمل في متابعة تعليمه العالي ونيل شهادة ماجستير في اللغة الانكليزية بالهند بناء على منحة حصل عليها، إلا أنه بات حالياً عالقاً في العاصمة بلا أمل.

ويضيف “الطرق غير آمنة لأصل إلى المطارات (الأُخْـرَى)، لذلك لا أستطيع إكمال دراسة الماجستير في المستقبل القريب”.

وفرض “التحالف” منذ بدء عملياته، حصاراً بحرياً وجوياً على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. إلا أن الحركة في مطار صنعاء تواصلت بشكل محدود، واقتصرت على رحلات لمنظمات إنسانية وللأمم المتحدة، وأُخْـرَى لشركة الخطوط اليمنية (إلى عُمان والأردن ونيروبي)، علماً أن طائرات الشركة كانت تخضع للتفتيش في السعودية.

وأوقف التحالف حركة الملاحة المدنية من المطار وإليه بشكل كامل منذ أغسطس، مع استئنافه الغارات الجوية على صنعاء ومحيطها إثر تعليق مشاورات سلام بين أطراف النزاع أقيمت في الكويت برعاية الأُمَم المتحدة.

ويقول المدير العام للمطار خالد الشايف: “المطار مغلق منذ شهرين وأبلغت دول العدوان أن المطار مغلق لـ 72 ساعة. تجددت الفترة 72 ساعة أُخْرَى وأغلق المطار من يومها حتى هذه اللحظة”.

ويضيف لفرانس برس “هناك حالاتٌ إنسانية بالآلاف: مرضى وطلاب ومغتربون” لا يستطيعون السفر، و”حالات إنسانية كثيرة جداً عانت من هذا الإجراء سواء من العالقين في مطارات أخرى أَوْ الحالات المرضية والانسانية الموجودة في الداخل”.

ويتحدث المدير العام للنقل الجوي مازن الصوفي عن “أضرار كبيرة جداً” جراء وقف حركة المطار.

ويوضح “هناك الآن العديد من العالقين. تجاوز العدد 20 ألفَ يمني خارج البلاد يريدون العودة إلى اليمن. هؤلاء لا يستطيعون الآن مواجَهة نفقات المعيشة” في الدول التي يتواجدون فيها.

ويضيف “هناك أيضاً العديد من الحالات المرضية المستعصية التي تحدث يومياً؛ بسبب الحصار على مطار صنعاء الدولي”، و”هناك العديد من الطلاب الذين فقدوا مدارسهم ولم يلتحقوا بجامعاتهم”.

وكان منسق الأُمَم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جايمي ماكغولدريك دعا أخيراً “كل الأطراف إلى السماح للرحلات باستئناف نشاطها إلى صنعاء ليتمكن الناس من نيل راحة يحتاجونها بشدة”.

وانعكست الأضرارُ في البُنية التحتية للمطار على عملية إيصال المساعدات الإنسانية.

ويؤكد نائبُ مدير برنامج الأغذية العالمي في اليمن، أدهم مسلم، وجود “صعوبات كثيرة” لإيصال المساعدات، “تبدأ بالتصاريح الأمنية والتأخير في شراء المواد الغذائية وإدخالها عبر البحر والموانئ، (وتمتدُّ) إلى الطرُق والجسور المدمرة، وعدم إمكانية الوصول إلى كافة المناطق”.

ويوضح أنه على سبيل المثال “لنحصلَ على المواد الغذائية من الشراء حتى تصل إلى اليمن، نحتاج إلى 4 أَوْ 5 شهور”.

——-

* عن وكالة فرانس برس- بتصرُّف يسير.

You might also like