موقع أمريكي: الخلفيات والأهداف وراء العدوان الأمريكي الأخير على اليمن
متابعات../
تناول موقع وورلد سوشاليست الامريكي اليوم السبت تداعيات الاعتداء الامريكي الاخير على اليمن والسبب وراء هذا الاعتداء.
حيث قال الموقع على لسان الكاتب “بيل فان اوكين”: مع اطلاق البحرية الامريكية عدد من صواريخ كروز من طراز توماهوك على أهداف على ساحل البحر الأحمر اليمني في وقت مبكر من الخميس المنصرم، شرعت واشنطن في تصعيد كبير آخر من حملة تصاعد العدوان العسكري والتي تهدف بدورها إلى فرض الهيمنة الإمبريالية الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وحول العالم.
وقال المويع: فالهجوم ضد اليمن ليس سوى جبهة واحدة في العمليات العسكرية التي تمتد من أفغانستان إلى العراق وسوريا وقد تم تنفيذه دون أي نقاش علني، أو حتى التظاهر في الحصول على موافقة من الشعب الأمريكي، ومع الانتخابات الأمركية التي لم يبق لها الا أقل من شهر، وسائل الإعلام الامريكية لم تظهر أدنى ميل لتحويل التدهور في السياسة الامريكية وخاصة بعد فضيحة المتاجرة التي هيمنت على كلتا الحملتين التي يشنها المرشحين ترامب وكلينتون لمناقشة الآثار المترتبة على العمل العسكري الذي يمكن ان يجر العالم باسره إلى حرب إقليمية وحتى عالمية كبرى.
وأضاف الموقع: فقد وافق الرئيس باراك أوباما على الضربات الصاروخية، لكنه لم ينوه الى ذلك بخطاب علني حول هذا الامر بل أنه لم يصدر أي توضيح مكتوب روتيني للهجوم الأمريكي، بينما قدمت وزارة الدفاع الأمريكية التفسير الامريكي الوحيد عن الهجمات الصاروخية على اليمن، بدعوى أنها تمثل “الضربات الدفاع عن النفس المحدودة التي أجريت لحماية موظفينا والسفن لدينا وحرية الملاحة في هذا الممر البحري المهم.”
وأردف الموقع قائلاً: ووفقا لرواية الجيش الأمريكي، كان استهداف الأراضي اليمنية استجابة لحادثين منفصلين التي أطلقت فيهما الصواريخ من اليمن على “يو اس اس ميسون”، وهي جزء من ثلاث مركبات الأسطول البحري الامريكي الذي يقوم بدوريات في باب المندب المضيق والممر الاستراتيجي والذي يفصل شبه الجزيرة العربية من القرن الأفريقي ويربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي.
وقال الموقع حول المضيق: ويتم شحن حوالي 4.7 مليون برميل من النفط يوميا عبر المضيق في العام الماضي، وكثير منها كانت متجهة إلى الصين، جنبا إلى جنب مع 40 في المئة من التجارة البحرية العالمية، ويتم تحديد هذا من قبل الإمبريالية الأمريكية التي تسعى لإقامة سيطرتها على الممر المائي الضيق باعتباره ممرا تسعى امريكا لاستخدامه ضد خصومها.
وحول المجزرة السعودية الاخيرة التي ارتكبتها السعودية بدعم امريكي قال الموقع: السعودية التي تشن حملة القصف الوحشية ضد اليمن منذ مارس 2015، وهي مسؤولة عن حصة الأسد من وفيات ابناء اليمن والتي بلغت حسب أخر التقديرات بحوالي10000 منذ ذلك الحين، ناهيك عن الضربات الصاروخية التي شنت يوم الخميس المنصرم وهو أول هجوم أمريكي مباشر على أهداف مرتبطة بالحكومة، بينما وفرت وزارة الدفاع الأمريكية الدعم اللوجستي والاستخباراتي للسعودية، بما في ذلك إعادة التزود بالوقود الجوي للطائرات، والتي بدونها ستكون الحملة السعودية القاتلة على اليمن أمراً مستحيلا، وعلاوة على ذلك، ضخت الولايات المتحدة مبالغ ضخمة تجاوزت عتبة الـ 115 مليار دولار امريكي في الأسلحة إلى السعودية منذ تولي أوباما منصبه، هذا الاسلحة التي أسقطت قنابل وصواريخ على المنازل اليمنية والمدارس والمستشفيات.
وقال الموقع: ومع ذلك، فقد أعربت إدارة أوباما مؤخرا تحفظاتها الخفيفة حول هذه المذبحة، مما يشير إلى أن امريكا قد تقلل تدخلها، بينما الهجوم الصاروخي ينفي حيث يدل هذا الهجوم على أن امريكا تعمل على رسم دور كبير وأكثر مباشرة لها في هذه الحرب.
وتابع الموقع بالقول: وبينما اتخذت الهجمات الصاروخية على البحرية الأمريكية حجة لشرعنة الهجوم الامريكي والسؤال الذي يجب التعامل معه هو ان هنالك شكوك سابقة للاشتباكات العسكرية الملفقة في البحر والتي تستخدم كذريعة للتصعيد الكبير من قبل العسكرية الأمريكية، فلن يغيب عن الاذهان في عام 1964، استدعاء الهجوم المفترض من قبل الزوارق الحربية الفيتنامية الشمالية على سفينة حربية أمريكية في خليج تونكين والتي كانت الأساس المنطقي المفترض لتمرير قرار خليج تونكين.
وأردف الموقع: الدليل الرئيسي المفترض الوحيد والذي استشهدت به واشنطن لمشاركة الحوثيين في هجمات صاروخية مزعومة يقف وراء لائحة الاتهام للإمبريالية الأمريكية نفسها، وقد تم الإبلاغ عن الهجمات المزعومة في أعقاب 8 أكتوبر للقصف الوحشي للجنازة من قبل الطائرات الحربية السعودية التي حصدت 155 قتيلا على الاقل وتركت 500 آخرين بجروح، فلقد كانت شظايا القنابل التي تزن 500 رطل تستخدم لمذبحة المشيعين، الذين كان من بينهم كبار المسؤولين في السلطة الحاكمة ناهيك عن العدد الكبير للأطفال، هذه الاسلحة التي زودت امريكا السعودية بها، فامريكا لم ولن تشعر بالذنب وذلك لانها هي الإمبريالية نفسها فيما يتعلق بجرائم الحرب التي نفذت في الدوري مع الملكيات الاستبدادية النفطية من الخليج ضد واحدة من أفقر الدول على وجه الكوكب، فكانت النتائج الكارثية للعدوان السعودي الامريكي عل اليمن هو أن تم تدمير نصف البنى التحتية للبلاد، وترك 14 مليون نسمة، أي أكثر من نصف سكان البلاد، يعانون من الجوع.
واستطرد الموقع قائلاً: لقد كشفت هذه الحرب الإجرامية كل ذريعة تستخدمها واشنطن لتبرير تدخلاتها في الشرق الأوسط، من ما تسميه امريكا “الحرب على الإرهاب” إلى الكذبة الكبرى التي تدعيها واشنطن وهي “حقوق الإنسان”، كما هو الحال في اليمن، وذلك في العراق وليبيا وسوريا، وشنت التدخلات الأمريكية لتأمين الهيمنة الجغرافية الاستراتيجية والاستعداد لمواجهات تعبر بالنسبة للامبريالية الامريكية بأنها الأكثر خطورة مع روسيا والصين، التهديد في خضم هذه الصراعات المنفصلة، جنبا إلى جنب مع تلك الصراعات النامية في أوروبا الشرقية وبحر الصين الجنوبي، والتي سوف تتجمع في حرب عالمية ثالثة تنمو في كل ساعة.
واختتم الموقع بالقول: ودون اي صراع سياسي مصمم على توحيد الطبقة العاملة في المعركة ضد الحرب ومصدره، النظام الرأسمالي الامريكي يمثل هذه الكارثة العالمية والتي باتت الان أمر لا مفر منه، فمؤتمر “الاشتراكية مقابل الرأسمالية والحرب” المحتجز لدى الحزب الاشتراكي للمساواة في ديترويت في 5 تشرين الثاني سيكون خطوة حاسمة في الكفاح من أجل بناء مثل هذه الحركة، ويدعو الموقع الاشتراكي العالمي جميع قرائه وجميع أولئك الذين يسعون بأي وسيلة حقيقية معارضة الحرب على التسجيل للحضور اليوم.
*الوقت التحليلي