21 سبتمبر.. ثورة مستمرة لمواجهة العُـدْوَان وإقامة الدولة العادلة
أسماء يحيى الشامي
إن لكلِّ ثورَةٍ في هذا العالم مقوماتٍ وأَهْدَافاً تنطلق من خلالها وتكون الظروفُ مهيأة لتغيير وخلق واقع جديد..
وفي ظل إرهاصات مرّت بها المنطقَة في عالمنا العربي تحت مسمى ثورات الربيع العربي الذي شكّك الكثير في حقيقتها وأنها من صنيعة ودعم دول الاستكبار ودول إقْليْمية، وهذا جزء من الحقيقة وقد نتفق معه ولكن لا يعني أن هناك تحركاتٍ شعبيّة وكانت الأرضية مهيئة لإقامة الثورات في عالمنا العربي.
حيث نجد أن كثيراً من الحركات الثورية الذي تحركت تم استغلالُها وتوجيهها من قبل دول الاستكبار ودول في المنطقَة وأَصْبَـحوا ألعوبةً بين أيديهم تنفذ مشاريعهم، وهذا يرجع للأَسْبَـاب منها غياب القيادة ووعيها وعدم وجود مشروع ثوري متكامل لإدارة المرحلة وقيادة الشَّـعْـب نحو التغيير.
وهذا ما حدث في الـيَـمَـن 11 فبراير عندما تحرك الشَّـعْـب لإسْقَاط النظام، ولكن هذا التحرك تم استغلاله وتوظيفه من قبل الأَحْـزَاب السياسية وتجار الحروب ومراكز النفوذ الذي استغلوا الثورَة الشبابية لغياب المشروع الثوري الواضح المعالم وعدم وجود قياده للثورَة صادقة ومخلصه وتملك المشروع الثوري المتكامل..
وكان ما كان حتى وصول الإخْـوَان المسلمين بدعم ودولي والتدخل الأجنبي وحدث ما حدث حتى تم تسليم السلطَة إلى الفار هادي الذي هو صنيعة الغرب ودول إقْليْمية وعلى رأسها العدو السعودي..
ولكن وفي ظل هذه الظروف وإدراك أبعاد أَهْدَاف المشروع الأَمريكي في الـيَـمَـن ومخطط التقسيم والذي كان الإخْـوَان المسلمين وشركاؤهم لهم يد في تنفيذ المخطط..
هنا كان الثوار الحقيقيون الذين ثبتوا في الساحات وَرفضوا أن يكونوا ألعوبةً بيد الخارج واستمروا في خيارهم الثوري ومنهم مكون أَنْصَـار الله.. كانوا يدركون خطورة المرحلة وإبعاد المخطط الأَمريكي السعودي في الـيَـمَـن.
فكانت ثورة 21 سبتمبر الذي تمثل إرَادَة الشَّـعْـب الحقيقية وتلبي طموحاته وأَصْبَـح للثوار قيادة موحدة متمثلة بقائدِ الثورَة السيد عَبدالملك الحوثي حفظه الله الذي كان صادقا ومخلصاً لهذا الشَّـعْـب وثورته الحقة والذي تم إسْقَاط رموز الفساد وتجار الحروب ومنهم المجرم على محسن وسقوط الإخْـوَان المسلمين..
ولكون الثورَة استمرت وتم تصحيح المسار الثوري ووجدت لها قيادة هنا أدرك الغرب وأَدَوَاته في المنطقَة أن هناك خطرا على عملائهم ومشروعهم في تقسيم الـيَـمَـن فحاولوا إجهاض الثورَة وشيطنتها والتآمر عليها ولكن كُلّ ذلك باء بالفشل وانتصرت إرَادَة الشَّـعْـب وتم إفشال المؤامرة الإقْليْمية والأَمريكية في الـيَـمَـن وهروب عملائهم إلى الخارج..
وبالتالي وما نلاحظه من عُـدْوَان على الـيَـمَـن من قبل العدو السعودي الأَمريكي استهدف كُلّ مقومات الحياة مع الحصار الخانق هو نتاجُ ثورة 21 سبتمبر ومحاولة كسر إرَادَة الشَّـعْـب الذي صحح مسار الثورَة وHسقط المشروع السعودي الأَمريكي في الـيَـمَـن.
فكيف لا تتآمر دول الاستكبار وأَدَوَاتها في المنطقَة على ثورة 21 سبتمبر الذي نحتفل هذه الأَيَّـام بالذكرى الثانية لها والذي كان من أهم أَهْدَافها التحرّر من الوصاية الدولية ورفض التبعية الإقليمية..
مما يجعلنا على يقين بسلامة الثورَة وشرعيتها وأنها كانت وما زالت هي المسار الصحيح الذي هي بداية لتأسيس دولة عادلة تصان فيها الحقوق ويتحقق العدل ويستفيد الشَّـعْـب من خيرات الأرض الطيبة الذي نهبها الفاسدون ودول الاستكبار وأَدَوَاتها في المنطقَة..
وفي هذه الذكرى الذي يجب أن تخلد في صفحات التأريخ وأن تدرس، يظهر قائد الثورَة في خطابه الجماهيري ويؤكد بأن ثورَة 21 سبتمبر وأَهْدَافها ما زالت مستمرة وأنه يجب إحياء الحس الثوري بشكل مستمر حتى تتحقق الأَهْدَاف الكبرى وان ثورتنا ما زالت مستمرة في مواجهة العُـدْوَان والتحرك المستمر في بناء دولة عادلة..
هنا تكون مسؤوليتنا كثوار وشعبٍ حدد خياراته في مواجهة العُـدْوَان واستكمال الخيار الثوري؛ لأنه الضمانة الحقيقية لنهوض الشَّـعْـب الـيَـمَـني على المستوى الوطني والعالمي، وما تآمر المجتمع الدولي وصمته من العُـدْوَان السعودي الأَمريكي إلَّا جزء لاستكمال مؤامرة إجهاض ثورة 21 سبتمبر الذي سوف يتعلم شعوب المنطقَة وثوارها الدروس والعبر وتكون مدرسة ومنهج يستفيد منها أحرار العالم.