قراصنةُ الجوّ
قراصنةُ الجوّ
حَلَّ العيدُ والآلافُ من المواطنين عالقون في مختلف مطارات العالم بسبب صلف العُـدْوَان السعودي وضعف ووهن الأُمَـم المتحدة ومجلس الأمن وغياب أي دور فعال لمنظمات حقوق الإنْسَـان العالمية، فلا مبرر يتكئ هذه المرة عليه العدو لتشديد حصاره على مطار صنعاء الدولي وإيقاف حركة الملاحة فيه منذ التاسع من أغسطس الماضي، ولا حجة لذلك العدو إلّا الامعان في مضاعفة معاناة اليمنيين وحرمانهم من حق أصيل من حقوق الإنْسَـان في التنقل بحرية في الداخل والخارج، إلّا إذا كان العدو يحاول أن يمنح نفسَه نصراً غير أَخْـلَاقي على حساب الآلاف من المرضي والنساء والأَطْفَـال العالقين منذ شهر في مختلف دول العالم ليغطي الانتكاسات التي يواجِهُها يوماً بعد آخر في مختلف الجبهات.
وللعلم ما يمارسه العدو من قرصنة جوية منذ بدأ العُـدْوَان لم تكن الأولى ولا الأخيرة إلّا في حالة إيْقَـاف احْتكَار الأَجْوَاء اليمنية وإنهاء حالة الوصاية غير المعلنة التي بدأت في نهاية سبعينيات القرن الماضي من خلال دخول آل سعود في شراكة مع اليمن في الخطوط الجوية اليمنية “شركة اليمنية للطيران 51% لليمن و49% للسعودية”، ولذات السبب منح آل سعود أنفسهم حق احْتكَار الأَجْوَاء وحرمان اليمن من عشرات الفرص الاستثمارية في هذا المجال العام، فعلى مدى العامين وقفت دولة العدو السعودي حجرة عثرة أَمَـام انشاء 11 شركة طيران محلية منها طيران دولي وأُخْـرَى للعمل في النقل بين مطارات الجمهورية.
هذه الدولة المارقة التي دمّرت قطاع الطيران اليمني وكبدت اليمن ما يزيد عن 500 مليون دولار خلال الفترة الماضية بسبب توقف حركة 25 شركة عالمية للطيران هيا نفسها من وقفت وراء عملية الطرود الإرْهَـابية التي بسببها تم حظر الطيران اليمني من قبل عدد من دول العالم.
فالقرصنة الجوية التي يمارسها العدو على المطارات اليمنية لم تكن وليدة اليوم وإنما تعود إلى عقود زمنية ولكنها أضحت اليوم كانت سرية وانتقلت إلى علنية وَأضحى لجوء العدو إليها تعكس انكسار العدو وسقوطه الأَخْـلَاقي.
عيدكم مبارك وكل عام وأنتم والوطن بألف خير.