كل ما يجري من حولك

بالتزامن مع أسبوع الصرخة، الإعلام الحربي يكشف: أمريكا تشارك في العدوان على اليمن عسكرياً ولا تحارب الإرهاب كما تدعي!

483

صارم الدين مفضل
في واحدة من العمليات النوعية التي شهدتها جبهات القتال مؤخراً على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية؛ أعلن نهاية الأسبوع الماضي عن ضبط وثائق رسمية خاصة بأحد الجنود الأمريكيين ضمن مخلفات وبقايا مرتزقة العدوان داخل الأراضي اليمنية.
حيث وزّع الإعلام الحربي الجمعة الماضية [29 يوليو] صوراَ التقطها، في إحدى جبهات القتال –لم يفصح عنها- لوثائق رسمية تخص جندي أمريكي، عبارة عن جواز سفر وبطاقة هوية وبوليصة تأمين على الحياة، باسم “تايلور ناثانيل” مواليد 20 اغسطس 1985م من ولاية “فلوريدا”.

يأتي هذا الإنجاز الهام ضمن الانتصارات النوعية التي حققها ويحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، والذي يكشف للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي حقيقة مشاركة الجنود الأمريكيين إلى جانب ميليشيات الفار هادي وعناصر ما يسمّى بتنظيم القاعدة وداعش، وهو ما يؤكد -بما لا يدع مجالاً للشك- أن الإدارة الأمريكية دأبت على الكذب عندما نفت –أكثر من مرة- مشاركتها العسكرية المباشرة في العدوان على اليمن، وكذب ادعائها باقتصار تواجد جنودها ضمن خطة ما يُسمّى بـ”الحرب على الإرهاب”!
وهذا ما يفسر التعتيم الشديد والتكتم الأشد من قبل وسائل إعلام العدوان السعودي الأمريكي على حجم الخسائر الأمريكية سواء في الجنود أو في العتاد، وعدم التعاطي معها لا بالنفي ولا بالاثبات، فرغم مرور ما يقارب أسبوع من توزيع الإعلام الحربي لهذه المادة ونشرها في أغلب المواقع الإخبارية اليمنية وبعض المواقع الناطقة بالانجليزية، إلا أن وسائل إعلام العدوان لم تشر إليها لا من قريب ولا من بعيد، وفقاً لسياسة التضليل الإعلامي الذي تمارسه الإدارة الأمريكية ووسائل إعلامها بقصد إخفاء الحقائق وتضليل الرأي العام في أمريكا والعالم.

فخبر بهذا الحجم لم يكن ليتجاهله الأمريكي حتى على فرض أنه مجرد ادعاء، ما بالك وقد جاء معززاً بكل هذه الوثائق التي تم توزيعها قبل حوالى أسبوع!
لكن الإدارة الأمريكية –بمن يمثلها في إدارة ملف العدوان على اليمن من مسئولين وضباط وعناصر استخبارات- تدرك أن التعاطي مع مثل هذا الخبر وبأي شكل من الأشكال في هذا التوقيت الحساس، الذي يحتدم فيه صراع مرشحي الحزبين الحاكمين (الديمقراطي والجمهوري) استعداداً لإجراء الانتخابات الرئاسية، سيؤدي لفتح باب هي في غنى عنه، في ظل فشلها بمزعوم حربها على “الإرهاب”!

في منطقتنا العربية فإن تكشف كل هذه الحقائق خلال ست أو سبع سنوات فقط بما تخللها من صراعات داخلية وعمليات وحشية في أكثر من بلد عربي، انتهت بالعدوان الأمريكي المباشر على اليمن ودعم الجماعات المسلحة (المصنفة إرهابية) كما في سوريا، وغيرها من الوقائع والأحداث في بلدان عربية أخرى؛ كان شيئاً مهماً بالنسبة لشعوب المنطقة التي تعزز لديها الوعي بخطورة السياسات الأمريكية وصارت تؤمن بضرورة التحرك في مواجهة الأمريكي والاسرائيلي وأدواتهما في الداخل.

الوثائق الأمريكية في أسبوع الصرخة
يأتي الإعلان عن هذه الوثائق الهامة بالتزامن أيضاً مع انطلاق فعاليات أسبوع الصرخة في وجه المستكبرين التي دشنت يوم الثلاثاء قبل الماضي [26 يوليو] واستمرت حتى اليوم، وتعنى في مجملها بإبراز الصرخة التي أطلقها السيد المؤسس حسين بدرالدين الحوثي –رضوان الله عليه- عام 2001م وصارت شعاراً لأتباع الثقافة القرآنية بما يتضمنه من سلاح وموقف في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي ممثلة بأمريكا وإسرائيل، والتي هتف بها السيد حسين وسجلها بصوته ليتردد صاداها من بعده في كل مكان، وتتضمن الكلمات التالية: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، ويتم إحياء هذه الذكرى بالعديد من الأنشطة والفعاليات لمدة أسبوع في نفس هذه الفترة من كل عام.

والحقيقة أنه لم يكن لسياسات الهيمنة والسيطرة والاستكبار الصهيوأمريكي أن تتم وتنفذ على أرض الواقع لتصل إلى ما وصلت إليه لولا استلاب قيمنا ومبادئنا الإسلامية وإفراغ القرآن الكريم من المضامين الإيمانية والعملية والجهادية طوال قرون مضت، ولولا تعزيز الفرقة والانقسام والاقتتال الداخلي بين أبناء الأمة بواسطة الأدوات المخابراتية المسمّاة بـ(الوهابية) و(القاعدة) و(تنظيم الدولة داعش)- التي تتعمد الإساءة للإسلام من جانب واستباحة دماء المسلمين بأبشع الطرق وحشية من جانب آخر!

ومن هنا تأتي أهمية المشروع القرآني الذي طرحه السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- في محاضراته قبل أكثر من عقد ونصف من الزمن، وقدّم من خلالها منهجاً ثقافياً وعملياً متكاملاً، يقوم على القراءة الصحيحة للقرآن الكريم والتحرك الجاد والمسئول وفق توجيهاته والاستفادة من منهجيته وأساليبه في معالجة مكامن الخلل والضعف داخل الأمة، والتي استطاع رضوان الله عليه تحليلها وتشخيصها بدقة.

أخيراً تجدر الإشارة إلى أن الصرخة التي أطلقها السيد حسين رضوان الله عليه كان لها دور كبير ومحوري في إحياء ثقافة الجهاد والاستشهاد في نفوس الناس، وتحويلها إلى واقع عملي في حياتهم، ساعده في ذلك تركيزه الكبير –قولاً وعملاً- على شد الناس إلى الله تعالى وترسيخ الثقة بوعده وربطهم بالقرآن الكريم الذي كشف لهم طبيعة العدو وفضح أساليبه وخداعه في تضليل الناس والسيطرة عليهم دون أدنى مقاومة، وهذا ما يحصل لمن رفضوا فكر ومشروع السيد حسين وحاولوا القضاء عليه في مهده، إلا أن الله سبحانه وتعالى أراد له النجاح والاستمرار ليقضي من خلاله وعداً كان مفعولا، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

You might also like