#الصراري كربلاء العصر
بقلم / أحمد علي الجنيد
إن ماتعاني منه قرية الصراري من إعتداء ظالم وحقد أسود قاتم وفرض حصار جائر وخانق على تلك القرى والمناطق وصولا الى ماحدث ومازال يحدث في هذه المناطق من إبادة جماعية وتصفية عرقية لا مبرر لها ولا شرع ولا دين ولا ملة من قبل تلك العصابات والمرتزقة الظلامية المتعددة والمتشددة والحزبية الخائنة للوطن والمنشئة للفتن ؛ ألا وهي عصابات الذبح والسحل والتمثيل بكل بدن .
يا لها من مأساة يرثى لها ويالها من قرية أصبحت فريسة للعدوان ومشتعلة بالنيران تنهشها ذئاب حاقدة وتحيطها نار متوقدة من كل الجهات ، حقا هي كربلاء العصر ، فقد تعددت وتنوعت فيها المجازر والنكبات التي تتعرض لها هذه القرية الصغيرة والأرض المنيرة للممارسة بحقهم أشد أساليب الترهيب والتعذيب ؛ ومازالت هذة الممارسات العدوانية من داعش والقاعدة بعد حصار استمر لمدة مايقارب أكثر من عام ونصف لامواد غذائية تصل إليهم ولا دخول أو خروج من أبناء المنطقة ، بل إن من يجدون في بطاقتة لقب الجنيد
دعونا نتذكر تلك المأساة الكربلائية وتفاصيلها ولنقارنها بمأساة الصراري والتي لا إختلاف بينهما سوى فارق الزمن ، فإن التأريخ يعيد نفسه فآل الجنيد هم حسينيون العصر ، وقرية الصراري هي كربلاء العصر ؛ كيف لا وأبناء رسول الله قد سفكت دماؤهم ونحرت رقابهم وتقطعت أبدانهم على أيدي أحفاد معاوية .
وهاهم اليوم يحرقون بنيرانهم كل الجثث و المنازل وقاموا بنبش ضريح شيخ العلم الشيخ / جمال الدين في قلب الصراري ، فتلك المشنقة التي وضعوها في وسط القرية ياترى لمن ؟ ولماذا ؟ هل ستكون نصيب الشيوخ أم نصيب الأطفال ؟
لا يخفى علينا جميعا أن هذا الزمن زمن كشف الحقائق وإنفتاح المغالق وهذة حقيقة يجب أن لا تنسى ؛ ألا وهي أن مسلموا الأمس هم مسلموا اليوم ، ويهود الأمس هم يهود اليوم ، وعلى الجميع أن لا ينسى أصلة ؛ فأبناء وأحفاد رسول الله يعرفوا أنفسهم ويعرفهم الناس أجمعين و أبناء وأحفاد معاوية يعرفوا أنفسهم أيضا ؛ وكما تعلمون ( إذا غابت الأصول دلتكم الأفعال ) فـ لنتمعن ولنخاطب أنفسنا قليلا ولنتسائل عن أفعال أطراف الصراع مهما كان وأيا كان ، وسنعرف كل طرف من يمثل من أجداده ولمن ينتمي سواء بالقيم أو بلأخلاق أو بالأعراف أو بالقوانين أو بالعادات أو بالتقاليد او إلخ … ، ( فكل إناء بما فيه ينضح ) حتما سنجد الأفعال تدل على الأصول و سنعرف جميعا أين الحق وأين الباطل ومن هم أولياء الله ومن هم أعداؤه .
صبرا آل الجنيد ، صبرا يامن تذبحون وتسحلون بكل شارع ، صبرا يامن نلتم شرف الدفاع عن العرض والشرف ثم الوطن فقد فارقتم الدنيا وأنتم واقفون لا راكعون فكل ذلك في سبيل الله ، فــ والله ماضاقت بكم الدنيا بمشقاتها إلا أتسعت لكم الجنة بنعيمها وخيراتها ، فهنيئا لكم أيها الشهداء لقد فزتم وها أنتم في عليين ، فأنتم السابقون ونحن اللاحقون إن شاء الله ،