كل ما يجري من حولك

استطلاع يكشف أهداف التصعيد الأخير من قبل الغزاة ومَـوَاليهم

575

شكّل الانتصارُ الكبيرُ لأَبْطَـال الجيش واللجان الشعبية في جبهة حرض وميدي خلال الأيام الماضية، صفعةً قويةً لتحالف العُـدْوَان السعودي الأمريكي، فالهزيمةُ كانت درساً قاسياً ومؤلماً للغزاة والمرتزقة.

وأثبت الوقائع عن قدرات فائقة للجيش واللجان في التصدّي للغزاة وتأديبهم، وذلك في معركة واسعة سيتم تدوينُها في كُتُب التَأريخ وسوف تدرس في كليات ومناهج العالم، كما يرى مراقبون.

ويرى السياسي البارز عَبدالله سلام الحكيمي أن التصعيد العسكري من قبل العُـدْوَان مؤخراً والتحشيدات والقصف براً وبحراً في الحدود وفي العمق هدفُه تشكيلُ ضغوط على المفاوضات في ظل عدم قدرة العُـدْوَان طوال عام ونصف عام، عن تحقيق مكسب كبير في الميدان، فحاول التعويضُ بتصعيد عُـدْوَانه لتحسين الموقف التفاوضي لمرتزقته وإجبار الجانب الوطني على القبول بالعرض السعودي والتوقيع على اتفاقه على أَرَاضيها.

والتصعيدُ المضاد من قبل الجيش واللجان الشعبية- بحسب الحكيمي- الذي تحدث لصحيفة “صدى المسيرة” هدفه توجيه ضربات داخل العمق السعودي أي من الكتف الذي يؤلم العُـدْوَان كرد فعل لتصعيده من ناحية ولتعزيز مكاسبه الواضحة في مقاومة العُـدْوَان والحيلولة دون تمكين العُـدْوَان من الحصول بالمفاوضات ما عجز عن تحقيقه في الميدان.

ويضيف الحكيمي قائلاً: “الجانب الوطني يتخذ الآن استراتيجية النفس الطويل بهدف استنزاف طاقات العُـدْوَان وموارده وقواه لأطول فترة ممكنة حتى يجبر على وقف عُـدْوَانه أَوْ يواجه انهياراً اقتصادياً يعقبه انهيار سياسي.

لطف الجرموزي
المهندس لطف الجرموزي

من جانبه يرى المهندس لطف الجرموزي رئيس الدائرة السياسية لحزب الأُمَّـة أن عودةَ التصعيد العسكري إلَـى الحدود له دلالاته وأسبابه، فهو أولاً بسبب عدم التزام الطرف السعودي بالتفاهمات التي دارت مع أَنْصَـار الله، وأبرزها التهدئة ووقف الغارات الجوية؛ تمهيداً لوقف شامل للعُـدْوَان والحصار، وعندما لم يحصل الالتزام ورداً على استمرَار الخروقات والغارات الجوية أَصْبَـح لزاماً على الجيش واللجان الشعبية الرد المناسب، وحيث أن الطرف المعتدي لم يُبْــدِ أَيَّةَ نوايا حسنة ولا زال التحشيد ومحاولات الزحف في معظم الجبهات، وأَصْبَـح من غير المعقول الاستمرَار في التهدئة من طرف واحد.

وقال الجرموزي لـ “صدى المسيرة”: إن الجيش الـيَـمَـني سطّر أروع الملاحم البطولية بصمودٍ واستبسالٍ منقطع النظير قياساً بفارق الإمْكانات والغطاء الجوي والبحري الذي يمتلكُه الطرف المعتدي وحجم وكم الإنفاق وشراء ذمم المرتزقة والزج بهم إلَـى حيثُ اللاعودة، لكن الإيمان بالقضية التي يدافع عنها أَبْطَـال الجيش واللجان الشعبية والتلاحم مع المجتمع المناهض للعُـدْوَان كانا وبتوفيق الله سبب وسر ذلك الصمود الأسطوري الذي أفشل مُخَطّطات دول العُـدْوَان.

أما الاستاذة آمال الثور رئيسة حزب الربيع العربي فترى أن عدمَ توصل المتحاورين إلَـى أي حل سلمي في مؤتمر الكويت وللمرة الثانية بعد فشل جنيف 1 وجنيف 2 وبعد أن أبدى الطرف الـيَـمَـني حُسن النية وأوقف إطْلاق النار و الانسحاب من الحدود لتهيئة الجو للمتحاورين لإنجاح الحوار والذي لم يثبت الطرف الآخر “طرف السعودية” وهادي أي حُسن نية أَوْ وقف لإطلاق النار ولم يلتزموا بأية هدنة صدرت من قبل اﻷمم المتحدة واستمرت الغارات على محافظات الجمهورية إلى يومنا هذا، مرتكبة مجازرَ متعددةً وفي ظل صمت دولي وتواطؤ أُمَــمي، كُلّ هذا أدى بالجيش واللجان الشعبية للعودة إلى إشعال المواجهات في الحدود.

وأضافت آمال الثور أن الجيش واللجان يقومون ببطولات منقطعة النظير في كُلّ الجبهات وبمعنويات مرتفعة وأثبتوا للعالم أن الـيَـمَـني أقوى المقاتلين وعلى الرغم من قلّة الإمْكانيات إلّا أن المقاتَل الـيَـمَـني سطر أروع معالم البطولة والصمود، وواجه أعتى وأبشع عُـدْوَان شهده الـيَـمَـن عبر التَّأريخ.

الكاتب والإعلامي نايف حيدان يرى أن السعودية تورطت بعُـدْوَانها على الـيَـمَـن بعد إغرائها من قبل العملاء والمرتزقة بأن القضاء على أَنْصَـار الله لن يأخُذَ وقتاً ولن يتجاوز العشرة أيام.

ويزيد حيدان لـ “صدى المسيرة” قائلاً: “وبعد أن صُدمت السعودية بالصمودِ والثبات والتكتيكات العسكرية التي يمتلكها أَبْطَـالُ الجيش واللجان الشعبية بدأت تتوسّل السلام وترسل الوسطاء لإيقاف توغُّل الجيش واللجان الشعبية في الأَرَاضي الـيَـمَـنية المغتصبة، وأرادت حواراً صورياً يخرجها من هذه الورطة ولو بانتصار زائف، لكن غباءَها أرغمها على مواصِلة العُـدْوَان على الـيَـمَـن ودعم المرتزقة عسى أن تحقق شيئاً من الانتصار في الميدان، وقد حاولت بكل إمْكاناتها كسْبَ الوقت لتمزيق الجبهة الداخلية ليسهل لها أي انتصار هنا أَوْ هناك خلال هذه المفاوضات”.

جيزان-نجران-عسير

ويواصل حيدان قائلاً: “استمرَارُ العُـدْوَان على الـيَـمَـن رغم إيقاف الرد من قبل الجيش واللجان الشعبية في جبهات الحدود وتقديم التنازلات أغرى السعودية وجعلها تطمع بتنازلات أكثرَ لتظهر منتصرة ويظهر الـيَـمَـن مستسلم مهزوم، وهذا طبعا لن يتقبله لا الشارع الـيَـمَـني ولا قيادة الثورة وباستمرَار العُـدْوَان واستهداف المواطنين في ظل المفاوضات جعل أَبْطَـال الحيش واللجان الشعبية مضطرين للرد وإرسال الصواريخ التي أوجعت السعودية وأرغمها على التوسل لإيقافها والقبول بالمفاوضات فعادت جبهات الحدود تشتعل من جديد وعادت الصواريخ لدك معسكرات العدو ومقراته”.

ويضيف حيدان: “وما شاهدناه بالأمس من تنكيل ومحرقة للمرتزقة في جبهة حرض بحجة إلّا نقطة من الاستعدادات والجهوزية التي يتمتع بها الجيش واللجان الشعبية لمواجهة أي تفكير أحمق من الغزاة والمرتزقة لاحتلال أَرَاضينا”.

عودةُ المواجهات في جبهات ما وراء الحدود بنظري هي الحل الأفضل لكسر غرور وأطماع مملكة الشر والمفاوضات يجب أن تكون بفوهات البنادق وفي عقر دار العدو.

العدو الغبي عندما وجد تنازلاتٍ وإيقافَ المواجهات في الحدود قرأها بالمقلوب وظن أن هذا ضعف واستسلام واستمر في عُـدْوَانه وتمادى في جرائمه، فكان الرد على هذا الفهم المغلوط بصوت زلزال 3 وبسواعد الأَبْطَـال في حرض وميدي وفي تصريحات القيادات الوطنية التي صدمت العدو وجعلته يعيدُ حساباته في التفكير باستمرَار العُـدْوَان وسنسمع صراخهم عما قريب وتوسُّلهم مجدداً لإيقاف الصواريخ التي سبق وطلبوا إيقافها مقابل إيقاف الغارات.

You might also like