محمد عبد السلام يطرح شروطا للسلام وما على العدو سوى أن يقبل بها أو أن يذل ويهزم بالحرب ! بقلم/محمد محمد المقالح
كتابات – متابعات:
ارتياح لدى اوساط واسعة من الشعب اليمني تجاه خطاب محمد عبد السلام الوطني خلال مقابلته في قناة الميادين
واضح إن محمد عبد السلام وقيادة انصار الله عموما يستفيدون من النقد ويراجعون مواقفهم ويصححون اخطائهم تجاه الطريقة المناسبة مع العدو السعودي وكيفية مواجهته وطريقة طرح القضاياء الوطنية والمصيرية وتناولها في المفاوضات بناء على التوجه العام للشعب وموقفه والتضحيات الجسيمة التي قدمها وهذا امر جيد ومحمود ومفيد لانصار الله وللشعب ولقضاياهما معا و سواء بسوا ..
وإذا ما استمر انصار الله على هذا النهج في الاستماع الى شعبهم والاخذ بملاحظات من ينتقدهم والتوقف عما يرفضه الشعب او يعترض عليه فهم اي انصار الله الى خير كبير والى مزيد من القوة والحضور والعطاء ولن تستطيع اي قوة على الارض هزيمتهم وهم يستمدون من شعبهم القوة والثبات والعزة والكرامة..
واضح ان ما اسميه بمركز الاختراق والفساد لم يكن يريد بحرف بوصلة انصار الله باتجاه الخنوع والاستجداء سوى جرهم الى الهاوية والاستسلام الكامل وهذا ما تبين لهم في مفاوضات الكويت ومن عدة نواحي ومنها : –
– انهم قد تاكدوا بالتجربة سواء في الكويت او في ظهران اليمن ان خطاب الاستجداء و”عسى ولعل” لم يغير او يلين من موقف السعودية تجاههم فضلا عن موقفها من اليمن واليمنيين عموما وعلى العكس تماما طالبوا بمزيد من التنازلات حد الاستسلام الكامل وتسليم سلاحهم ورقابهم للذبح !
ورغم ما ابداه انصار الله من امكانية تقديم تنازلات مجحفة في حق شعبهم تبين لهم ان السعودية لا تزال هي نفسها السعودية تبحث عن استئصالنا وقتلنا وتمزيق بلدنا وادامة الحروب فيما بيننا وعلى خلاف ما كان ينتظره المفاوض من انصار الله مقابل قبوله بمرجعيات السعودية للحوار ومقابل التهدئة على حدودها لم تظهر السعودية اي مؤشر باتجاه وقف عدوانها وحصارها ومؤامراتها ضد شعبنا وضد انصار الله تحديدا بل وصلت بها الوقاحة وعبر عملائها اليمنيين كما هي عبر ممثلها الاممي اسماعيل ولد الشيخ ان تتخلى عن ما سبق وان اتفق عليه وأعلن على لسان ولد الشيخ رسميا قبل مغادرة الوفود للكويت عشية عيد الفطر المبارك بما في ذلك التخلي تماما عن الحل السلمي واستبداله بالحل الامني والعسكري من خلال الاصرار على اللجنة العسكرية قبل اعلان السلطة الانتقالية (رئاسة وحكومة توافقية )!
-ان قيادة انصار الله تبين لها ان اي انحراف في الموقف الوطني تجاه العدو السعودي وبما يسهل اخراجه من مستنقع دمائنا بدون مسؤولية كما كانت تعتقد قد ووجه برفض قاطع من قبل الشعب عموما ومن قبل جمهور انصار الله خصوصا وهو ما لمسناه في مواقف الناس من المفاوضات وحتى موقفهم من الحرب الداخلية بعد ان شعروا ان ثمة من يعمل على تجنيب السعودية اي مسؤلية او هكذا تبدا لهم الأمر من تصريحات وفد صنعاء في بداية المفاوضات و من خلال بحث البعض عن عدو اخر غير بني سعيون الذين قتلوا اطفالهم ودمروا بلدهم كما لمسوا هذا التوجه ايضا في عدم الرد على جرائم وقصف وطلعات العدو السعودي في كل محافظاتنا بما فيها العاصمة صنعاء
كل ذلك قوبل بالرفض الشعبي وتبين لانصار الله ان هذا النهج قد سمح لكل من هب ودب بمن فيهم الخونة انفسهم للمزايدة على موقف انصار الله من العدو السعودي وهذا ما اعتقد ان قيادة انصار الله كانت تعيه جيدا وكانت تتيح لبعض الاصوات الخانعة والباحثة عن سلام مع العدو باي ثمن بان تمر وان تصل الى نهايتها لكي يتبين لها وللجميع ان ال سعود لا يقبلون باليمن ولا بإستقلالها وبحقها في الكرامة وعدم التدخل في شئونها بأي حال من الأحوال ولكن ولما تبين موقف الشعب الرافض لهذا النهج والذي بدأ ينعزل شيئا فشيئا عن نهج انصار الله الجديد حتى تراجعت القيادة وتدخلت منهية هذا الجدل وبإتجاه إعادة البوصلة إلى اتجاهها الصحيح وهو ما عبر عنه السيد محمد عبد السلام بشيء من الوضوح والتفصيل ولأول مرة تقريبا اي ان تغير خطاب الاخ محمد عبد السلام الذي لا شك انه قد تم بعد ان وصل كبير المفاوضين ووصلت القيادة نفسها الى النقطة التي يجب فيها طمئنة شعبنا وعدم المراهنة على مفاوضات تبدو استسلامية بوضوح وهوما سيغير الموقف في الكويت تماما ولصالح المطالب التي طرحها عبد السلام ، والمهم هو الإصرار عليها وموازاتها بجدية التوجه نحو حسم المشكلة عسكريا وهو ما أراده العدو ولكن لصالحنا لا لصالحه..
يبقى ان نقول بان المعادلة الجديدة التي طرحها الاخ محمد عبد السلام اليوم والمتضمنة ” غارة للطيران مقابل قصف صاروخي واستشهاد مواطن يمني يجب ان يقابله قتل قتلة سعودين او معتدين سعوديين ” هذا المعادلة صحيحة ولكن لن تحقق نتيجتها الا اذا عرف العدو ان ما طرح اليوم من مطالبة بحل شامل وغير مجزأ هو موقف نهائي ولا تنازل عنه ايا كانت الضغوط وليضربوا رأسهم بعرض الحائط بحثا عن موقف آخر أقل أو أقل من هذا الموقف المعلن اليوم وهو الحد الأدنى والجدار الأخير لسقف تنازلاتنا !
انا على يقين ان الوضع اليوم على جبهات الحرب وعلى طاولة المفاوضات مختلف تماما عما كان عليه بالأمس ان كل الاطراف ستتدخل اليوم وغدا للضغط علينا أولا فإن لم يجد نفعا ضغطها معنا فستتوجه بضغطها حتما إلى العدو السعودي ولن تمر أيام حتى تستجيب السعودية صاغرة إلى ما نطرحه اليوم كشروط نهائية وغير قابلة للتراجع والمهم أن نصر على الموقف بعد ان اضطرنا البعض للتراجع مرارا عن مواقف معلنة فأضعف ذلك من مصداقيتنا وأغراء العدو علينا بمزيد من التراجعات وعاظم من كلفات تضحياتنا في هذا العدوان الإجرامي…
لم نكن من قبل ضد المفاوضات من حيث المبدأ ولكننا كنا ضدها حين كانت أو إذا كانت إستجدائية أو إستسلامية .
وسنكون كذلك إذا ما عادت الى مربع الخنوع من جديد..