كل ما يجري من حولك

هل يدركون معنى (عاصفة الحزم)، حتى يدّعون إفكاً أنها حققت أَهْدَافها؟!

364

 

الشيخ عبدالمنان السنبلي

ما انفك مسئولو دول العدوان في الفترة الأخيرة يطلعون علينا في وسائل الإعلام مصرحين وَمعلنين بأن عاصفتهم قد حققت أَهْدَافها، فيتلقف ذلك مؤيدوهم بشيءٍ من النشوة وَالغرور وَهم لا يعلمون شيئاً عن حقيقة الأمر وَكأنما ما يقوله العسيري أَوْ يصرح به الجبير إنما هو قرآنٌ منزل لا جدال أَوْ تشكيك فيه، فهل فعلاً حققت عاصفة الحزم أَهْدَافها؟!!

تعالوا وَبعيداً عن العاطفة وَما تميل إليه من هوىً لنضع هذه العاصفة وَ450 يوماً من العدوان في ميزان العقل وَننظر هل هي فعلاً حققت أَهْدَافها أم لا!!

في الواقع عند إعْـــلَان العاصفة لم يكن سلمان يتناول شيئاً من الحشيش أَوْ (المروانا) حتى أنه وَفي لحظة بلوغ الكيف أوجه، قد جاءه الإلهام فجأةً وَأخبره بأن يسموها (عاصفة الحزم)، لا.. بالتأكيد ليس كذلك، بل أن المسألة مدروسة بعناية فائقة بحسب تصوراتٍ وَخططٍ تم رسمها بمعية حلفاءهم الأمريكان وَلولا أنهم أخطأوا تقدير قوة وَإرادة خصمهم وَإصراره على الصمود لجرت الأمور كما تشتهيه عاصفتهم وَحزمهم!!

لقد أسموها (عاصفة)ً لأدراكهم أن من سمات العاصفة إذا هبت فإنها تقتلع وَتجتث كُلّ شيءٍ يقف أمامها وَلا تخلف إلا دماراً وَخراباً، وَلهذا كان هدفهم الأول المعلن منها هو اجتثاثُ الحوثيين وَالعفاشيين من جذورهم، ثم أنهم قرنوها (بحزم)، وَذلك في إشارةٍ منهم إلى أنه لا يمكن أن يصاحب هذه العاصفة أي رأفةٍ وَلينٍ حتى تنتهي من تحقيق ما هبت لأجله، وَهذا ما تم فعلاً طوال أكثر من عامٍ من ممارستهم سياسة (الأرض المحروقة) بحق اليمن وَأبناءه.

فهل بعد هذا كله نستطيعُ أن نقول إن هذه العاصفة قد حققت أَهْدَافها؟!!

في حقيقة الأمر وَوفقاً للمعطيات السابقة فإن العاصفة قد حققت جانباً من أَهْدَافها وَهو تدمير كُلّ مقدرات وَمُؤَسّـسات الشعب اليمني الخدمية والاقتصادية وَالتعليمية وَغيرها بالإضَافَة إلى أنها قد أتت على أرواح أكثر من عشرين ألف إنْسَان برئٍ وَآمنٍ!!

أما الجانب الآخر وَهو الهدف الأساسي الأهم وَالذي من أجله أَعْـلنوها عاصفةً مزمجرةً لا تُبقِ وَلا تذر وَالذي يقضي باجتثاث واستئصال الحوثيين وَأَنْصَــار صالح، فقد فشلت هذه العاصفة بامتياز وَلم تزد الحوثي وَصالح إلا قوةً وَمنعةً وَرصيداً شعبياً ضخماً لم يكونوا يفكرون أَوْ حتى يحلمون به، فقد التف الشعب اليمني كله حولهم إلا قليلاً ممن يخنعون لدرجة أنهم(اليمنيين) بصمودهم الأسطوري قد أثبتوا للعالم كله أن عاصفة حزم بني سعود وَأعرابهم لم تكن إلا أقل وَأحقر حتى من أن توصف زوبعةً في فنجانٍ مشقوق!!

أفبعد هذا يا جُبير وَيا عسيري تخرجان على الملأ وَتدعيّان زوراً أن عاصفتكم قد حققت أَهْدَافها؟!!

أيها الأفّاكون.. على من تضحكون؟!!

إلا إذا كان لمفردتي (العاصفة) وَ(الحزم) في قاموسكم الصهيو-سعودي معنىً آخراً غير المعنى المتعارف عليه بين العرب، فهذا بالطبع شيءٌ آخر!!

هارد لك سلمان.. هارد لك نتنياهو.

You might also like