السبعين اليوم.. وارتباك المشاعر
أسامة الموشكي
في الصباح الباكر من يوم الثاني والعشرون من مايو خرجت ملبياً لنداء الوطن..
للاحتشاد في السبعين.
للشعور بالوحدة.
لكن الغريب أنني لم أشعر بالوحدة.
قلت: ربما الحرب أفقدتني حاسة الاحساس..
لكن سَرعانَ ما ذهب عني الشك أني صرت عديم الاحساس.
وشعرتُ بشعورين بعيدين كل البُعد عن الشعور الذي من المفترض أَن أشعر به.
لن أطيلَ عليكم وأدخلكم في دوامة مشاعري وسأقُصُّ نبذةً مختصرةً عن ما شعرتُ به لعلكم شعرتم بما أشعر.
عند أول نظرة شعرت بالانبهار..
فالسبعين لم يعد ذلك السبعين. ولم يعد يرتاده بعضُ المطبلين. وليسوا للدجاج منتظرين. واعترف أني رأيت الفين. ولكن في صندوق التبرع تدخل من قبل طفلَين.
وعلى المنصة هناك بالأعلى. لأول مرة سمعتُ خطاباً عليه لا يُعلى.
لم يكونوا يرتدون بدلاً سوداء، وكرفتات ليست لاستعراض أي ماركة هي الأغلى.
ونظاراتهم ليست تلك السوداء التي تنظر للوطن من زاوية صغرى.
وحين سمعوا تحليقاً يليه انفجارٌ في الأنحاء، لم يهربوا ليقولوا لذة السلطة أبقى. بل ثبتوا وعلى المنبر أعلنوا: نحن معكم في السراء والضراء.
وثاني نظرة شعرت بالعظمة..
رأيت أناساً للوطن لبّوا النداء، لا يهمهم طائفة أو مذهباً. فقط يحملون هَمَّ أي تقسم. هذا يحمل صورة رمز.
وذاك يصرخ بشعار.
وحب اليمن صار في الأحشاء مخلّداً. وحين جاء طيران العهر ليفزع مَن أتى. لم أرَ إﻻ لحمة، وأنفة تهز من اعتدى.
وبنادق ترفع للسماء.
لتعلن أَن اليمن واحد
والدم واحد
والعدو واحد
حينها فقط شعرت بما لم أشعر به وامتلكت الإحساس..