المتاجرون بالوهم على طريق البحث عن جمهورية (أفلاطون)
الشيخ عبدالمنان السنبلي
أستغرِبُ لأولئك الانتهازيين المتاجرين بهموم وَأحلام البسطاء وَالذين علموا مسبقاً بأمر العُـدْوَان قبل عام، فحزموا حقائبهم وَأمتعتهم وَذهبوا خارجاً حيث يعيشون هناك في أمنٍ وَاطمئنان وَترف كيف يعطون لأنفسهم اليوم وَكُلّ يوم الحق بالتحدث عن هذا الشعب المطعون غدراً بمواقفهم المسمومة وَينصبون أنفسهم أوصياءً عليه من الخارج وَعن بعد!!
أنتم يا مَن لم تتساقط على رؤوسكم ورؤوس عائلاتكم القنابل الفراغية وَالعنقودية وَلا صواريخ التوماهوك وَلا الكروز وَلم تواجهوا ويلات النزوح وَعذابات التشرد وَالبطالة وَمرارات الفقر جراء العُـدْوَان، من خوّلكم أن تبحثوا في مصير هذا الشعب وَتقررون مستقبله؟! لو كنتم تحملون قضية وطنية كما تدّعون، فلماذا لا تناضلون من أجلها وَتقاتلون إن شئتم وَلكن وَأنتم في الداخل، وَلديكم من النفوذ وَالثروة وَالقوة ما لدى غيركم وَقد يفوق؟!!
شعبنا الـيَـمَـني منذ أَكْثَـر من عام يتعرض لأبشع أنوع القصف وَالتدمير، وَأنتم تستثمرون الأَمْــوَال وَالثروات، فهذا يفتح شركةً هنا، وَتلك تُطلق قناةً تلفزيونية هناك لتطل علينا من وقتٍ لآخر بخطابٍ أشبه بخطاب حالة الاتحاد في أَمريكا وَكأن البلاد بفضل إطلالاتها تنعم بحالةٍ من الازدهار وَالنماء وَالأمن وَالاستقرار، وَآخرون يمارسون عملية السمسرة في العقارات وَقد اكتسبوا خبرةً من ممارستهم لها في بيع الأوطان وَالشعوب!!
هكذا هم أولئك الانتهازيون المتسلقون على جراح وَآلام الشعب المغدور، وَهكذا هي أساليبهم في ممارسة عمليات الابتزاز السياسي حتى إذا ما بلغوا طموحاتهم وَقد أفنوا بتسويقهم الوهم من الشعب ما أفنوا عادوا ليتربعوا على كراسي السلطة وَالمسئولية وَيحكمون ما تبقى منه ليبدأوا بعد ذلك رحلةً جديدةً مع الشعب المخدوع في البحث عن جمهورية (أفلاطونٍ) أُخْرَى.