كل ما يجري من حولك

نحن أهلٌ للسلام، وإن عُدتم عُدنا

484

نوح جلاس

في ظلِّ سَـيْــرِ المفاوضاتِ على خُطَىً لا نجزمُ بأنها ثابتة، ولكنها إلَـى حتى الآن لم تُبْــدِ شيئاً، وكلُّ الاحتمالاتِ واردةٌ فيها، فهذه المفاوضاتُ تعتبرُ منعرجَ الطريق؛ لأنها حتماً قد تغيّر واقعَ ما بعدها، وحرصنا على إنجاحها هو الهدفُ الأول، فذهب الوفدُ الوطني للمشاركة بعد طرح وتثبيت عددٍ من الشروط، رغم أن العدو لم يلتزم بالعهد، ولكن حُبَّ الوطن وَالولاء الصادق له هو الدافعُ الكبير الذي دفع الوفد الوطني للمشاركة، وكذلك حرصاً من القيادة على إثبات حُسن النوايا، وأيضاً إسكاتاً للحُجَّة، فهم ذهبوا وقد وضعوا نصبَ أعينهم الخروجَ بحلٍّ يضمن للوطن سيادتَه وحريته واستقلاله، دون المساومة بأي شيء على حساب هذا الوطن ودماء أَبْنَـاءه، فهم ذهبوا كي يمثلوا أَكْثَـرَ من 25 مليون مواطن حُر وشريف، على عكس الطرف الآخر تماماً، ولكن كُلّ المؤشرات تشيرُ إلَـى أن العدو يسعى إلَـى إفْشَـال وعرقلة المفاوضات، وهذا تجسّد في عدم التزامه بكل الشروط التي اشترطها الوفد الوطني قبل مغادرة العاصمة صنعاء، وكذلك قيام العدو بالحشد والاستعداد لمرحلةٍ جديدة وإعداد وتجهيز المرتزقة في مختلف جبهات القتال وإمدادهم بالسلاح والعتاد، ولكن جنودَ الله لهم بالمرصاد، فإذا ما حاول العدو أن يصنع شيئاً يرقى إلَـى خداع الجميع كما كان يعمل في المفاوضات السابقة، فسوف يصطدم برجالٍ اعتادوا الثبات والصمود وصنع المجد.

 لذلك هذه المرة ليست كتلك المرات، فيجب على العدو أن يدركَ حساسيةَ الموقف ويستغل هذه المفاوضاتِ كي يخرُجَ منها بحلٍّ يحفظ له ماءَ وجهه، لا أن يجعلها ستاراً لتمرير مؤامراته وخِداعاته من خلفه، فهناك وعلى جميع الأصعدة استعداد تام وجهوزية عالية بشأنها تغيير الموازين وقلب الطاولة على العدو اللدود، لذلك يجب على العدو أن يستوعب كُلّ هذا، فإذا هم أرادوا الحربَ والقتال والدخول في مراحل ومتاهات جديدة، فنحن أَكْثَـر استعداداً لها، وأَكْثَـر شوقاً لتسطير أروع الملاحم والبطولات، وأعظم إصراراَ على تدوين أنصع الصفحات في سجل التَأريخ والتي ستظل خالدةً على مدى الأزمان، أما إذا هم أرادوا السلام، فنحن أهلٌ للسلام، فاسْتمْرَارُ الحرب إنما هو جُرْحٌ ينزفُ من جسم الوطن، وهذا ليس ضعفاً منا، فنحن قد فوّضنا قائدَنا حفظه اللهُ وقال لكم (سنظل نحاربُكم إلَـى يومِ القيامة) وجنوحُنا للسلام جاء من تلك المبادئ والأخلاقيات التي رضعها شعبنا وتحلى بها، فالعفو والصفح والتسامح دماءٌ تجري في عروق أَبْنَـاء هذا الشعب، والكل يعرف تلك المقولة التي لم تأتي من فراغ وإنما جاءت من ملامسةٍ للواقع، مقولة سيد البشر صلوات الله عليه وعلى آله (أتاكم أهل الـيَـمَـن هم أرق قلوباً، وألين أفئدة)!! فالخيار لكم أيها الأعداء وإن عُدتم عُدنا.

You might also like