كل ما يجري من حولك

معاريف: هل ثمة تحالف سري يتبلور بين “إسرائيل” ومصر والسعودية؟

579

متابعات../

كتب يوسي ميلمان في معاريف: أن موافقة “إسرائيل” على أن ترجع مصر الجزيرتين الصغيرتين (صنافير وتيران) إلَى السيادة السعودية ما هي سوى غيض من فيض من الخطوات السرية المنسوجة من وراء الكواليس. في ظاهر الأمر يبدو نقل السيادة في الجزيرتين جزءًا من التغييرات المدرجة منذ زمن في “اتفاق السلام” بين “إسرائيل” ومصر، في إطار هذه التغييرات وافقت “إسرائيل” على أن تُدخل مصر إلَى شبه جزيرة سيناء قوات كبيرة من الجيش، أَكْثَر بكثير مما يسمح به الاتفاق، بهدف ان تتمكن مصر من تحسين وضعها في حربها على إرْهَـاب وكيل “داعش”.

وقعَّت ثلاثة دول على “اتفاق السلام” الذي اعتبر ان شبه جزيرة سيناء منطقة منزوعة السلاح جزئيًا عام 1979، وهي “إسرائيل” ومصر والولايات المتحدة، وهي المانح الأَكْبَر لقوة المراقبين الدوليين المشرفة على تنفيذ الاتفاق. وعليه فالولايات المتحدة الراعية للاتفاق كانت على إطلاع وصادقت على إرجاع الجزيرتين اللتين أُجرتا لمصر من قبل المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة لم يكن لديها مشكلة مع نقل الجزيرتين، فجميع الدول ذات الصلة حليفات لها.

منذ تولي الجنرال (عبدالفتاح) السيسي الحكم يوجد بين مصر و”إسرائيل” علاقات وثيقة جدًا، والعلاقات الأمنية بين البلدين تزداد تحسنًا يوماً بعد يوم، المصالح المشتركة بين البلدين هي محاربة الإرْهَـاب في سيناء ومحاربة “حماس” التي تتهمها مصر (وسيما ذراعها العسكري) بالتعاون مع “داعش” والعلاقات مع إيران.

فيما يخص السعودية فالوضع معقد أَكْثَر من ذلك بكثير، بين “إسرائيل” والمملكة، لا وجود لعلاقات رسمية ولن تكون مثل هذه العلاقات طالما لم يحل الصراع “الإسرائيلي” – الفلسطيني. أقوال تفيد هذا المعنى قالها وزير خارجية المملكة الأسبوع الماضي، وهو الذي كان قبل سنوات سفير بلاده في واشنطن ويعرف جيدًا الجالية اليهودية. لكن وحسب تقارير أجنبية فهناك علاقات اقتصادية غير مباشرة بين البلدين، والبضائع “الإسرائيلية” الزراعية والتقنية تصل السعودية من خلال “السلطة” والأردن وقبرص، ولكن الأهم هو أن هناك اتصالات، وحسب التقارير الأجنبية هناك لقاءات أَيْضاً بين مسؤولين رفيعي المستوى.

المصلحة المشتركة الأوْلَى هي الفهم بأن التهديد الأَكْبَر هو إيران، في الماضي انتشرت معلومات بأن السعودية وافقت على أن تمر طائرات سلاح الجو (الإسرائيلي) فوق أراضيها فيما لو قررت “إسرائيل” مهاجمة مواقع إيران النووية. السعوديون يتمنون أن تقوم “إسرائيل” بتوجيه ضربة عسكرية لإيران نيابة عنهم، وخاب أملهم أن هذا لم يحدث.

وحسب تقارير أجنبية؛ التقى رؤساء “الموساد” في الماضي، ومن بينهم مئير دغان، رؤساء المخابرات السعوديين، ووردت تقارير تفيد أَيْضاً بأن رئيس الحكومة ايهود أولمرت أخذ موعدًا للحديث إلَى الأمير بندر بن سلطان الذي كان سفيرًا لبلاده في واشنطن ورئيس المجلس الأمني القومي ورئيس الاستخبارات السعودية.

يمكن الافتراض بأن اتفاق الجزيرتين هو امتداد لتلك الاتصالات والمصالح المشتركة التي تحدثت عنها التقارير الأجنبية، ولكن هناك شك فيما إذَا كانت ستنضج ذات مرة لحد بروزها فوق الأرض، على الأقل طالما لم تقم دولة فلسطينية ويتمكن آل سعود من رفع علمهم على (المسجد الأقصى).

You might also like