كل ما يجري من حولك

نحن مقصّرون في حق أشرف النساء

636

زيد البعوه

نعم أقول أشرف النساء وأنا أعي ما أقول، فنساء اليَمَن العزيزات اللواتي وقفن في وجه العدوان بشموخ وثبات، وساندن الرجل اليَمَني في مواجهة العدوان بكُلّ ما استطعن، ولا مبالغة إن قلت بكل ما استطعن..

سوف أسرد لكم بعضَ أعمالها والمعذرة إن قصرت:-

خلال شهور وأيام العدوان كانت المرأة اليَمَنية مستهدفةً مثل الرجل تماماً إلا أنها تختلفُ عن الرجل فهي أم المجاهد وأخت الجندي وزوجة أفراد اللجان الشعبية، هي أم الشهيد وأخت الجريح وزوجة الأسير وقريبة المفقود، جرحها أكبر بكثير من جُرح الرجل الجرح المعنوي وليس الجسدي فهذا يتعافى وذاك يستمر.

المرأة اليَمَنية كانت حاضرةً وما تزال في كُلّ المسيرات والوقفات الاحتجاجية المناهضة للعدوان طوال عام كامل في كُلّ الساحات وفي كُلّ المحافظات لم تتخلف يوماً عن تظاهرة أو ما من مناسبة إلا ولها السبق والأولوية.

المرأة اليَمَنية كانت وما تزال حاضرة في القوافل الغذائية التي ترسل كُلّ أسبوع إلَى مختلف الجبهات بمالها ومجوهراتها وخبزها وحطبها وتعبها وحبها وصدقها ووطنيتها.

المرأة اليَمَنية كانت وماتزال هي أحد أبرز الداعمين الأساسيين للمقاتلين للجيش واللجان الشعبية فهي من دفعت بأبنها إلَى الجبهة وهي من دفعت بزوجها إلَى الميدان وهي تحتاج اليه لكنها تعرف أَن للضرورة أحكام فكان موقفها أقوى من موقف الصامتين على المستوى الداخلي والخارجي..

المرأة اليَمَنية كانت وما تزال تعمل ما بوسعها في جميع المجالات التي تقدر عليها كانت حاضرةً في المجال السياسي والمجال الطبي والمجال الثقافي والعسكري والأمني وووو إلخ فهي الطبيبة التي تعالج الجرحى وهي المدرسة التي تعلم الأجيال، وهي الثقافية التي تنشر الثقافة القرآنية في مختلف القرى والمدن بفطرتها وصدق نيتها وإخلاصها.

وهنا سوف أسرد لكم بعض المواقف والمشاهد التي لن ينساها التأريخ للمرأة اليَمَنية..

هل تذكرون تلك الأم التي استقبلت ابنها الشهيد وهي تزغرد وترفع البندقية وتطلق النار وتقول: إرحب يا ولي الله أهلاً يا حبيب الله، وتضيف الحمد لله الذي اختار ابني شهيداً. واردفت قائلة: سوف أقدم زوجي وأبنائي قرابين لله والوطن. لم أرَ في حياتي مثل هذا إلا في المسلسلات والأفلام، لكن في اليَمَن أراه بأم عيني وأرى الصدق داخله بدوان أية شوائب أو رياء واستعراض..

هل تذكرون قصةَ تلك المرأة التي تزوّجت بأحد المجاهدين ولم يمر على زواجهما شهرٌ وأخبرها أنه يحب غيرها فقالت له تزوجها قال لا أملك المال فأعطته ذهبها فأخذه وسافر الجبهة وتأخر عليها وذات يوم اتصل بها أبوها وقال جهّزي نفسَك سوف آتي لأخذكِ معي فبكت وقالت هل تركني هذا الخائن هل طلقني وهي تبكي بين يدي أمها. فقال أبوها بصوت شحيب: لا بل اتخذه الله شهيداً. فضحكت ضحكة ممزوجة بالبكاء وقالت: الحمد لله الآن عرفت حبيبته الأُخْــرَى وأنا راضية بذلك.

هل سمعتم بقصة تلك المرأة اليَمَنية التي سقط ثلاثة من أولادها شهداء ثم استشهد زوجَها وأخوها فقالت: الحمد لله والشكر لله على هذه النعمة والمسبحة لا تفارق يديها ولسانها يلهج بذكر ربها على طول، معتبرة ذلك نعمةً أنعم بها الله عليها غير نادمة ولا حزينة.

وكثير من القصص التي ستعجز كُلّ شركات الانتاج الدرامي العالمية أَن تخرجها كأفلام ومسلسلات حقيقية وواقعية.

المرأة اليَمَنية التي يعجز الكلام عن التعبير عنها دعوني أقارن بينها وبين تلك النسوة اللواتي في الخليج وفي لبنان ومصر وغيرها والمعذرة من كُلّ النساء اليَمَنيات فلا مقارنة ولكن لأخذ العبرة..

تعالوا معي إلَى أحد شواطئ مصر الذي تم افتتاحُه قبل أَيَّـام لا يدخله الا العراة فقط من نساء مصر وعرجوا معي إلَى لبنان إلَى عالم الموضة والثياب الخليعة والرقص والعهر ثم لا تنسون أَن تمروا من الإمارات والسعودية لتشاهدوا بأُمّ أعينكم الجينز الممزق والضيق وطيّحني وبابا سامحني على بناتهم، بل تعمّقوا أَكْثَر ستجدونهن سكارى ومخمورات ويبيعوهن بالأجرة في الفنادق الفارهة ولا أريد أَن أتعمقَ أَكْثَر فالله لا يحب الجهر بالسوء من القول.

ثم تعالوا معي إلَى اليَمَن إلَى المرأة اليَمَنية العفيفة المجاهدة الصابرة الصامدة المحتشمة التي كتبت عنها في البداية وقلت إنها أشرف النساء وهي كذلك.

You might also like