عبدربه منصور هادي.. من قصر الرئاسة إلى التسكع على أبواب قصر العرجاء !!
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي…
لم تكن يوماً قضية ” شرعية هادي ” مسألةً جدليةً حتى يتمترس البعض خلفها و يجيز بإسمها شن عدوانٍ غاشمٍ على وطنه بقدر ما كانت مسألةً إنتهازية لدى البعض للوصول إلى غاياتٍ غير مشروعة تمكنّهم بالإستحواذ بكل شئ عن طريق تصفية أو إقصاء خصومهم و تحجيمهم تحجيماً كليّاً، فبكل حسابات العقل و المنطق، لم يعد لهذه الشرعية وجود أصلاً لإعتباراتٍ عدة :
فإذا كان رئيساً بموجب توافقية المبادرة الخليجية المزمنّة، فإن المبادرة الخليجية المزمنة قد إنتهت!!
و إذا كان رئيساً بموجب التمديد الغير دستوري الممنوح له من قبل مؤتمر الحوار الغير منتخب فإن مدة ماتم منحه من تمديد قد إنتهت !!
فمن أين جاءت له الشرعية إذاً، حتى يريد البعض ممن إنقلبوا على شرعية سلفه( صالح ) ذات يوم رغم قانونيتها و دستوريتها فرضها على الشعب اليمني؟!
ومن هو من يحدد شرعية هادي، هل هو الشعب اليمني عبر الأطر و الوسائل الديموقراطية و المؤسسات الدستورية، أم السعودية و حلفائها و من دار في فلكها من قوى الإجرام و العدوان ؟!
و لماذا يريد البعض من بني قومنا بالتعاون مع دول العدوان فرض شرعية هادي على الشعب اليمني ؟!
ولنفرض جدلاً أن شرعية هادي مازلت سارية المفعول (وهذا غير صحيح )، فلماذا لا نترك مسألة البت في شرعيته من عدمه للمحكمة الدستورية العليا أو ما يعادلها من المؤسسات القضائية ؟!
و إلى أي سندٍ أو مسوغٍ قانوني أو دستوري إستند هادي (لو إفترضنا صحة شرعيته)في إعلان الحرب من الخارج على شعبه، إذ لا يوجد مادة في الدستور اليمني تجيز لرئيس الجمهورية إستدعاء التدخل الأجنبي لضرب الوطن و الشعب اليمني ؟!
حسناً !!
ألم يتعهد هادي يوم أن إستلم السلطة من سلفه أنه سيقف بعد عامين و يسلمها لخلفه في نفس المكان ؟! فما الذي جرى ؟! مرت السنتان و بعدها سنتانٌ أخرى و لايزال هادي متمترساً خلف وهم السلطة !!
ألم يقل هادي ذات يوم أنه سيسلم السلطة في حال إنتهاء المدة الممنوحة له حتى لو ذهبت البلاد إلى فراغٍ دستوري ؟! فما الذي حدث ؟! ذهبت البلاد إلى فراغ دستوري منذ أكثر من عام، و لم يُسلّم أو تنته شرعية هادي المزعومة !!!
من هنا ندرك تماماً أن مسألة شرعية هادي ليست المشكلة، ولا حتى جزء منها، لأنها ببساطة شديدة لم يعد لها وجود أصلاً بموجب دستور الجمهورية اليمنية ولا حتى بموجب المبادرة الخليجية المزمنّة، و لا حتى بموجب التمديد الممنوح له من مؤتمر الحوار و إنما هي مجرد ذريعة و حجة و جدها المعتدون لتبرير عدوانهم و همجيتهم على الشعب اليمني إنطلاقاً من مصالحهم هم، و ليس حباً و حرصاً على مصالح الشعب اليمني !!
يا عبدربه ..ليس قصر العرجاء من يمنحك الشرعية و إنما الشعب هو مصدر السلطة و مالكها، فإين أنت اليوم من الشعب و خيارات الشعب ؟!!