رسالة إلى الشهيد الخيواني ( قصيدة)
محمد يحيى المنصور
(1)
عبدالكريم
سبقت الجميع إلى الحرب
لم تتخلف كعادتك
قلت ما ينبغي قوله
ومضيت
ترقب الحرب
بعينيك اليقظتين وتنشد:
سيهزم البغي في أرضي ويندحر
ويشمخ اليمن الغالي وينتصر
جحافل البغي مهلا لا يغــركم
صبر اليمانيين معقود به الظفر
سيهزم الجمع مهما أسرفت يده
قتلاً، دماراً، جناه القاتل الأشر
(2)
عبدالكريم
استبقت الحرب شهيداً
دون آبه بعاصفة الحزم
كنا نتمنى أن تنتظر
قليلاً
ريثما ينجلي الغبار
كنا نتمنى
أن تطوف بالكعبة
كما تنبأت
ذات تغريده
(3)
سيهزم الجمع جمع المعتدين ضحىً
سناه من نار هذا الغيظ يستعر
مهما قـتـلـتـم ودمـرتـم فـمـا وهـنـت
عزائـمٌ تـلـتـظـي ثـأراً وتـنـتـظر
عبدالكريم ما زال الشمر يستل حربته
ليحتز
رؤوساً جديدة
داعش التي حاصرت النبي بالأمس
تقتلنا اليوم
ونحن نصلي
تقلنا اليوم
بطائرات يقودها عربٌ خصيان
وعلوجٌ مأجورون
لماذا يقتلوننا يا عبدالكريم
ونحن لم نؤذِ أحداً منهم يوماً؟
لماذا تقذفنا الصحراء بحقدها
ويتوعدنا مسيلمة بالفناء؟؟
(4)
عبدالكريم
ثقيلة.. هي عتمة الحرب
الانفجارات التي تهبط من السماء
يموت الأطفال
تموت الأمهات
تموت الأشجار
تتساقط البيوت والأبنية
الشوارع خالية
المدينة بلا ماء
نشعل ما تبقى من الشموع
نحتضن أحلامنا
في الزوايا البعيدة عن صواريخهم
بانتظار الصباح الجديد
(5)
صامدون
يا عبدالكريم
مثلما كنت لتفعل بالضبط
نشهر صورتك بوجه الأعداء
لم يعد أطفالنا
يخشون الحرب
صحيح أن لدينا شهداء جدد
كل يوم
لكننا
صامدون
وستكون بيننا
دائماً
حين نحتفل.