حملةُ ترامب لا تؤتي ثمارَها وصنعاءُ تصعّد عملياتها
متابعات..| تقرير*
رفعت صنعاء، خلال اليومَين الماضيَين، من وتيرة عملياتها العسكرية البحرية والجوية بشكل لافت؛ واستهدفت باثنتين من تلك العمليات حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والسفن الحربية المرافقة لها في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ المجنّحة والطائرات المُسيّرة، في موازاة استهداف العمق الإسرائيلي بواسطة طائرة مُسيّرة من طراز «يافا»، فضلاً عن تمكّنها، مساء السبت، من إسقاط طائرة تجسّس أميركية من طراز «جاينت شارك»، في أجواء محافظة صعدة.
وتحدّث الناطق باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في أكثر من بيان، عن خوض تلك القوات اشتباكات مع الجانب الأميركي في البحر الأحمر، وتمكّنها من إفشال عدد من الهجمات العدائية التي كانت واشنطن تعتزم تنفيذها بواسطة حاملتها «يو إس إس هاري ترومان»، السبت الماضي، فيما تجدّدت، أمس، العمليات ضدّ الحاملة وسفنها للمرّة الثانية في غضون 24 ساعة، وفق المصدر نفسه. ولفت سريع إلى أن الاشتباك الأخير جاء في أعقاب استهداف قوات صنعاء سفينة إمداد عسكرية أميركية بواسطة صاروخ باليستي، وذلك أثناء محاولتها تزويد «ترومان» بالأسلحة، شمال البحر الأحمر.
وفي موازاة ذلك، تراجعت بشكل لافت حدّة الهجمات الأميركية على المحافظات اليمنية، باستثناء عدد من الغارات التي استهدفت محافظتَي صعدة والحديدة. وقالت «القيادة المركزية الأميركية»، في بيان، أمس، إن عملياتها العدائية ضدّ اليمن مستمرّة على مدى الساعة، مستعرضة إقلاع طائرات من طراز «إف أي 18»، مخصّصة للاعتراضات الجوية، في ما يُظهر أن حاملة الطائرات والمدمّرات المرافقة لها، والتي تتموضع على بعد 1200 كيلومتر شمال البحر الأحمر، انتقلت من وضع الهجوم إلى الدفاع جرّاء تصاعُد الهجمات اليمنية عليها. ومثّل تزايد وتيرة عمليات صنعاء الجوية والبحرية ردّاً عمليّاً على الدعاية التي تعمّدت «القيادة المركزية الأميركية» وإدارة دونالد ترامب تسويقها، حول نجاح العدوان، الذي دخل أسبوعه الرابع، في إضعاف القدرات العسكرية لحركة «أنصار الله».
وجاءت العمليات الأخيرة التي نفّذتها هذه القوات، بعد نشر ترامب مقطعاً لعملية عسكرية أميركية استهدفت تجمّعاً قبليّاً في محافظة الحديدة، وزعمه أن المستهدفين بالغارة كانوا يخطّطون لضرب السفن في البحر الأحمر. وتفاجأ الرأي العام اليمني بمباركة الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإمارتي تلك الجريمة التي أودت بحياة عشرات المدنيين، بعدما اعتبرت على لسان وزير إعلامها، معمر الإرياني، ذلك الاستهداف «خطوة في اتجاه القضاء على الحوثيين».
أمّا صنعاء التي رأت في ما نشره ترامب «جريمة تدينه ولن تسقط بالتقادم»، فنفت على لسان مصدر خاص، مزاعم الرئيس الأميركي في شأن استهداف اجتماع عسكري سرّي لقيادات عسكرية كانت تستعدّ لتنفيذ عمليات عسكرية في محافظة الحديدة. وأكّد المصدر، بحسب ما نقلت عنه وكالة «سبأ» التابعة لصنعاء، أن المقطع «لم يكن سوى لفعالية اجتماعية عيدية في محافظة الحديدة»، نافياً أيّ علاقة لمن كانوا موجودين في ذلك التجمّع بتنفيذ عمليات. ومن جانبه، علّق عضو «المجلس السياسي الأعلى»، محمد علي الحوثي، على الفيديو، بالقول إنه «يعكس حالة فشل ترامب، والفشل الاستخباري الأميركي»، معتبراً الاستهداف بمثابة «جريمة حرب، لا تمنح (الأميركيين) أيّ إنجاز إلا الخزي والعار».
ومع تصاعد مؤشرات فشل الحملة الأميركية في اليمن، يراهن ترامب على استمرارها لعدّة أشهر، في ظلّ سعيه إلى تعزيز قواته في المنطقة، في موازاة دفع «البنتاغون» بحاملة طائرات ثانية إلى شرق الموسط. كذلك، تعمل الإدارة على توريط عدد من دول المنطقة في الحرب على اليمن، وسط تحذيرات «أنصار الله» من مغبّة خضوع تلك الدول للضغوط الأميركية والسماح باستخدام أراضيها من قِبل الولايات المتحدة لتنفيذ أعمال عدائية ضدّ اليمن.
وفي هذا الإطار، وفي أعقاب الكشف عن وجود تعاون إماراتي – أميركي في العدوان، جدّدت صنعاء، أمس، تحذيرها حلفاء واشنطن في الخليج من مغبة تلك الممارسات؛ ونبّه نائب مدير «دائرة التوجيه المعنوي»، العميد عبدالله بن عامر، إلى إمكانية توسّع الحرب، مضيفاً أن «مَن أراد من الجوار الابتعاد، فليلتزم الحياد». وتزامن ذلك مع تأكيد وسائل إعلام أميركية، من بينها مجلة «ناشونال إنترست»، إرسال «البنتاغون» مزيداً من مقاتلات «إف – 35» إلى الأردن «لمواجهة الحوثيين وإيران». ووفقاً لتقارير إعلامية، فإن الولايات المتحدة، دفعت، أمس، بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي إلى قيادة المنطقة العسكرية المركزية في البحرين، بالتوازي مع ارتفاع وتيرة المواجهات في اليمن، وفشل إدارة ترامب في تأمين الملاحة الإسرائيلية ووقف الهجمات الجوية التي تنفّذها صنعاء ضدّ الكيان.