مسؤول أمريكي سابق: بايدن تصرف ضد “الحوثيين” مثل ترامب لكن الأدوات العسكرية لا تكفي
متابعات..|
نفى مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية السابقة، مزاعم إدارة ترامب بشأن ضعف الإجراءات التي اتخذها بايدن لمواجهة قوات صنعاء، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي السابق شن ضربات واسعة ضد اليمن تشبه ما يقوم به ترامب الآن، لكنها فشلت في استعادة الردع، وذلك لأن الأدوات العسكرية لوحدها غير كافية في مواجهة قوات صنعاء.
وفي مقالة نشرتها مجلة “فورين بوليسي” كتب دانيال شابيرو، الذي شغل منصب نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي خلال العام الماضي: “إدارة بايدن، التي خدمتُ فيها، وجدت صعوبةً في مواجهة التحدي الحوثي، وقد أذن الرئيس جو بايدن بشن ضربات واسعة النطاق ضد الحوثيين”.
وأضاف: “خلافاً لما وصفه بعض مسؤولي إدارة ترامب، لم تكن هذه ضرباتٍ خاطفةً ولا ضربات ردّ فعلٍ بحتة، ففي سبع مناسباتٍ على الأقل، ضربت القوات الأمريكية، بمشاركةٍ بريطانيةٍ أحياناً، منشآتٍ لتخزين الأسلحة تحت الأرض ومراكز قيادةٍ وتحكم. إضافةً إلى ذلك، نفذت القيادة المركزية الأمريكية ضرباتٍ شبه يومية ضد أسلحةٍ قيد الاستخدام أو قيد الإعداد”.
وتابع شابيرو: “لكن الهجمات لم تُعِدْ قوة الردع، بل بدت قيادة الحوثيين، بأيديولوجيتها المعادية بشدة لإسرائيل وأمريكا، أكثر جرأةً بفضل هذه المناوشات، وساعدها صراعها مع الولايات المتحدة على زيادة شعبيتها في الداخل، بينما أكسبها تصويرها لنفسها كمدافعة عن الفلسطينيين قاعدة تأييد إقليمية”، حسب تعبيره.
وقال المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية إنه “في المناقشات الأمريكية مع الشركاء الإقليميين، عرباً وإسرائيليين، كانت هناك لازمة مشتركة، وهي أنه لوقف الحوثيين يجب قتل قادتهم”، لكنه أكد أن “هذا النوع من الاستهداف أسهل قولاً من فعل، خاصةً في مكان ناءٍ ووعر كاليمن”، حيث توجد “دفاعات جوية متطورة، يعترف الجيش الأمريكي بأنها أسقطت طائرات استطلاع أمريكية من طراز (إم كيو-9)”.
وأوضح شابيرو أنه “من أجل شنّ حملة مستدامة ضد هذه الأهداف، يحتاج الجيش الأمريكي إلى معلومات استخباراتية إضافية وتعاون- تحليلي وعملي- من شركائه الإقليميين الرئيسيين، وتستغرق مهمة من هذا النوع وقتاً وتأتي مع تنازلات، إذ يجب نقل جمع الأصول ضد هدف واحد بعيداً عن الأهداف الأخرى”.
وأضاف: “من غير المرجح أن يستسلم الحوثيون بسهولة، فقد تحملوا سنوات من قصف قوات التحالف بقيادة السعودية قبل وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام عام ٢٠٢٢، ولديهم قدرة تحمل عالية، كما يرون في القتال مع الولايات المتحدة قيمة أيديولوجية وفائدة سياسية، وقد يعتبرون اللهجة العدوانية التي تبناها ترامب تحدياً لهم، وقد أثبتوا مرونتهم ومهارتهم في استخدام أنظمة أسلحة جديدة وتكتيكات مبتكرة”.
وقال إن “أي حملة مستمرة ضد الحوثيين ستأتي مصحوبة بمساومات، فقد تأتي القوات المرسلة إلى الشرق الأوسط على حساب نشرها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث ستُستخدم للمساعدة في احتواء العدوان الصيني”، حسب وصفه.
واعتبر شابيرو أن “الأداة العسكرية ضرورية ولكنها غير كافية لحل مشكلة الحوثيين”، مشيراً إلى أنه “لا ينبغي استبعاد التدابير السياسية”.