معهد إسرائيلي: تصعيدُ صنعاء من الصعب ردعُه وتهديد الحوثيين مستمرٌّ طالما استمرت الحربُ على غزة
متابعات..|
أكد معهد الأمن القومي الإسرائيلي أن التهديد الذي تمثله قوات صنعاء ضد إسرائيل مرتبط مباشرة بالحرب في غزة، وأن الهجمات الصاروخية من اليمن ستستمر طالما استمر العدوان الإسرائيلي على القطاع، مشيرًا إلى أن صنعاء تتمتع باستقلالية عالية يصعب ردعها، ما يجعل التعامل معها تحديًا استراتيجيًا معقدًا.
وجاء ذلك ضمن وثيقة أصدرها المعهد بعنوان “المبادئ التوجيهية للعقيدة والسياسات للفترة 2025-2026″، حيث شدد على أن صنعاء نجحت في فرض قوتها على إسرائيل من موقع جغرافي بعيد مستغلة سيطرتها على مضيق باب المندب، الذي يُعد ممرًا حيويًا للتجارة البحرية العالمية.
صنعاء.. قوة صاعدة يصعب التحكم بها
وأوضح التقرير أن قوات صنعاء تتمتع بقدر كبير من الاستقلالية يجعل من الصعب على طهران فرض سيطرتها عليها أو توجيه قراراتها بالكامل، مما يعقّد محاولات تل أبيب وحلفائها لتطويق أنشطة صنعاء البحرية والعسكرية.
وأشار إلى أن التحدي الأكبر الذي تواجهه إسرائيل وحلفاؤها هو أن صنعاء تواصل التصعيد دون أن تتأثر بالتهديدات أو محاولات الردع التقليدية، حيث أثبتت خلال الفترة الماضية قدرتها على استنزاف البحرية الأمريكية وإفشال عملياتها في البحر الأحمر، كما نجحت في فرض حصار بحري كامل على السفن الإسرائيلية وإجبارها على تغيير مساراتها، وهو ما دفع الشركات العالمية إلى إعادة التفكير في استخدام الممرات البحرية التقليدية عبر قناة السويس.
إسرائيل تبحث عن تحالف إقليمي لمواجهة صنعاء
وأوصى معهد الأمن القومي الإسرائيلي بأن تلجأ تل أبيب إلى التنسيق مع دول الخليج لمواجهة صنعاء، خاصة الدول التي ترى فيها تهديدًا مباشرًا، مشيرًا إلى أن التحرك الإسرائيلي لا يمكن أن يظل مقتصرًا على الجهود العسكرية الأمريكية، التي أثبتت عدم جدواها خلال الأشهر الماضية.
كما دعا التقرير إلى زيادة التدخل الإسرائيلي المباشر ضد قوات صنعاء، معتبرًا أن هذا التدخل سيشكل “رسالة ردع” ويمنح إسرائيل قدرة أكبر على احتواء التهديدات القادمة من اليمن.
الحصار البحري يؤرق تل أبيب ويهدد اقتصادها
شدد المعهد على أن إسرائيل لا يمكنها تحمل أي تعطيل لحركة التجارة البحرية، واصفًا الحصار اليمني للملاحة الإسرائيلية بأنه “تطور خطير يهدد الاقتصاد الإسرائيلي، باعتبار إسرائيل دولة تعتمد على سلاسل إمداد بحرية مفتوحة”.
ويأتي هذا التقرير في أعقاب إعلان قوات صنعاء، مساء الثلاثاء، استئناف الحظر البحري الكامل على السفن الإسرائيلية ردًا على استمرار الاحتلال في فرض الحصار على قطاع غزة ورفضه إدخال المساعدات الإنسانية.
إسرائيل بين مأزقين.. التصعيد العسكري أم الرضوخ لمطالب صنعاء؟
تواجه تل أبيب معضلة كبيرة في كيفية التعامل مع التصعيد اليمني، حيث فشلت البحرية الأمريكية طوال 15 شهرًا في توفير الحماية للملاحة الإسرائيلية، رغم استخدام أحدث أنظمة الدفاع الصاروخي، وهو ما جعل إسرائيل تبحث عن بدائل عبر التنسيق مع دول الخليج.
لكن في المقابل، يدرك المسؤولون الإسرائيليون أن أي تصعيد عسكري ضد صنعاء قد يفتح جبهة جديدة يصعب السيطرة عليها، خاصة مع فشل محاولات الردع الأمريكية، والتحديات التي تواجه الاحتلال في غزة ولبنان.
وفي ظل تعثر الحلول العسكرية والدبلوماسية، يبقى التساؤل: هل ستتمكن إسرائيل من إيجاد استراتيجية جديدة لمواجهة صنعاء، أم أن المرحلة القادمة ستشهد تصعيدًا يوسع دائرة الصراع في المنطقة؟