كل ما يجري من حولك

مصر تصدمُ حكومةَ التحالف السعودي برفضها أيَّ تدخل أجنبي في البحر الأحمر

36

متابعات..|

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الإثنين، خلال لقائه وزير الخارجية في حكومة التحالف السعودي الإماراتي شائع الزنداني، أن استقرار اليمن ووحدته مهمان لأمن البحر الأحمر، في إشارة إلى الموقف المصري الداعم لوحدة الأراضي اليمنية ورفض أي محاولات لتقسيمها أو تهديد استقرارها.

وشدد عبد العاطي على دعم مصر الراسخ لوحدة الدولة اليمنية ومؤسساتها واستقلالها وسلامة أراضيها، مؤكدًا أن أمن اليمن مرتبط بشكل وثيق بأمن البحر الأحمر، وهو ما يعكس القلق المصري من أي تطورات تؤثر على استقرار المنطقة الحيوية لمصر.

موقف مصري ثابت ضد التدخلات الأجنبية في البحر الأحمر

يأتي هذا التصريح في سياق الموقف المصري الثابت الرافض لأي وجود عسكري أجنبي في البحر الأحمر، حيث سبق لعبد العاطي أن أكد في عدة مناسبات رفض القاهرة القاطع لتواجد أي قوات عسكرية في البحر الأحمر من غير الدول المشاطئة، وهو موقف ينسجم مع السياسة المصرية في حماية مصالحها الاستراتيجية في الممرات البحرية المهمة.

ورغم تصاعد التوتر في البحر الأحمر بسبب العمليات العسكرية التي تنفذها قوات صنعاء ضد السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، فإن مصر رفضت الانضمام إلى التحالف العسكري الأمريكي البريطاني الذي يسعى إلى التصدي للهجمات اليمنية، معتبرة أن الحل يكمن في إنهاء الحرب على غزة وليس في التصعيد العسكري.

تباين بين الموقف المصري وحكومة التحالف في عدن

يتناقض الموقف المصري مع موقف حكومة التحالف السعودي الإماراتي، التي رحبت بالتدخل الأمريكي والغربي في البحر الأحمر، بل طالبت رسميًا بدعم عسكري لتنفيذ عمليات برية ضد قوات صنعاء، في محاولة لوقف الهجمات اليمنية على السفن الإسرائيلية والغربية، وكذلك الهجمات المباشرة على إسرائيل.

ويبدو أن هذا التباين يعكس اختلاف الأولويات بين مصر وحكومة التحالف، حيث تركز القاهرة على حماية أمنها القومي وعدم الانجرار وراء مغامرات عسكرية دولية، بينما تسعى حكومة التحالف إلى استدراج التدخلات الخارجية لتعزيز موقفها الميداني ضد قوات صنعاء.

هل تؤثر التطورات في البحر الأحمر على العلاقات المصرية اليمنية؟

في ظل استمرار صنعاء ثابتة في موقفها باستئناف الحرب على الاحتلال الإسرائيلي وقطع ملاحته وملاحة من يسانده من جديد في البحر الأحمر إذا ما عادت الحرب على غزة مرة أخرى، وفي ظل استمرار الموقف المصري الرافض للتصعيد العسكري الخارجي، يبرز تساؤل حول ما إذا كان هذا التباين سيؤثر على طبيعة العلاقات بين مصر وحكومة التحالف.

لكن المؤكد حتى الآن أن مصر تضع أمنها القومي فوق أي اعتبارات سياسية أخرى، وتدرك أن المواجهة في البحر الأحمر ليست سوى انعكاس للحرب على غزة، وهو ما يدفعها إلى تبني موقف أكثر حذرًا ومتزنًا في التعامل مع الأزمة اليمنية والإقليمية بشكل عام، في مقابل انسياق تام واندفاع غير طبيعي من قبل حكومة التحالف السعودي الإماراتي نحو الحضن الصهيوني والأمريكي ضد الشعب الفلسطيني وضد من يسانده عملياً في مواجهة حرب الإبادة التي شنها الاحتلال على غزة والتي تقود عدة مؤشرات إلى احتمال عودتها مرة أخرى.

You might also like