كل ما يجري من حولك

غموضٌ يلفّ مستقبل التبادل: استنفارٌ إسرائيلي تحسُّباً لتجدّد القتال

43

متابعات..| تقرير*

فيما نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التوصّل إلى تفاهمات بشأن حل الأزمة مع حركة «حماس»، مشيراً إلى أن التقارير التي تحدّثت عن نجاح الوساطات هي «أخبار كاذبة»، وأنه «لم يتمّ التوصل حتى الآن إلى تفاهمات»، تشير معلومات من مصادر مختلفة إلى أن الطرفين عادا فعلياً إلى الالتزام بالاتفاق، وأنه سيتمّ إطلاق سراح الأسرى غداً، وفق ما نصّ عليه اتفاق التبادل. وفي هذا السياق، نقلت قناة «كان» العبرية عن مصادر أن هناك «استعدادات لتلقّي أسماء ثلاثة أسرى سيتم الإفراج عنهم يوم السبت (غداً)»، وهو ما يتناقض مع نفي مكتب نتنياهو.

ويعزّز هذا الاتجاه، موقف حركة «حماس» التي أعلنت، أمس، أن وفدها في القاهرة «عقد اجتماعات مع مسؤولي ملف المفاوضات في مصر وقطر، وكذلك مع فرق العمل الفنية للإخوة الوسطاء»، مشيرةً إلى أن البحث «تركّز على ضرورة الالتزام بتطبيق بنود الاتفاق كافة، خاصة تلك المتعلقة بتأمين إيواء الشعب الفلسطيني وإدخال المعدات الإنسانية والوقود والمستلزمات الطبية»، مؤكدة «استمرارها في موقفها الداعي إلى تطبيق الاتفاق كما تم التوقيع عليه، بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدّد».

وفي المقابل، تستغل إسرائيل تشديد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على ضرورة الإفراج عن «جميع» الأسرى بحلول يوم غد السبت، وتهديده بـ«فتح أبواب الجحيم» إذا لم يحصل ذلك، للضغط على حركة «حماس»، فيما يواصل العدو الحفاظ على «ضبابية» بشأن عدد الأسرى الذين سيُفرج عنهم غداً. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله: «نحن نعمد إلى عدم الإعلان عن العدد الدقيق للمختطفين، لأن هذا بيد حماس». وأشار إلى أن التقديرات الإسرائيلية تفيد بأن بعض الأسرى سيتم إطلاق سراحهم يوم غد السبت، لكنّ «العدد النهائي سيعتمد على ما تراه حماس». وأضاف أن «حماس تتلقّى رسالة ترامب، كما أن مواقفها في المفاوضات تشير إلى استعدادها للمضي قدماً في الصفقة». وفي السياق نفسه، نقلت «يديعوت أحرونوت» عن عضو في «الكابينت»، لم تُسمّه، إشارته الى أن «إسرائيل وحماس ترغبان في نجاح المرحلة الأولى من الصفقة حتى نهايتها».

يواصل العدو الحفاظ على ضبابية بشأن عدد الأسرى الذين سيكون «مقبولاً» لديه الإفراج عنهم غداً

كما بدا لافتاً ما نقلته «القناة 13» الإسرائيلية عن مسؤول أميركي رفيع، من أن «ترامب يرغب في لفتة من حماس من خلال إطلاق سراح رهائن أميركيين»، وأن «البيت الأبيض» يتوقّع «إطلاق حماس 6 رهائن يحملون الجنسية الأميركية تقديراً للرئيس ترامب». ومع ذلك، اعترف عضو «الكابينت» بأن مطالبة ترامب بالإفراج عن جميع الأسرى يوم غد السبت «تضع إسرائيل أمام معضلة، وهي كيفيّة الردّ إذا تمّ إطلاق سراح ثلاثة محتجزين فقط؟». وأوضح أنه رغم أن هذا «مجرد اقتراح من ترامب»، إلا أن «تصريحاته قد ضاعفت الضغوط على رئيس الوزراء نتنياهو من قبل اليمين الإسرائيلي».

وفي الوقت نفسه، أفادت قناة «كان» العبرية بأن مكتب نتنياهو أصدر بياناً، بتوقيع «مصدر سياسي»، قال فيه إنه «منذ حوالي أربع ساعات، يجري رئيس الوزراء نتنياهو تقييماً للوضع في القيادة الجنوبية، وللخطط العملياتية للجيش الإسرائيلي لمختلف السيناريوهات، بعد أن عزّز الجيش قواته في غزة وجمعها حولها تنفيذاً لتوجيهات رئيس الوزراء». كما وافق وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في حال انهيار الاتفاق بشكل رسمي، على «خطط هجومية كبيرة»، وفق ما أشارت إليه «هيئة البث الإسرائيلية»، التي عادت وأكدت أن «القرار بشأن ما إذا كان سيستمرّ وقف إطلاق النار أم العودة إلى القتال أصبح بيد نتنياهو، مع تقديرات بأن إدخال البيوت المتنقّلة ومعدات إعادة الإعمار قد لا يتم قبل الأسبوع المقبل».

وفي ما يتعلّق بالمساعدات الإنسانية، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر إسرائيلية نفيها دخول معدات ثقيلة وبيوت جاهزة إلى غزة عبر معبر رفح، في حين أظهرت مقاطع مصوّرة عشرات الآليات الثقيلة والبيوت المجهّزة محمّلة على شاحنات عند بوابة المعبر، في انتظار الحصول على إذن للدخول إلى قطاع غزة، علماً أن بعضها تحمل أعلام قطر، والأخرى أعلام مصر.

* الأخبار

You might also like