كل ما يجري من حولك

إقرار إسرائيلي ’’بالهزيمة’’ في غزة رغم الشعارات الفارغة عن “الانتصار المطلق” (تفاصيل ساخنة)

51

متابعات /

يوماً بعد آخر، يتزايد الاعتراف الإسرائيلي والانتقادات الداخلية ضد حكومة نتنياهو نتيجة فشلها في تحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة وعلى رأسها “تدمير حماس” وإنهاء حكمها. تقرير يرصد أبرز الاعترافات الإسرائيلية

تراجع منسوب التهديدات لدى المسؤولين الإسرائيليين بتدمير حركات المقاومة في قطاع غزة، مع إبرام صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ليحل محلّه حديث عن فشل “إسرائيل” في تحقيق أهداف الحرب، وذلك وسط تصاعد الجدل الإعلامي حول الفشل الإسرائيلي في تحقيق النصر، رغم الشعارات الفارغة عن “الانتصار المطلق”؛ وعودة حركة حماس لتثبيت نفسها كلاعب أساسي (لا بديل عنه) في معادلة مستقبل قطاع غزة، مع توسعها نحو الضفة الغربية.

الفشل الإسرائيلي وجد تعبيراً له في نتائج استطلاعات الرأي، التي أظهرت ردّاً على سؤال حول دلالة عودة سكان غزة إلى شمال القطاع بالنسبة لتحقيق “إسرائيل” لأهداف الحرب، إذ أظهرت الإجابات أنّ 4% فقط من المُستطلعين يعتقدون أنّ أهداف الحرب تحققت بالكامل، مقابل 57 % يعتقدون أنّ الأهداف لم تتحقق بالكامل، بينما أجاب 32% أنّ الأهداف لم تتحقق على الإطلاق.

“إسرائيل” فشلت بشكل كامل في حربها في قطاع غزة
الإقرار الإسرائيلي بالهزيمة برز بشكل واضح على لسان رئيس حزب “قوة يهودية”، وزير “الأمن القومي” الإسرائيلي المستقيل، إيتمار بن غفير، بقوله “إنّ الصور المروعة من غزة (يقصد مشاهد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حركات المقاومة الفلسطينية) توضح أنّ ما حصل في قطاع غزة، ليس انتصاراً كاملاً، بل فشل كامل”، مضيفاً أنّ هذه الصفقة متهوّرة بشكل لا مثيل له. كما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن ضابط كبير في هيئة الأركان العامة في “الجيش” الإسرائيلي، قوله إنّ “إسرائيل خلال 15 شهراً من الحرب على غزة، لم تحقق أهداف الحرب، أي القضاء على حماس، عسكرياً، وسلطوياً”.

فشل “إسرائيل” في تحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسها في الحرب التي تشنّها ضد قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، كانت موضع اهتمام لدى العديد من الخبراء والمعلقين في “إسرائيل”، الذين برز منهم المحامي والخبير في قوانين العقوبات، دورون نير تسافي، الذي رأى، وفقاً لموقع “القناة السابعة” الإسرائيلية، أنّ المنتصر في الحرب هو الطرف الذي ينجح في تحقيق الأهداف التي وضعها لنفسه، وبما أنّ “إسرائيل” وضعت لنفسها أهدافاً أربعة، هي: تدمير حماس كقوة عسكرية؛ تدمير سلطة حماس في قطاع غزة؛ ضمان عدم تعرُّض “إسرائيل” للخطر من قطاع غزة؛ وإعادة كل الأسرى، ولم تستطع أن تحقق أيّاً من هذه الأهداف، فتكون الطرف الذي لم ينتصر.

وبرز أيضاً كلام قاله رئيس الموساد سابقاً، تامير باردو، لـ”القناة 12″ الإسرائيلية، بأنّ “إسرائيل” خسرت الحرب، مضيفاً أنّ الحديث عن إنشاء منطقة عازلة على حدود قطاع غزة، بعمق 300 إلى 800 لحماية المستوطنات الإسرائيلية، معناه أنّ “إسرائيل” فشلت فشلاً ذريعاً في الحرب، إذ “ليس هكذا ينهون حرباً، وليس هكذا ينتصرون في الحرب”.

أمّا المسؤول السابق في “الموساد” الإسرائيلي، رامي إيغرا، فشدد خلال مقابلة له مع قناة “i24news” الإسرائيلية، على أنّ الجميع في “إسرائيل” يُدرك أنّ “الجيش” الإسرائيلي لم يقضِ على سلطة حماس، لأنه لا أحد في “إسرائيل” عمل بشأن اليوم التالي، أو على إيجاد بديل سلطوي لحماس، والنتيجة الواضحة هي أنّ عدم وجود بديل لسلطة حماس، معناه أنّ الأخيرة هي التي تسيطر على قطاع غزة، وهذا ما يحصل فعلاً.

وأضاف إيغرا أنه يوجد انطباع بأنّ “إسرائيل” تخلّت (مُرغمة) عن هدف القضاء على سلطة حماس، إذ أثبت الواقع أنّ حماس ستبقى في غزة، وستتعزز في الضفة الغربية، وهذا ما سيجعل “إسرائيل” مُلزمة بدفع ثمن مهم جداً في المستقبل.

وفي مقابلة له مع “القناة 12” أيضاً، قال المستشار السابق في وزارة الأمن الإسرائيلية، المقدم احتياط ألون أفيتار، إنّ “حركة حماس تشبه اللاعب الذي يدخل أرض الملعب ويقول، إذا لم ألعب، لن يلعب أحد، أي أنّ حماس تقول إنها باقية في السلطة، سواء بشكل مباشر، أو من خلف الواجهة، لكنها هي في جميع الأحوال، من يُملي الأمور في قطاع غزة، أما إسرائيل، فعليها أن تبلع الضفدع الكبير في قصة النصر المطلق”، بحسب أفيتار.

بدوره، رأى الكاتب وعالم اللغات، روبيك روزنطال، في مقال نشره في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أنّ الجميع في “إسرائيل” يعلمون أنهم خسروا في حرب “السيوف الحديدية”: نتنياهو يعرف ذلك، الثنائي سموتريتس- بن غفير يعرفان ذلك، وهاليفي يعلم ذلك أيضاً، وكل العالم يعرف أنّ “إسرائيل” خسرت، ولم تحقق أي هدف من “أهداف الحرب”، على الرغم من أنها “دمرت بلاد العدو، قتلت عشرات الآلاف من جنوده ومواطنيه، صفّت قادته، وسدّت كيلومترات من أنفاقه”.

وأشار روزنطال أيضاً إلى أنه “في هذه الحرب، لا توجد صورة انتصار لإسرائيل، وبالتالي لا توجد “ثمار انتصار”.

حماس تعيد بناء نفسها عسكرياً وسلطوياً
وبرز في التحليلات التي عرضت في “إسرائيل” حول فشلها في تحقيق أهدافها في الحرب ضد قطاع غزة، ما كتبه محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئل، بأنه “لا يوجد أي أساس لتبجحات الانتصار المطلق من أنصار نتنياهو”، وأنه “يجب أن يكون الشخص تابعاً أحمقاً، انفكت عنه كل آليات الرقابة لديه، لكي يصدق أنّ إسرائيل بالفعل هزمت حماس”.

ولفت هرئل أيضاً إلى أنه على الرغم من الضربة العسكرية الهائلة، التي تلقتها حركة حماس، إلا أنها بالتأكيد لم تستسلم، وهي تستعيد تدريجياً صلاحياتها المدنية في قطاع غزة، كما بدأت بترميم بنيتها العسكرية، وهذا لا يتماشى مع تصريحات نتنياهو حول أهداف الحرب، أو بوعوده خلالها.

أمّا  آفي يسسخروف، محلل للشؤون العربية في موقع “والاه” فانتقد من جهته خلال مقابلة له مع “القناة 12″، حكومة “إسرائيل” لأنها تبيع الجمهور شعارات فارغة عن “الانتصار المطلق”، في حين أنها فشلت في تحقيق “الهدف رقم واحد” الذي حددته لنفسها في بداية الحرب، وهو إسقاط سلطة حماس.

وفي السياق ذاته، قال تسفي يحزكيلي معلّق الشؤون العربية في موقع “i24news”، إنّ “حماس هي بالتأكيد الجهة المسيطرة على المسرح في قطاع غزة، وهذا يبدو واضحاً للجميع، بأنه يوجد عنوان في غزة هو حماس، كما يوجد صاحب بيت في قطاع غزة ينسقون معه”.

وأضاف يحزكيلي أنّ الصور التي تتعمّد حركة حماس إظهارها أثناء إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لديها، ليست موجهة لأهالي غزة، بل للخارج، وتحديداً لكي تظهر له كيف أنّ “إسرائيل لم تستطيع أن تحقق ما تريده في قطاع غزة”.

You might also like