كل ما يجري من حولك

الكشفُ عن ارتباطِ شيخ يمني بمخططات لاستهداف اليمن ومصر منذ التسعينيات (وثائق سرية)

219

متابعات..|

كشفت وثيقة سرية نشرها موقع “الجنوب اليوم” عن ارتباط الشيخ ناصر بن عوشان العبيدي بمخططات خارجية تهدف لزعزعة الاستقرار في كل من مصر واليمن، وذلك في إطار أجندة موسعة لحركة الإخوان المسلمين.

الوثيقة، المؤرخة في 1 نوفمبر 1993، والموجهة من العميد عبدالله صالح الناصري الشبواني، الذي كان يُعرف بالقائد الأول لما يسمى بـ”الحركة الإسلامية العالمية”، كشفت عن دور بن عوشان في التخطيط لعدد من العمليات التخريبية، من بينها محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ضمن استراتيجية الإخوان للسيطرة على الحكم في البلدين.

كما تضمنت الوثيقة تفاصيل عن مخطط للانقلاب على نظام دولة الوحدة اليمنية أواخر 1993، حيث شهدت تلك الفترة تصاعد الخلافات بين شركاء الوحدة، ما أدى لاحقًا إلى اندلاع حرب 1994، التي استغلها الإخوان للانقضاض على شركائهم في الحزب الاشتراكي اليمني. وكانت المرحلة التالية في المخطط تهدف إلى اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لتسليم الحكم للإخوان المسلمين، الذين تحالفوا مع صالح خلال الحرب على الجنوب.

الإخوان والسيطرة على النفط في مأرب وشبوة

وتظهر الوثائق كيف استغل الإخوان، عبر شخصيات مثل ناصر بن عوشان، الصراعات القبلية في مأرب وشبوة، ووجهوا القبائل نحو الاقتتال الداخلي لمنعها من المطالبة بحقوقها في الثروة النفطية. وتشير المعلومات إلى أن هذه الاستراتيجية كانت مدعومة من نظام صالح نفسه، الذي عمل على تغذية النزاعات لضمان استمرار سيطرته على الموارد بالشراكة مع حزب الآصلاح الذراع السياسي لتنظيم الإخوان في اليمن.

لكن بعد 2015، تمكن حزب الإصلاح، الذراع السياسي للإخوان في اليمن، من السيطرة الكاملة على موارد النفط والغاز في مأرب وشبوة، وتحويلها إلى مصدر تمويل خاص بالحزب، بعيدًا عن الدولة اليمنية، مما أدى إلى حرمان المحافظات الجنوبية من عائداتها، وزيادة الفجوة الاقتصادية بين الشمال والجنوب.

عمليات تخريبية واستقدام إرهابيين

وتشير الوثائق إلى أن ناصر بن عوشان لم يكن مجرد أداة سياسية، بل لعب دورًا مباشرًا في تنفيذ سلسلة من العمليات التخريبية، أبرزها:

قطع الطرق ونصب الكمائن لاستهداف قيادات عسكرية تتعارض مع أجندة الإخوان.

محاولات تفجير منشأة صافر النفطية وتعطيل نشاط الشركات النفطية.

استقدام عناصر إرهابية إلى صحراء الرويك غربي صافر، وتوفير معسكرات تدريب لهم، ضمن مخططات زعزعة الاستقرار في اليمن.

الفوضى الأمنية في الجنوب ومخططات السيطرة

تأتي هذه التسريبات في وقت تشهد فيه مناطق سيطرة التحالف السعودي الإماراتي، وخاصة شبوة ومأرب، انفلاتًا أمنيًا غير مسبوق، حيث تتكرر عمليات الاغتيال والتفجيرات، وسط صراع متزايد بين الفصائل الموالية للتحالف، في ظل استمرار سيطرة الإصلاح على الموارد الاقتصادية والنفوذ الأمني في مأرب.

وقد دفعت هذه الفوضى بالكثير من المراقبين إلى التساؤل عن مدى تأثير المخططات القديمة لحركة الإخوان على الوضع الراهن، خاصة مع استمرار استغلالهم للثروات النفطية، وتوظيفهم للميليشيات المسلحة للحفاظ على نفوذهم.

تكشف هذه الوثائق الدور الخفي الذي لعبه الإخوان المسلمون في اليمن على مدى العقود الماضية، ليس فقط في التآمر ضد شركائهم السياسيين، ولكن أيضًا في إشعال النزاعات القبلية، والسيطرة على الثروات الوطنية، وخلق بيئة من الفوضى تخدم أجنداتهم. ويظل السؤال الأبرز اليوم: هل ستتم محاسبة المتورطين في هذه المخططات، أم ستظل مناطق جنوب وشرق اليمن الخاضعة لسيطرة التحالف وأدواته رهينة لهذه المشاريع التدميرية؟

المساء برس

You might also like