كل ما يجري من حولك

تصعيدٌ إسرائيلي بأدوات محلية.. وقبائلُ مأرب ترفُضُ دعوة الأحمر للاصطفاف مع “إسرائيل” ضد صنعاء

218

متابعات..|

كشف القيادي في حزب الإصلاح، حميد الأحمر، عن مخاوفه من تحالف قبائل مأرب مع صنعاء بما يؤدي لسقوط مدينة مأرب، آخر معاقل الحزب شمال اليمن، في ظل تصاعد المواجهات بين قوات صنعاء والفصائل المسلحة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي، والتي باتت تتحرك ضمن مشروع إسرائيلي واضح لضرب القوات المسلحة اليمنية التابعة لصنعاء من الداخل، وفقاً لما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي في حكومة نتنياهو في يناير الجاري.

تصعيد عسكري على تخوم مأرب بإشراف إسرائيلي

يتزامن قلق الأحمر مع تجدد المواجهات غرب مأرب في وقت ترفض فيه قبائل مأرب الاصطفاف مع قوات التحالف السعودي لقتال قوات صنعاء كون هذا الاصطفاف سيكون مع الكيان الإسرائيلي بشكل واضح، وكانت مصادر عسكرية موالية للتحالف السعودي الإماراتي قد زعمت بأن مواقعها في جبهة المشجح تعرضت لقصف بصواريخ الكاتيوشا والطيران المسيّر التابع لقوات صنعاء. وبينما لم تصدر صنعاء تأكيداً رسمياً حول هذه العمليات، إلا أن الواقع الميداني يشير إلى تصعيد متواصل قد يعيد معركة مأرب إلى الواجهة، خاصة مع الدعم غير المباشر الذي توفره إسرائيل لهذه الفصائل عبر الرياض وأبوظبي.

إسرائيل تحرك أدواتها لضرب صنعاء من الداخل

ويأتي التصعيد في مأرب عقب إعلان إسرائيل رسمياً عن فشلها عسكرياً في منع اليمن من فرض حصار بحري على موانئها، وإخفاقها في صد الهجمات الباليستية والفرط صوتية والمجنحة التي استهدفت عمقها خلال 15 شهراً منذ بدء العدوان على غزة. وبعدما فشلت الغارات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في إضعاف قوات صنعاء، لجأت تل أبيب إلى التحالف السعودي الإماراتي وحكومته في الخارج – المكونة من حزب الإصلاح والمجلس الانتقالي وبقايا نظام صالح – لاستخدامهم كأدوات مباشرة لمواجهة صنعاء من الداخل، وفق ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي سابقاً.

موقف خياني من فصائل التحالف السعودي الإماراتي

ورغم أن صنعاء كانت الداعم العربي الأبرز للمقاومة الفلسطينية ضد العدوان الإسرائيلي، حيث قصفت عمق الاحتلال وفرضت حصاراً بحرياً على إسرائيل، إلا أن الفصائل المسلحة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي أبدت استعدادها للقتال ضد صنعاء إلى جانب أي جهة أجنبية، ووصفت حصار اليمن على إسرائيل بأنه “عمل إرهابي”، ودعت لاستغلال إعادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف أنصار الله على لائحة الإرهاب، دعت لاستغلال التصنيف عسكرياً لشن هجمة قاضية ضد صنعاء للقضاء على القوات اليمنية وأنصار الله واعتبرت أن الفرصة الآن سانحة لتحقيق ما عجز التحالف السعودي الإماراتي وأدواته المحلية عن تحقيقه خلال ١٠ سنوات منذ بدء الحرب على اليمن في ٢٠١٥ بقيادة التحالف السعودي، وهذا الموقف يكشف بوضوح صهيونية هذه الفصائل وولاء قياداتها للرياض وأبوظبي وواشنطن وتل أبيب، وهو ما يجعل أي تصعيد ضد صنعاء بمثابة حرب إسرائيلية تُنفذ بأيادٍ يمنية عميلة.

استعراض قبلي في مأرب تأكيداً على الولاء لصنعاء

بالتوازي مع التصعيد الميداني، شهدت مأرب استعراضاً قبلياً ضخماً في صرواح بحضور رئيس الاستخبارات العسكرية لقوات صنعاء، أبو علي الحاكم، في رسالة واضحة بأن قبائل مأرب تقف إلى جانب صنعاء ضد أي تحركات تخدم إسرائيل، سواء جاءت مباشرة من تل أبيب أو عبر أدواتها في المنطقة. هذا الاستعراض جاء بعد يوم من عرض مماثل لقبائل خولان، التي تمتد إلى بعض مديريات مأرب الغربية، تأكيداً على وحدة الموقف الشعبي ضد أي عدوان محتمل تقوده إسرائيل عبر أدواتها المحلية.

هل تنجح إسرائيل في إشعال معركة جديدة ضد صنعاء؟

مع عودة التصعيد العسكري في مأرب، تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت الفصائل التابعة للتحالف السعودي الإماراتي ستواصل تنفيذ الأجندة الإسرائيلية، أم أن صنعاء ستتمكن من حسم المعركة وكشف الدور الإسرائيلي المباشر في الحرب. وفي كل الأحوال، فإن أي تحرك عسكري ضد صنعاء من قبل هذه الفصائل يعد حرباً إسرائيلية تُنفذ بأيدٍ يمنية عميلة، وهو ما يضع المنطقة أمام تحول خطير في طبيعة الصراع اليمني، ليصبح بشكل أوضح مواجهة مباشرة بين صنعاء وإسرائيل، ولو عبر وسطاء محليين.

المساء برس

You might also like