كل ما يجري من حولك

العدو يزداد تغوُّلاً.. ساعاتٌ ثقيلة على الغزيين قُبيلَ سريان (الاتّفاق)

29

متابعات..| تقرير*:

تُحتسب الساعات المتبقية لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر غدٍ الأحد، بعقرب الثواني الذي تدقّ له نبضات القلب؛ ففي داخل كل سكان غزة هاجس «الضحية الأخيرة»، والحق أنه شعور مستحق، بالنظر إلى ما يظهره جيش الاحتلال من تغوّل وتصعيد في وتيرة القصف الذي لا يكاد يتوقف. ومع ذلك، تدور أحاديث مطوّلة عن خطط اللحظات الأولى لوقف إطلاق النار، حيث يمتلك كل غزّي ما يشغله من هموم. في شمال القطاع الذي هُجّر أهله قبل أكثر من 100 يوم، سيتمكّن الأهالي لأول مرة من الوصول إلى المناطق المحاصرة، والتي شاهدوا أبنيتها وهي تتبخّر في شكل ألسنة من اللهب والغبار الرمادي. يقول محمد صالحة، النازح من حي تل الزعتر: «أول شيء رح أبحث عن أقربائي، مفقود الاتصال فيهم من 60 يوماً، إذا شهداء رح ندفن جثامينهم، وبعدها نطمئن على ما تبقّى من بيوتنا، حتى نبدأ في معركة البحث عن مكان للمبيت».

أما البيوت التي يسكنها النازحون في شمال وادي غزة، فهي في معظمها ملك لأقربائهم أو جيرانهم النازحين في جنوب القطاع؛ ولذا، سيتعين على آلاف الأسر البحث عن مأوى. ويقول عاهد علي في حديثه إلى «الأخبار»: «فرحانين والله بوقف الحرب، لكن همومنا كبيرة، أنا وعائلتي ساكنين في منزل أقرباء لنا نازحين في جنوب القطاع. من بداية وقف النار، رح نبدأ مهمة البحث عن مأوى، بيتنا في جباليا مدمّر، ولازم نترك البيت لأهله الله يبارك فيهم». وبالنسبة إلى سماح حجازي، فإن أول ما ستقوم به فور وقف إطلاق النار، هو البحث عن جثمان شقيقها محمد، ثم إكرامه بالدفن ليهدأ قلب أمها المكلوم. وفي هذا الإطار، تفيد مصادر مطّلعة، «الأخبار»، بأن المئات من جثامين الشهداء أو ما تبقّى منها، لا تزال ملقاة في شوارع شمال القطاع، وتحاول طواقم الدفاع المدني والخدمات الطبية الحصول على تصريح وتنسيق مبكريْن، للقيام بمهمة انتشالها من الشوارع، إلى جانب التأكد من عدم وجود ذخائر غير منفجرة من مخلّفات الاحتلال، قبل السماح بعودة النازحين لتفقد الأحياء المدمّرة.

سيتمكّن الأهالي للمرة الأولى من الوصول إلى المناطق المحاصرة

وفي الميدان، لم تهدأ وتيرة المجازر والقصف الجوي، حيث ارتكبت الطائرات الحربية جريمة بشعة بحق عائلة الزميل الصحافي عامر السلطان، بقصف منزل ذويه في حي جباليا البلد، والذي كان يؤوي زوجته وأولاده وأمه وأباه وأكثر من عشرة من إخوانه وأقاربه، ما تسبّب بارتقاء 20 من سكان المنزل، من دون أن تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم حتى ساعات ظهر يوم أمس. كذلك، شنّت الطائرات المُسيّرة العشرات من الغارات تجاه تجمعات المواطنين في أحياء الشجاعية والتفاح والدرج والشيخ رضوان، في حين شهدت المناطق المحاصرة مزيداً من عمليات التدمير والنسف للكتل السكانية عبر الروبوتات المفخّخة، والتي امتدت إلى أطراف حي الصفطاوي المحاذي لحي الشيخ رضوان المكتظ بالنازحين.

* الأخبار اللبنانية

You might also like