كل ما يجري من حولك

آلةُ القتل لا تتعطّل.. مجازرُ ربع الساعة الأخير

28

متابعات..| تقرير:

لم تحمل ساعات الحرب الأخيرة في قطاع غزة، سوى تكرار المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال. وعلى رغم كثرة التوصيفات التفاؤلية التي حشدتها المصادر الصحافية الإسرائيلية والعربية، وحتى قيادات الاحتلال، من مثل «ساعات قليلة» و»قريب جداً»، إلا أن ذلك لم يمنع المجازر الجماعية بحق العائلات التي فضّلت البقاء في منازلها، إيثاراً للسلامة في ربع الساعة الأخير من الحرب. أما الشوارع، فكما كانت الحال خلال الأسابيع الماضية، فقد شهدت كثافة في القصف من الطيران المُسيّر، ما جعل الأهالي يحاذرون الخروج حتى لشراء ما يحتاجون إليه من الأسواق.

وسقط أكثر من 40 شهيداً خلال 24 ساعة، معظمهم من الأطفال والنساء؛ ففي حي الدرج في مدينة غزة، قُصف منزل عائلة الصحافي بشير أبو الشعر، واستشهد فيه ستة من الأطفال والنساء وأصيب العشرات من أبناء الحي المكتظ، الذي شهد أيضاً استهداف الطيران الحربي منزل المصور الصحافي أيمن العمريطي، ما أدى إلى استشهاد ابنته الصغرى. أما في حي الشيخ رضوان، فقضى الصحافي محمد التلمس. وفي شارع الجلاء، استُهدف منزل لعائلة التلولي قضت فيه الناشطة أحلام. كما أغارت الطائرات الحربية والمُسيّرة على تجمعات للمواطنين في شوارع مخيم الشاطئ وأحياء الرمال والنفق والشيخ رضوان.

وفي مقابل ذلك، حمل أمس مزيداً من «الأحداث الأمنية الصعبة» للاحتلال في مدينة بيت حانون. ووفقاً للإعلام العبري، تمكّن المقاومون من استهداف منزل كان يتحصّن فيه جنود الاحتلال بقذيفة مضادة للدروع. وأبلغت مواقع المستوطنين عن عمليتي إجلاء لمصابين وقتلى في «حدثين صعبين» وقعا في البلدة الحدودية، التي حضرت في خطاب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إذ استشهد الأخير، في مؤتمر صحافي، بما يتعرض له جيش الاحتلال في شمال غزة، كدليل على استهلاك الخيار العسكري نفسه في تحقيق هدف القضاء التام على حركة «حماس».

الشارع الغزي يحبس الأنفاس في انتظار إعلان وقف إطلاق النار

وفي غضون ذلك، لم يتوقّف الجدل في وسائل الإعلام العبرية، حول صفقة تبادل الأسرى «السيئة»، والتي وصفها صحافيون إسرائيليون بأنها «كارثة على الأمن القومي» لدولة الاحتلال. وأقرّ أكبر منظّري الحرب، ومنهم الجنرال غيورا آيلاند، بفشل الجيش في تحقيق أهداف الحرب، وأهمها القضاء على «حماس» وإجبارها على الركوع والاستسلام. وبدوره، قال رئيس لجنة الأمن القومي في الكنيست الإسرائيلي، تسفيكا فوغل، إن «الصفقة التي يتم الحديث عنها خطيرة وستبكي عليها إسرائيل لأجيال قادمة، كما تشكّل خطراً محدقاً بمستقبل الكيان»، فيما اعتبر المحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشع، أنه من المهم تسمية الأمور بمسمياتها حيث «لم يتمكّن الجيش بعد 15 شهراً من الحرب، من إسقاط الذراع العسكرية لحركة حماس ولم تبادر الذراع السياسية في تجهيز بديل للحكم. الاتفاق الناشئ سيئ، لكن لا خيار لإسرائيل سوى قبوله». أما المحلل العسكري لصحيفة «يسرائيل هيوم»، يوآف ليمور، فأكد أن «التنازلات التي قدّمها (رئيس الوزراء، بنيامين) نتنياهو ومنها الانسحاب من نتساريم والانسحاب الجزئي من محور فيلادلفيا والموافقة على عودة سكان شمال القطاع إلى مناطقهم، تشير إلى أن نتنياهو فهم حدود مرونته»، مشيراً إلى أن «هذه الصفقة كانت مطروحة في أيار من العام الماضي بفارق أننا نوقّع عليها اليوم بزيادة 120 جندياً قتيلاً».

أما الشارع الغزي، فيحبس الأنفاس في انتظار اللحظة التي يُعلَن فيها عن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ. وفي الأسواق التي تحتوي على كميات شحيحة جداً من البضائع، تسود بشكل يومي أجواء احتفالية تترافق مع تخفيض ملحوظ في الأسعار. أما في جنوب القطاع، حيث ينتظر أكثر من مليون نازح لحظة العودة، فتطغى أيضاً حالة من التفاؤل غير المسبوقة، والتي لم تستطع حتى الساعات الدامية طمس بريقها.

* الأخبار البيروتية

You might also like